((البارت الثامن والعشرون الجزء الأول))

324 25 2
                                    

وصل أدهم للمشفى وترجل من سيارته وهو يحمل تالا بين يديه . دخل أدهم للمشفى بسرعة وهو يصرخ في الأطباء ليساعدوا تالا . اخذت إحدى الطبيبات تالا لغرفة ما حتى تفحصها وبقي أدهم ينتظرها بالخارج وهو لا يعلم ماذا يفعل . تنفس بهدوء وهو يحاول ترتيب أفكاره وماذا سيفعل . وفجأة سمع صوتاً ما يقول : إيه ده!؟........مش ده دكتور أدهم المعيد بتاع تالا في الجامعة!؟؟؟.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل وليد للمشفى . نظر لروجينا وسمر وكاد يتحدث لكن روجينا تجاهلته وترجلت من السيارة دون قول كلمة واحدة . تنهد وليد بضيق وقال لسمر : يلا يا سمر خلينا نخلص نشوف هنعمل ايه . ثم ترجل بعصبية من السيارة وهو يحاول تهدئت نفسه . نظر سمر لروجي و وليد ثم قالت : الاتنين أهبل من بعض والله.......ربنا يصبرني عليهم يارب . ثم ترجلت من السيارة وذهبت خلفهم . دخل الثلاثة للمشفى ثم توجهوا لمكتب مراد حتى ينزع لها الجبيرة . دخل الثلاثة للمكتب فكان سيف بالداخل جالساً علي الأريكة ويحتسي كوباً من القهوة . نادى وليد عليه فألتفت سيف لهم وقال ببسمة : ادخلوا واقفين ليه!؟. دخل الثلاثة فقال وليد بتسائل : أنت بتعمل ايه هنا!؟.......ومراد فين!؟. قال سيف بهدوء : مراد عنده حالة طارئة دلوقتي فقالي استناكم هنا واشيل لروجي الجبس بداله . أومأ له وليد بهدوء وهو يتنهد ناظراً لروجي بضيق من إصرارها علي عدم الحديث معه فقال لها بغيظ : إيه!؟......مش ناوية تقعدي عشان نخلص ولا هنبيت هنا!؟ . نظرت لو روجينا بغضب وقالت : انت بتتكلم كده ليه!؟......اتكلم معايا عدل الأول وبعدين اسأل.......وكمان محسسني اني وافقة بلعب.......اوووووف ده إيه القرف ده ياربي . وجزتها سمر وقالت بهمس : أهدي علي الواد شوية......هو عاوزة يصالحك وقالك وانسي اللي حصل دلوقتي هو هيصلح كل ده بس بعد اما نخلص.........يبقى ليه تتنكي عليه كده!؟...... أنتي شكلك أما صدقتي صح!؟. نظرا لها روجي بحنق وقال بهمس : هو انا مليش نفس ازعل منه يعني ولا ايه!؟ . نظرت لها سمر بغيظ وقالت بصوت عالي : الصبر من عندك ياااااارب . ضحك سيف عليهما ثم قال : طب يلا اقعدي عشان نشيل الجبس . اومأت له روجي ثم جلست علي المقعد وجلس سيف علي المقعد المقابل لها . بدأت سيف بنزع الجبيرة بحذر لكن روجي كانت تشعر بالقلق فأغمضت عيناها بخوف لكنها شعرت بأحدٍ ما يحاوطها بيده وهمس لها بتلك النبرة الحنونة : متخافيش......انا مش جاي معاكي عشان تخافي.......انا جنبك دلوقتي ومش هخلي الواد ده يوجعك ولو وجعك هموتهولك عادي مفيش مشكلة......انتي بس تأمري وانا انفذ . نظرت روجي لعينيه بحب وبسمة تتشكل علي وجهها فذاك الشاب يستطيع أن يسعدها حتى ولو فعل بها اسوء الاشياء لكنه في النهاية سيظل الشخص الأول الذي دق إليه ذلك القلب الذي يتوسط صدرها ، سيظل الشخص الأول الذي أحبته بل عشقته حد النخاع ولن تسمح لأي شيء بأن يبعدهما عن بعضهما ، حتى ولو تشاجروا في بعض الأحيان لكنهما في النهاية لا يملكان سوى بعضهما البعض . اسندت روجي رأسها علي صدره تنعم بذلك الشعور بالحنان الذي يجتاحها عند قربه منها . ابتسم وليد عليها فهي بدأت تلين في تعاملها معه ويبدوا أنه وأخيراً سيستطيع مصالحتها وستعود الأمور إليه طبيعتها . انتهى سيف من نزع الجبيرة فقال بهدوء وهو يمسك بمرفق روجينا : روجينا......حاولي تحركي دراعك كده . بدأت روجي بتحريك زراعها ببطيء فقال سيف ببسمة : طيب خلاص كده......دراعك خف خالص وتقدري تحركيه بعد كده.......يلا ألف سلامة عليكي . نظر إليه وليد بغيظ وقال وهو يجز على اسنانه : الله يسلمك ياخويا . ضحك عليه الجميع وفقالت سمر : تسلم ايدك يا سيفو..........ويلا يا ولاد خلونا نروح نقعد مع نور عشان قاعدة لوحدها مع باسل وعمالة تشتكيلي منه . ضحكت روجي عليها وقالت : أنا نفسي اعرف هو أنكل باسل مش بيكبر أبداً ولا إيه!؟ . قال وليد بحنق وشهقة مصرية شعبية : جرى ايه يا ماما!؟.......عاوزة ابويا يكبر!؟......خمسة وخميسة في عينك يا حجة ده ابويا اصغر منك.......اتلاقيكي غيرانة منه بس مش اكتر . ضحك الجميع عليه ثم ودعوا سيف وخرجوا من المكتب . ضم وليد روجينا إلي صدره وقال وهو يهمس لها في أذنها : هاااا.....الحلو مش هيحن بقى ولا إيه!؟. قالت روجينا وهي تبتعد عنه : لا......مش دلوقتي......انت غلطان وانا مش هصالحك بسهولة......لازم تتعذب شوية . اقترب وليد منها وقال : وهو انتي هيرضيكي اني اتعذب يعني!؟ . هربت روجينا بعينيها بعيداً عنه ولم تجب فقال وليد بإصرار وخبث : ردي عليا يا روجي.......انتي هيرضيكي اني اتعذب كده!؟ . قالت روجي بتوتر : هو انااااااااا........اقصد يعنييي......اااااا......ايه ده!؟.......مش ده دكتور أدهم المعيد بتاع تالا في الجامعة!؟ . نظر وليد وسمر إلي ما تشير فقال وليد بتعجب : وانتي إيه اللي عرفك أنه هو!؟. قالت روجينا : اصل عندها في الجامعة المفروض كل دفعة عاملين جروب عشان اي اخبار جديده وكده ويوم ما أتعين جديد نزلوا صورته وهي ورتهاني......بس المشكلة أنه اتخانق معاها عشان هي ضربته في أول يوم ليه في الجامعة . قالت سمر : وهي اعتذرت ليه يعني ولا لا!؟ . قالت روجي : لا......انتي عارفة بنتك مش بتعتذر لحد . تنهدت سمر ثم قالت : طيب تعالوا نروح نعتذر ليه من المتخلفة دي . ثم توجهوا إليه . نظر أدهم إليهم وهم يتقدمون منه . نهض من مكانه فقالت سمر ببسمة : ازيك يابني.......عامل ايه!؟ . أومأ لها أدهم وقال ببسمة خافتة : الحمد لله يا طنط . فقالت سمر : دايماً يارب.......بص يا ابني.....أنا مامت تالا وعرفت انها ضربتك قبل كده فجيت اعتذر ليك عن اللي هي عملته......معلش يا ابني انا آسفة بس هي تالا متخلفة حبتين...... متزعلش منها وحقك عليا . كاد أدهم يجيب لكن قاطعه خروج الطبيبة قائلة بعملية : أستاذ أدهم........الآنسة تالا فاقت.......احنا عالجنالها الجرح و وقفنا النزيف......انا هروح اجيب الادوات بتاعتي دلوقتي وهاجي افحصها عشان اشوف إذا كانت الضربة أثرت عليها ولا لا.......هي كويسة حالياً بس محتاجك ترتاح وتشرب عصاير عشان هي نزفت كتيييير......انتم ممكن تدخلولها عُبال أما اجي.....عن اذنكم . ثم ذهبت من أمامهم . نظرت سمر لأدهم وهي تقول بقلق : هي كان قصدها علي تالا بنتي!؟. نظر لها أدهم وقال وهو يتنفس بهدوء : أهدي لوسمحتي يا طنط وانا هفهمك.......انا انهاردة أول أما رحت الجامعة لقيتها بتتخانق مع حد فرحت وبعدها عنه بس هي كانت مصرة تتخانق معاه فأنا زعقتلها بس هي برضو كانت هتروح تضرب الواد تاني فأنا مسكتها وكنت بحاول أوقفها بس هي فضلت تتحرك فغصب عني سبتها وزقتها فهى اتكعبلت و وقعت علي حجر واتعورت فجبتها وجيت هنا......أنا آسف والله غصب عني . نظرت له سمر بخوف وقالت : اناااا.....انا عاوزة اشوفه بنتي . أومأ لها أدهم ثم أشار لها لكي تدخل لها فدخلت سمر إليها بسرعة وهي تشعر بقلق بالغ . في الداخل كانت تالا تنظر للسقف وهي تشعر بالدوار وألم شديد في رأسها . أغمضت عيناها وهي تتذكر ما حدث وفجأة قفز في ذهنها وهو يهمس لها قائلاً بقلق : هتبقي كويسة صدقيني......خليكي قوية بس . اعتدلت في جلستها ثم أرجعت رأسها للخلف وقالت بهمس : أدهم . دخل أدهم في تلك الأثناء خلف سمر وروجي و وليد . تقدمت سمر منها وقالت بخوف : تالا حبيبتى.....انتي كويسة يا قلب ماما!؟. نظرت لها تالا بألم وقالت بدهشة : أنتم جيتوا هنا ازاي!؟. قالت سمر : مش مهم دلوقتي.....قوليلي بس انتي كويسة يا قلبي!؟. اومأت لها تالا ببسمة باهتة وقالت : أنا كويسة يا ماما متقلقيش . قبلت سمر رأسها وهي تضمها بحنان وقلق . نظر أدهم إليهما بدموع حاول جاهداً إخفائها . كان يشعر بألم ينهش في جدران قلبه فهو حرم من والدته و والده منذ كان صغيراً لم يتعدى الــ ست سنوات وبقى كل تلك السنوات مع إخوته دون أي رعاية او اهتمام سوى من آسر . فآسر كان يمطرهم حناناً علي قدر استطاعته وحتى عندما تركهم وعاش بمفرده كان يحادثهم يوماً ويذهب لهم في أوقات فراغه . هو يشكر الله علي وجود آسر في حياتهم لكنه كان يتمنى بأن يشعر بحنان الأم والأب . لاحظ وليد نظراته ودموعه فعلم أن هناك شيئاً ما جعله يشعر بالحزن من ذلك المشهد فتقدم من سمر وقال بمزاح : مخلاص بقى يا سمر......هنقلبها نكد انهارده ولا ايه!؟........ . ثم همس لها بهدوء : كفاية كده عشان شكله يتيم او حاجة وبيحاول يمسك نفسه بالعافية . اومأت له سمر وابتعدت عن تالا فأقتربت روجي منها لتطمئن عليها بينما سمر تقدمت من أدهم الذي كان يغمض عينه ويتنفس بهدوء حتى لا تفضحه دموعه أمامهم ثم قالت ببسمة : شكراً يابني علي مساعدتك لتالا . نظر إليها أدهم ببسمة مهزوزة وأومأ لها بإيجاب فاقتربت منه سمر وضمته إليها وهي تقول : أنا عوزاك تعتبرني زي مامتك بالظبط يابني...... وأي حاجة تحتاجها اطلبها مني بس . اغمض أدهم عينه وهو يشعر بشعور غريب عليه . شعور بالحب والحنان . ربطت سمر علي ظهره وهي تشعر بالحزن لأجله . ابتعد أدهم عنها فمسحت سمر له دموعه وقالت : تعالا معايا نتكلم برة . أومأ لها أدهم وخرج معها . جلس الإثنان علي المقاعد فقالت سمر بحنان : قولي يا حبيبي انت عندك اخوات!؟. أومأ لها أدهم وقال : أيوة عندي.....ولدين اكبر مني واختي الصغيرة . اومأت له سمر وقالت بحنان : بص انا مش هسألك علي أي حاجة دلوقتي بس عوزاك تديني رقمك عشان نتقابل كتيييير عشان انا حبيتك بجد.....هاااااا موافق ولا لا!؟. أومأ لها أدهم بدموع وبسمة مهزوزة فضمته سمر إليها وقالت بحنان : متزعلش يابني ربنا بيحب يختبرنا عشان يعوضنا في الآخر وأنا عارفة انك استحملت كتييير وإن شاء الله ربنا هيعوضك بحاجة عمرك ما تتخيلها . أومأ لها أدهم وهو يحاول أن يشجع نفسه بأن الله لن يتركه وسيعوضه عن كل ما مضى .

وبكده نكون وصلنا لنهايه البارت الثامن والعشرون الجزء الأول ، انتظروني البارت الجاي من رواية ((عشق منذ الطفولة)) 🥰❤️✨.

انا عارفة أن البات أحداثه قليلة بس معلش عشان الوقت أتأخر ومش هعرف اكتب اكتر من كده والصراحة انا تعبت اوي في كتابت البارت ده بس إن شاء الله هحاول اكتب الجزء الثاني بكرة لو كنت فاضية بس مش هيكون كبير وعوزاكم تقولولي في الكومنت عاوزين البارت يكون عن سما وآسر بس ولا كله . انا هاخد برأي الأغلبية تمام!؟؟؟. يلا اشوفكم علي خير يارب 🥺❤️✨.

✨⁦(⁠。⁠♡⁠‿⁠♡⁠。⁠)⁩✨
$_____‹♥›_____$

عشق منذ الطفولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن