((البارت الثامن والعشرون الجزء الثاني))

395 25 14
                                    

رمشت سما بعينيها وهي تفتح فمها بطريقة مضحكة بصدمة . قالت وهي تحاول إستيعاب الصدمة : أنت إيه اللي جابك هنا!؟؟. قال آسر بخبث : جاي عشان أعمل المقابلة معاكي انتي وصحبتك . لم يبدو علي سما أنها فهمت ما قاله فقال آسر : يلاااا......هتفضلي واقفة عندك كده كتييير.......اخلصي أنا ورايا شغل كتير . تنحنحت سما بإحراج ثم تقدمت منه فأشار لها كي تجلس فجلست علي المقعد المقابل له . قال آسر : هاتي السي ڤي بتاعك . أعطته سما الملف فأمسكه وبدأ بقراءة محتواه . أغلق آسر الملف ثم نظر إليها بتمعن فأبتلعت سما ريقها بتوجس . قال آسر : يعني انتي في سنة رابعة كلية ألسن والدكتور بتاعك عاملكم امتحان صح!؟؟. اومأت له سما بإيجاب فأكمل آسر : وانتي خليتي آدم يكلمني عشان أدربك انا صح!؟. قالت سما بتشنج : مين مين مين!؟......استنى بس انا مكلمتش حد أصلاً.....ده هو سمعني بالصدفة وقالي أنه هيكلم واحد صاحبه وهيقوله......انا لو كنت أعرف أنه هيكلمك أنت مكنتش خليته يقولك أصلاً......انا مكنتش اعرف انكم تعرفوا بعض أساساً......بس اهو بقى....القدر ياخويا وقعني معاك......ومش هقدر اروح ادور علي شركة من الشركات التانية......كفاية اني صحيت بدري انهاردة عشان اجيلك.....مش معقول يعني بعد ماصحيت انهاردة بدري ومارحتش الجامعة متأخر زي العادة اسيبك واصحى بدري في يوم تاني عشان ادور علي شركة تانية اتدرب فيها......اهو بقى يومين وهيعدوا . كان آسر ينظر لها ببلاهة ثم أومأ برأسه وهو يقول : لسة رغاية زي زمان . قالت سما بتسائل : بتقول حاجة يا أخ!؟؟. ضحك أسر بسخرية وقال بهمس : لا وكمان بتقولي يا أخ ولا أكني مديرها.....ياعيني علي الحلاوة.....دي اتطورت اوييييييي......انا اللي جبته لنفسي.......... . ثم قال بصوت عالي : بقول أهدي خلاص خلينا نخلص من ام المقابلة الزفت دي . نظرت له سما بغضب وكادت تصرخ لولا سماعها لطرقات علي الباب فقال آسر ببرود وكأنها ليست موجودة : أدخل . فُتح الباب ودخل مالك قائلاً : أهلاً أهلاً باللي منور الشركة......عامل ايه ياض . ابتسم آسر له ونهض من علي مقعده وتقدم منه ثم ضمه بسعادة وقال له بحنان : عامل ايه يا مالك!؟......وحشتني ياض . ضمه مالك أكثر وقال وهو يتنهد : وأنت كمان والله . ابتعد آسر عنه فقال مالك بتسائل : عملت ايه في المهمة بتاعت امبارح!؟؟. أومأ له آسر وقال : الحمدلله........خلصتها انا وآدم وجَهْ بَيِت معايا بعدها . ضربه مالك علي ذراعه وقال بغمزة : أيوة ياعم محدش أدك . ابعد آسر يد مالك عنه وقال ببعض الحدة وملامحه تحولت للألم : اوعى ايدك يا زفت أنت . قال مالك بتعجب : ليه!؟....... مالك!؟......أنت اتصبت ولا ايه!؟ . أومأ له آسر وقال بخفوت : أه بس حاجة بسيطة.....ماتشغلش بالك . قال مالك بقلق : لا ماشغلش بالي إزاي.......وريني كده . قال آسر برفض : لا يا مالك أسكت......... . ثم همس له : أسكت البت قاعدة . قال مالك بتعجب : بت مين دي!؟؟. ثم حول نظره لسما التي كادت تشتعل غيظاً من تجاهلهما لها ورفع حاجبه بصدمة وقال : احيييييه.....انت بتجيب بنات الشركة يا آسر!؟. ضربه آسر بغيظ من تفكير المنحرف هذا ثم قال بحدة : بطل قلة أدبك دي يا زفت......هو انا هفضل أقولهالك كام مرة هااا !؟. تجاهله مالك كلياً ثم توجه لسما واخذ ينظر إليها بتمعن فنهضت سما من علي مقعدها بعنف ثم قالت بغيظ وغضب : إيييييه!؟.....في إيه!؟.....مالك عمال تبحلق فيا كده ليه!؟؟.......ماهو انت مش هتجيب قلت أدبك دي من برة......انا أشك انك اكيد اخو الواد ده عشان انتم شكلكم توأم وشبه بعض في قلة ادبكم دي......استغفر الله العظيم....بتطلعوا الواحد عن شعوره.......أووووف . همهم مالك بإعجاب ثم قال بتقييم : لالا عجبتيني بجد......يعني لسان موجود.....وأظن أن في دراع كمان......وبتعرفي تردي ومش بتسكتي عن حقك.......وبتحافظي علي نفسك من اي حد غريب........ وبتعرفي تردحي......اهمم....وفوق كل ده جمال موجود.....لالالالالالالا انتي فوقتي كل توقعاتي بجد........ . ثم ابتسم لها ومد يده قائلاً : انا مالك....وانتي!؟. ابتسمت سما له ثم مدت يدها وصافحته قائلة : انا سما . قال مالك ببسمة : اتشرفت بمعرفتك يا سما.......قوليلي بقى انتي بتــ...... . توقف مالك عن الكلام وهو يعيد إسمها مجدداً وفجأة أدرك أنها هي الفتاة نفسها الذي حدثه آسر عنها . فتح عينه بصدمه ثم قال : لا ثواني....انتي سما بجد!؟. نظرت سما له بعدم فهم ثم قالت : أيوة انا سما...... إيه المشكلة مش فاهمة يعني!!!؟. نظر مالك إليها وهو يحاول أن يستوعب أنها هي سما حقاً تقف أمامه وهو صافحها منذ قليل أمام آسر . حول نظره لآسر فوجده ينظر إليه بنظرات مشتعلة فأبتلع ريقه برعب ثم ابتعد عن سما قليلاً وهو يقول : طيب يا آنسة سما اناااااا........انا مضطر امشي حالاً عشااان......عشان يعني ورايا شغل كتير وكده.....عن أذنك . ثم فر هارباً من المكتب خوفاً من آسر . تنفس آسر بهدوء ثم ألقى نظرة مخيفة لي سما وبعدها تقدم من مكتبه وجلس علي المقعد . نظرت له سما بتوتر من نظرات المخيفة تلك ثم قالت لنفسها : كانوا معاهم حق أما سموه الشيطان . ابتسم آسر بسخرية عليها فهي كانت تتحدث بصوت عالي ثم قال : اسمعيني يا سما.......انا هختبرك كده عشان اشوف مستواكي تمام!؟. قال جملته بنبرة خبيثة ارتابت لها سما لكنها اومأت له فقال آسر ببسمة شيطانية : طيب.....انا هديكي شوية حجات تترجميهم كلهم وهنشوف بقى قدراتك يا آنسة سما . قال جملته مشدداً علي كلمة (آنسة سما) فنظرت له سما بحاجب مرفوع ثم قالت : وإيه هي بقى الحجات دي!؟. ابتسم آسر بأتساع وهو يخرج الكثير والكثير من الملفات ثم وضعها أمامها وقال بخبث : هي دي الحجات . نظرت سما للملفات بصدمة ثم صرخت بأعتراض : لااااااااااااااااااااااا.......مستحيل اترجم كل ده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
زفرت سما بتعب وهي تسند رأسها علي زجاج سيارة الأجرة التي استقلتها حتى تعود للمنزل بعدما أجبرها مُديرها المستفز _ كما تقول _ علي ترجمة كل تلك الملفات . نظرت من النافذة لتلك الشوارع المظلمة نتيجة تأخر الوقت وحلول المساء . رن هاتفها فأجابت هي بنبرة متعبة : أيوة يا مراد . قال مراد بقلق : انتي فين يا سلمى لغاية دلوقتي!؟. قالت سما بهدوء : انا في الطريق اهو . قال مراد : واتأخرتي ليه كل ده!؟. قالت سما : عشان مدير الزفت ده كان عاوزني اترجمله ملفات كتير معرفش ايه كل ده.....انا دعيت عليه دعاوي ربنا يتقبلها ياااارب . ضحك مراد بخفة ثم قال : طب انتي فين دلوقتي!؟؟......اجي اوصلك!؟. ابتسم سما وقالت : لا ياقلبي متتعبش نفسك......انا راكبة التاكسي اهو وجاية في الطريق......قربت اوصل متقلقش . سمعت سما مراد يهمس لشخص ما بشيء لكنها لم تفهم فقالت بتعجب : انت بتكلم مين!؟. قال مراد ببعض التوتر : د...ده الواد عمر......اصل انا كنت لسة هقولك تعالي علي بيت جدي عشان كلنا هناك دلوقتي . قالت سما بتعجب اكبر : وانتم بتعملوا ايه هناك!؟. قال مراد : أصل جدي اتصل علينا وقالنا نروحله هناك عشان عاوزنا في موضوع ومستنيينك اهو . تنهدت سما بتعب فيبدوا أن اليوم لم ينتهي بعد ثم قال : طيب يا مراد خلاص هجيلكم علي هناك.......يلا سلام . ثم أغلقت معه . بعد حوالي نصف ساعة وصلت سما لمنزل جدها . ترجلت من السيارة بعدها دفعت للسائق أجره ثم أخذت تجر قدميها الي باب المنزل بتعب شديد وهي تتنهد بضيق وضجر فهي كانت تتمنى أن تنعم بنوم هانئ بعد كل ما عانته مع ذلك المدير المستفز والظالم_من وجهة نظرها_لكن يأتي جدها بكل بساطة ليقول انهو يريدهم في موضوع خاص . طرقت الباب فوجدته مفتوحاً . دفعته ودخلت بتعجب شديد وهي ترى الظلام يعم المكان . دق الرعب في قلبها من أن يكون الأسيوطي قد عثر علي عائلتها وفعل لها شيئاً ما . قال سما بهمس ونبرة مرتعشة : م.....م...مرااد . لكن لم تتلقى رداً من أحد فحاولت أن تشجع نفسها وهي تتعمق في الظلام باحثة عن زر الإضائة لكن فجأة شعرت بيدان تتوقانها من الخلف فأطلقت صرخة مرعوبة وهي تحاول الفكاك منها لكنها هدأت عندما همس لها ذلك الشخص جوار أذنها : أهدي يا سمايا.....انا مراد.....متخافيش يا قلبي مفيش حاجة . التفتت سما له وقالت وهي تتمسك فيه : مراد.....هي الدنيا ضلمة كده ليه!؟.....انا خايفة اوي . ضمها مراد وقال بحنان : متخافيش يا سما.......بصي وراكي كده . قالت سما وهي تخفي وجهها في صدره برعب : لا مش عاوزة......انتم عاملين فيا مقلب وانا خايفة . ضحك مراد بخفة وقال : لا والله مش مقلب.....بصي وراكي بس وانتي تعرفي . حولت سما بصرها نحو ما يشير له مراد فوجدك الجميع واقفين حول كعكة كبيرة بها شموع مضائة فقالت بتعجب : ايه ده!؟......هو عيد ميلادي انهاردة وانا معرفش ولا إيه!؟......بس لا ازاي!؟.......ده كان لسة جاية من فترة . ضحك مراد وهو يضمها إليه قائلاً : بصي يا سما.......احنا كلنا شايفين انك اتغيرتي بعد الحادثة اللي حصل في المستشفى وحاولنا نخرجك من الحالة اللي انتي فيها دي بس برضو مش عارفين فقولنا نعمل حفلة صغننة كده ونجيب كيك ونقضي يوم حلو مع بعضينا يمكن ترجعي لطبيعتك........بس الصراحة يعني هي دي فكرة البنات وخاصةً تالا هي اللي اقترحت كده عشان عارفة انك بتحبي الحفلات وكده . نظرت سما لهم بدموع وهي تحاول جاهدة حتى لا تسقط فضمها مراد بحنان وهو يقول : احنا بنحبك اوي يا سما ومش عارفين نشوفك كده ومنعملش حاجة........احنا عاوزينك ترجعي لطبيعتك يا سما عشان احنا مش متعودين عليكي كده......احنا وحشنا سما اللي بتتخانق مع الكل ومش بتسكت عن حقها أبداً ولسانها سابق عقلها في كل حاجة......احنا ممكن نعمل المستحيل يا سما عشان ترجعي زي الأول . اومأت له سما وهي تقول بصوت مكتوم : انا قررتك انسى كل اللي حصل تاني وارجع زي الأول......مفيش حاجة تستاهل كل ده......وانا بدأت اهو ارجع تاني وكنت هتخانق مع المدير الجديد ده انهاردة . قال مراد بتعجب : ليه يعني إيه اللي حصل!؟. قالت سما ببسمة وهي تبتعد عنه : هقولك بعدين....... . ثم التفتت للجميع وقالت بعدها أضائوا الأنوار : شكراً بجد ليكم يا جماعة......انا من غيركم مش عارفه كنت هعمل ايه . قالت تالا بغرور : اشكريني انا يا حجة........انا اللي قلتلهم يعملوا كده . ضحك سما عليها لكن قالت بتعجب وهي تلاحظ الضماض حول رأسها : إيه ده!؟.......انتي اتعورتي كده ازاي يا هبلة!؟. ضحكت ملاك بسخرية وهي تقولي : اديكي قلتي هبلة........وهي عشان هبلة مش بتحرم واتخانقت مع واحد انهاردة في الجامعة وحصل حجات كده و وقعت علي الحجر واتعورت.....بس هي اللي جابته لنفسها . نظرت لها تالا بغيظ ثم كادت تعترض لكن قاطعتها جودي قائلة : خلاص خلاص مش وقته انتي وهي.......يلا خلونا نحتفل سوى كده . قالت إسراء : أيوة يا بت يا جودي.....حد يروح يجيب الأطباق وصنية الكيك دي . قال عمر ببسمة بلهاء : انا هجيب الكيك . فجأة صرخ الجميع في آن واحد : لاااااااا مستحيل . نظر لهم عمر بتوجس وقال بحنق : ليه يعني!؟......محسسيني اني هكلها مثلاً . قالت إسراء بسخرية : لا ياخويا مش هتاكلها بس هتوقعها زي المرة اللي فاتت . قال عمر ببسمة غبية وهو يتوجه للكعكة ويحملها : لا مش هوقعها......انا بس هشيلها كده براحة وبعدين اااا.........اااااااااااه . صرخ بفزع عندما تعرقلت قدمه في السجادة وسقط وسقطت الكعكة معه . هدوء عم المكان والصمت سيد الموقف والجميع ينظر لعمر والكعكة بغباء . قال عمر بضحكة غبية : ايه يا جماعه بتبصولي كده ليه!؟.......حصل خير خلاص . نظرت له إسراء بشر وقالت وهي تشمر اكمامها : هههه حصل خير صح.......ده حصل شر يا كلب الشوارع يا ديك البراري........انا بقى هوريك ازاي تبوظلي الكيك كل شوية......تعلالي هنا . أنهت جملتها وهي تركض خلفه أما عمر ما أن ابصرها حتى انتفض من مكانه بفزع وأخذ يركض منها برعب في كل مكان وفجأة اصتدم بمراد بعنف فسقط الإثنان أرضاً فدفعه مراد بعنف ثم نهض وهو يقول ببسمة إجرامية : أنا سكت المرة اللي فاتت بس دلوقتي هاخد حقي . ثم انقض عليه يضربه بعنف ويلقي عليه كل ما يقابله ثم أمسك الحذاء وألقاه عليه لكنه لم يصبه بل أصاب مازن الذي كان شارداً في جودي فألتفت مازن له بغضب ثم نهض بعنف وأخذ يركض خلف مراد فركض مراد بفزع وهو يقول : أهدى يا مازن مش كده يا أخي.......مكانش قصدي اضربك والله انا كنت بضرب الواد عمر . قال مازن ببسمة شرسة وهو يركض خلف مراد بسرعة : ولو ولو لازم اخد حقي من الضربة دي . زفر آدم من هذا الضجيج فقال سيف الذي يجلس جواره : إيه رأيك نسيبهم ونطفش عُبال ما يخلصوا المهرجان ده . أومأ له آدم بضيق ثم نهض الإثنان عازمين علي الخروج للحديقة إلي أن تهدئ الأمور لكن لم يكد الإثنان أن يتحركان خطوة واحدة حتى اصتدم عمر في آدم فسقط آدم للخلف بالمقعد فرمش عمر بعينه قليلاً ثم أخذ يضحك بعنف وشاركه سيف في ذلك . اعتدل آدم بهدوء ثم أخرج مسدسه وصوبه نحو عمر وقال ببسمة جانبية : تحبي اخلصك منه يا إسراء!؟؟. أومأت له إسراء قائلة : أه ونبي ياخويا...... أصل انا طهقت من خلقته . اتسعت ابتسامة آدم وهو يقول : عيوني الأتنين يا سوسو . ثم ضغط علي صمام الأمان فأبتلع عمر ريقه برعب وقال وهو يتراجع للوراء : أهدى كده يا دومي......ده انا حبيبك برضو.......بص بص اقولك علي حاجة......انا هروح اجيب حاجة كده أصالحك بيها وارجع تمام!؟؟. ثم ركض للخارج برعب بينما كان سيف يضحك علي ما يحدث فقال آدم : هاا يا سيف......تحب اخلص عليك الأول ولا هو!؟. قال سيف بقلق : وتخلص عليا ليه!؟. قال آدم : عشان انت يا قلب أمك قعد تضحك عليا بدل ما تساعدني......وانا مش بحب الغدر ده . ابتلع سيف ريقه برعب ثم ركض خلف عمر وهو يقول : عممممممممممر.......خدني معاك يااااااض . وعلي الطرف الآخر كانت سما تنظر لأثر الكعكة بحزن فربتت سمر علي كتفها وقالت ببسمة : متزعليش يا سمسم......انا عملت صنيتين كمان عشان عارفة أن ده هيحصل......يلاا تعالي تقطعها سوى . اومأت لها سما بسعادة ثم ذهبت معها . وهكذا انقضت الليلة في جو عائلي جميل بين المشاجرات والشجارات والضحكات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر أسبوعين علي أبطالنا دون أي شيء جديد . وليد الذي يحاول أن يتحدث مع روجينا وبدأ يعاملها بحب واضح ويأخذها للتنزه في الكثير من الأحيان وهي بدأت تلين في تعاملها معه وعادت الأمور الي مجاريها . أدهم الذي يحاول أن يتحدث مع تالا حتى يرضي ضميره وتالا تتجاهله تماماً . ملاك التي تشعر أن علاقتها بسيف فيها شيء خاطيء لكنها تحاول تجاهل هذا الهاجس فسيف لطيف معها ويعاملها بكل حب . ومازن الذي أصبح يشرد كثيراً في جودي وهو يتمنى أن يعترف لها بحبه لكن كيف وهو لديه عقدة من النساء لسبب مجهول . وجودي التي أصبحت معالم الحزن ترتسم علي وجهها بسبب حبيبها ومعذب قلبها الذي أصبح يتجاهلها ولا يتحدث معها وهي لا تعلم ما السبب في تغيره هكذا معها وكل هذا جعلها تصبح كئيبة وإنعزالية ولم تعد تمرح مع الجميع . وأخيراً بطلتنا سما التي كانت خلال الأسبوعين الماضيين تذهب للجامعة صباحاً ثم تتوجه بعدها للشركة وحدها لأنه تم نقل صديقتها مايا لفرع آخر وتنجز الأعمال الموكلة إليها بضجر وتعب ولكنها لا تنكر أنها شعرت مع مُديرها بالألفة والتسلية وكأنها تعرفه منذ زمن طويل ، هي لم تتخطى حدودها معه لكنها تشعر بالتسلية والإنتصار عندما تزعجه او تضايقه ثم تفر هاربة من أمامه ، ولم تخلوا الأيام من شجاراتهما ومزاحهما ومضايقتها لآسر الذي كان يهدء نفسه عليها حتى لا يتهور والذي كان أكثر من سعيد بأنه وجدها بعد طول غياب و وضعها تحت مراقبته حتى لا يحدث لها شيء لم يكن في الحسبان فهو لن يخاطر بفقدها بعض أن حُرم منها لسنين طويلة . وفي يوم جديد بعد أن أنهت سما جامعتها و وصلت للشركة . جلست خلف مكتبها بتعب شديد فهي اليوم تأخرت في الجامعة وأخذت تركض بسرعة علي قدميها لأنه ولسوء حظها لم تجد أي وسيلة نقل أمامها وهي كانت تود أن تصل بسرعة لأنها تأخرت اليوم ولا تريد من مديرها أن يتحدث معها علي تأخرها فأخذت تركض في الطرقات حتى وجدت بعد مدة طويلة وسيلة تنقلها للشركة لكنها بسبب ركضها في الشمس لمدة طويلة أصيبت بضربة شمس فوق أنها لم تعد تشعر بقدميها والصداع يكاد يفتك برأسها وهي لم تتناول شيئاً منذ الصباح . وضعت رأسها علي المكتب بألم وهي تشعر بأن رأسها يكاد ينفجر . سمعت صوت حمحمة آسر فرفعت رأسها ببطيء فوجدته ينظر إليها بحاجب مرفوع ثم قال : أتأخرتي ليه يا آنسة سما!؟؟. تنهدت سما بتعب ثم قالت بهدوء : انا آسفة يا آسر باشا........آخر مرة . قال آسر بضيق : لا وكمان بتتكلمي وانتي قاعدة . نظرت له سما بألم ثم تحاملت علي نفسها و وقفت وهي تشعر بالدوار يداهمها نتيجة عدما تناولها لأي شيء منذ الصباح . وضعت يدها علي رأسها في محاولة تخفيف ذلك الألم فلاحظ آسر تصرفاتها الغريب وطريقة كلامها الهادئة علي غير العادة فقال بتعجب : سما....انتي كويسة!؟.......حصل معاكي حاجة انهاردة وانتي جاية في الطريق!؟. نفت سما برأسها ثم قالت : لا يا باشا.....انا اللي غلطان واتأخرت........انا هريح شوية بس واجي لحضرتك اخد الورق اللي هيترجم تمام!؟. قال آسر وبدأ يقلق عليها : تريحي ليه!؟؟.......هو انتي تعبانة يا سما!؟؟. نفت سما برأسها وهي تشعر بالدنيا تدور من حولها . تنهد آسر بضيق ثم قال : طيب يا سما......ريحي شوية وأما تبقي كويسة تعالي ماشي!؟. اومأت له سما فتركها آسر وخرج بينما هي جلست علي المقعد وهي تسند رأسها علي المكتب مجدداً . دخل آسر مكتبه وجلس علي المقعد بضيق وهو يشعر بالقلق عليها . هي لا تبدوا بخير . تصرفاتها ليست طبيعية . ويبدوا أنها متعبة . زفر بضيق ثم أمسك هاتفه وضغط علي عدة ازرار دقائق ورد الطرف الآخر فقال آسر دون منح له أي فرصة للحديث : أسمع يا مراد......انا عاوز اعرف اختك بتبقى فين قبل ما تيجي الشركة . قال مراد بتعجب : ليه يعني!؟. قال آسر بضيق : يا عم اعتبره فضول.....قولي بس هي بتبقى فين!؟. قال مراد : بتبقى في الجامعة بعدين بتروح علي عندك.......بس هي اتأخرت انهاردة شوية عشان كان وراها محاضرات كتيير . فتح آسر عينه بصدمة ثم قال : لا استنى......يعني هي بتروح الجامعة وبعدين بتيجي علي الشركة!؟. همهم مراد بإيجاب فقال آسر بصدمة وغضب : وهي مقالتليش ليه الزفتة دي!؟.......يعني مش معقوله تروح الجامعة وتيجي الشركة في نفس اليوم........ده اكيد بتتعب......هي مقالتليش ليه كنت هخليها تيجي يوم إجازتها بس . قال مراد بتعجب : إيه ده!؟......هو انت متعرفش انها بتروح الجامعة!؟. قال آسر : لا مجاش في بالي.......بص اقفل دلوقتي وانا هتصرف معاها.......سلام . اغلق الخط مع مراد في نفس دخول سما للمكتب بملامح متعبه ثم تقدمت منه وهي تقول : حضرتك عاوزني اترجملك ايه يا باشا انهاردة!؟؟. تنفس آسر بهدوء ثم قال : انتي ليه مقلتيش انك بتروحي الجامعة وبتيجي علي هنا في نفس اليوم!؟. قالت سما بهدوء : كنت فكراك عارف . زفر آسر بضيق ثم قال بحدة : يعني انا لو عارف كنت افتريت عليكي وخليتك تروحي الجامعة وتيجي الشركة في نفس اليوم.......هو انا متخلف يعني عشان اعمل كده!؟. نظرت سما للأرضية وهي لا تتحمل صراخه بها فهي تشعر بالصداع وحدها وذلك الدوار الذي لا يريد أن يتركها يجعلها تشعر انها سوف تفقد الوعي في أي لحظة . تنهد آسر وهو يحاول أن يهدأ ثم قال : طيب يا سما......انا هتصرف في الموضوع ده تمام!!؟. اما عن سما فكان الدوار قد سيطر عليها وأصبحت تترنح في مكانها فرفع آسر عينه عندما لم يجد منها إستجابة فوجدها بتلك الحالة فقلق عليها بشدة ثم نهض واقترب منها وقال : سما.....انتي كويسة!؟. قالت سما بتعب : انا دايخة . شعر آسر بالقلق عليها فحملها وذهب بها ناحية الأريكة ثم وضعها عليها وجعلها تستلقى وبعدها قال : انتي كلتي حاجة من الصبح!؟. نظرت له سما وهزت رأسها بنفي فسب آسر في سره تلك الغبية علي إهمالها لنفسها بتلك الطريقة ثم توجه لمكتبه ونادى أمل وقال لها أن تحضر لهما وجبة خفيفة ثم عاد إلي سما وجلس جوارها وقال بنبرة حنونة لأول مرة تسمعها : قوليلي يا سما.......مكلتيش ليه من الصبح!؟.....انتي عارفة أن ده غلط صح!؟. اومأت له سما ثم قالت : أصل أنا مكنتش فاضية خالص انهاردة وكان عندي محاضرات كتير وكنت عاوزة أوصل الشركة بسرعة عشان حضرتك متزعقليش . قال آسر بهدوء : أولاً كده انا مش هزعقلك عشان اتأخرتي.....كل واحد ظروفه بتحكمه......فأنا كنت هسألك بس علي السبب مش اكتر......وثانياً بقى مجبتيش اي حاجة تكليها ليه وانتي راكبة التاكسي ولا اي مواصلة!؟. ابتسمت سما بسخرية وقالت : عشان انهاردة اليوم كان نحس وملقتش اي مواصلة توصلني لهنا فأضطريت اخدها جري مش مشي عشان ألحق أوصل وعُبال ما لقيت حاجة اركبها كنت جريت كتييير اوي ورجلي اتكسرت . شعر آسر بالحزن وأخذ يلوم نفسه علي ما فعله بها ثم أمسك بكفها وقبله بحنان وقال بأسف : انا آسف يا سما اني مسألتكيش قبل كده ومأخدش بالي حتى انك بتيجي تعبانة من برة........بصي انتي هتكلي وبعدين هخلي حد من الحرس يوصلك لغاية بيتك بالعربيه ماشي!؟. شعرت سما بالغرابة من كلماته هذه و إمساكه ليدها وتقبيلها وهي لم تعترض علي ذلك ولا تعلم ما السبب لكنها حاولت أن تتجاهل كل هذا وقالت برفض : لا انا مش هروح في حتة........يعني مش بعد ما اتبهدلت كل ده اروح في الآخر من غير مأعمل حاجة . قال آسر بإصرار : لا يا سما انتي هتكلي وتروحي بيتك وانا هبقى أتصل بيكي واقولك علي المواعيد........انا مش هسمحلك أنك تشتغلي وانتي تعبانة كده . تعجبت سما من إصراره وحنانه الغريب عليه فهي لم تراهه يتعامل معها بهذا الشكل في الأيام الماضية . قالت سما بهدوء : بص يا آسر باشا......انا اتبهدلت انهاردة عشان اجي اشوف شغلي.....وانا مش معقولة اعمل كل ده وفي الآخر اروح عادي.......خلينا نعدي اليوم انهاردة وبعدين نبقى نشوف الموضوع ده بعدين . تنهد آسر بضيق من عِنادها ثم قال بإستسلام : طيب يا سما......بس بشرط......هتفضلي طول اليوم تشتغلي هنا وهتفضلي قاعدة علي الكنبة وأياكي تقومي من مكانك وانا هجيبلك الورق قدامك تترجميه في مكانك وهتعملي جزء صغير منه وبعدين ابقى اعملي الباقي......أنا مش هقبل أي إعتراض ولو مش موافقة هروحك بيتك غصب عنك تمام!؟؟. اومأت له سما بهدوء ومن ثم صمت الإثنان . تنهدت سما بهدوء ثم اعتدلت في جلستها وقالت : آسر باشا......كنت عاوزة اسألك سؤال كده . نظر إليها آسر في إنتظار أن تتحدث فقالت سما : هو انت ليه بتتعامل معايا كده......يعني أنا أول مرة اشوفك بتعتذر وكمان مش عاوزني اشتغل وانا تعبانة وأول أما عرفت اني بروح الجامعة وبعدين باجي علي هنا قعدت تزعق ومصمم تأكلني......هو التصرف العادي اللي المفروض تعمله مع أي موظف انك تخليه ياكل اي حاجة وبعدين يكمل بقيت شغل وهيبقى كتر خيرك الصراحة لكن انت تصرفك معايا غريب أوي وانا عاوزة اعرف سببه . نظر إليها آسر بنظرات غريبة عليها ثم قال بنبرة لم تستطيع تحديدها : مينفعش تعرفي اي حاجة دلوقتي يا سما.......انتي لو عرفتي هيحصل حجات كتيييير مش في صالحك أبداً.......صدقيني هيجي اليوم اللي هتعرفي في كل حاجه و وقتها حياتك كلها هتتغير.....بس متستعجليش علي أنك تعرفي الحقيقة عشان متتأذيش . أنهى كلامه وهو يربت علي رأسها ببسمة وكأنها طفلة صغيرة ثم تركها وذهب ليفتح لي أمل ويأخذ منها الطعام . مر الوقت وسما مازالت في حيرتها من تصرفات آسر الغريبة لكنها قررت أن تنهي عملها ولا تركز علي تلك التفاهات . بعد مدة كان آسر جالساً خلف مكتبه ينجز بعض أعماله وسما جالسة علي الأريكة تترجم تلك الأوراق . رن هاتف سما برقم وجودي فأجابت عليها قائلة : أيوة يا جودي . قالت جودي بنبرة غريبة : سما انتي فين دلوقتي!؟. قالت سما بتعجب : انا في الشركة يا جودي......بتسألي ليه!؟.......حصل حاجة!؟. قال جودي بتوتر : هو الصراحة أه . تركت سما الأوراق من يدها ثم قالت بتركيز وقلق : خير في إيه!؟. قالت جودي كلامها دفعة واحدة : هو الصراحة في واحد جة اتقدملك وجدك وافق عليه وطلب أننا نتجمع انهاردة عشان يقروا الفتحة . فتحت سما عينيها بصدمة ثم قالت : إيه!؟.......إزاي!؟......هو مين ده أصلاً!؟. قالت جودي بجهل : معرفش والله......هو بابا راح اتكلم مع جدي بس هو مصمم عليه بطريقة غريبة وقال لو انتي موافقتيش هيجبرك علي كده . صدمت سما من حديثها وشعرت بعدم انتظام تنفسها فقالت : ط.....طيب يا جودي.....اقفلي دلوقتي . ثم أغلقت الخط فقال آسر بتسائل : في حاجة يا آنسة سما!؟. نظرت له سما بوجه شاحب ولم تكد تتحدث حتى رن هاتفها برقم مجهول فنظرت لشاشة الهاتف قليلاً حتى تذكرت لمن هذا الرقم فأجابت سما بنبرة مرتعشة : ألو . ضحك الطرف الآخر وقال ببسمة ونبرة خبيثة : أهلاً أهلاً بمراتي المستقبلية .

ولم تكن تلك سوى البداية عزيزي القارئ والقادم سيكون أفضل 😉 ، اكيد طبعاً كلكم عارفين مين الشخص ده .

ياتري مين الشخص اللي طلب ايد سما؟؟؟؟
وياترى سما هتعمل ايه؟؟؟
وهل آسر هيساعدها؟؟؟

كل هذا وأكثر في الفصول القادمة من رواية((عشق منذ الطفولة)) ، انا عارفة اني شوقتكم للبارت الجاي لكن صبراً أعزائي فلا شيء يأتي دفعتاً واحدة ، عاوزة اعرف رأيكم في الكومنت ، وكمان عاوزة أقولكم علي حاجة والكل يقولي في الكومنت ايه رأيكم اني أنزل البارت كل مرة في آخر الأسبوع زي المرة دي بس هيكون طويييل زي البارت ده ، هو البارت ده اكتر من ٣٠٠٠ كلمة والله ، انا بكتب فيه من يوم الأربع ولسة خلصان دلوقتي فأنتم قولولي اكتبه وانزله وقت ما يخلص وهيكون طويل ولا اكتبه يوم الخميس او الجمعه بس هيكون قصير ، انا هاخد برأي الأغلبية تمام!؟؟ ، ويلا بقى اشوفكم على خير🥰❤️👋.

✨⁦(⁠。⁠♡⁠‿⁠♡⁠。⁠)⁩✨
$_____‹♥›_____$

عشق منذ الطفولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن