((البارت السادس))

565 56 7
                                    

في المشفى خرج فارس ومراد ونظرا للجميع بصمت .  توجهت سمر إليهما قائلة بلهفة : سيف روجينا كويسة!؟؟. أبتسم لها سيف وقال : متقلقيش يا مرات عمي.....هي كويسة الحمد لله......هي عندها بس كسر صغير في الدراع غير كده هي كويسة....أصل الخبطة شكلها مكانتش جامدة للدرجة....احنا نقلناها لأوضة عادية وتقدروا تدخلولها عادي . سقطت دموع سمر بسعادة علي ابنتها و حمدت ربها علي نجاتها بينما وليد لم ينتظر للحظة واسرع بالتوجه إلى غرفتها للأطمأنان عليها . في الغرفة التي تتواجد بها تالا والفتيات كانت تالا لا تزال تبكي والفتيات تحاول تهدأتها . قالت سما بمزاح لتنسي تالا حزنها : خلاص يا تالا هجيبلك اتنين غزل بنات المرة الجاية بس مش تزعلي . ابتسمت تالا من بين دموعها وقالت : ربنا يخليكوا ليا يا سما....انتم كلكم حنينين اوي....أنا بس خايفة على روجي مش اكتر . قالت جودي ببسمة : أن شاء الله هتكون بخير وهيجي حد دلوقتي ويقول لنا أنها كويسة . وفي تلك اللحظة دخل آدم وقال بفرحة : يا بنات روجينا بقت كويسة وخرجت من العمليات . نظر الجميع لجودي بتعجب ثم انفجروا في الضحك عليها . نظر لهم آدم بتعجب وقال : بتضحكوا علي إيه......هو انا قولت نكتة ولا حاجة . قالت تالا ببسمة وهي مازالت تضحك : لا ده موضوع كده...تعالى يلا نشوف روجي . ومن ثم ذهبن لرأيت روجينا . بعد مرور فترة من الزمن كان فيها الجميع متواجدين في غرفة روجي . كان وليد يجلس بجوار روجي وهو يتطلع إلى وجهها بحزن بينما علي الجانب الآخر كانت سمر ممسكة بيد ابنتها وهي تحمد ربها علي سلامتها . بينما كان الجميع يتبادلون أطراف الحديث عن أمور مختلفة . نظرت سما لمراد الذي يظهر عليه التعب والأرهاق بوضوح فذهبت له وجذبته من يده قائلة لوالدتها إسراء : سوسو انا راحة أنا ومراد مكتبه علشان هقوله على حاجة مهمة ماشي . قالت إسراء : ماشي يا سما . سحبت سما مراد خلفها متوجه إلى مكتبه فقال مراد بتعجب : في إيه يا سما!؟؟. نظرت له سما وأبتسمت بإتساع ولم تجب عليه فتعجب مراد أكثر . دخلت سما المكتب وخلفها مراد الذي يطالعها بإستغراب . أغلقت الباب و ألتفت إليه ببسمة واسعة فأبتلع مراد ريقه برعب وقال بخوف : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم......مالك يا سما مبتسمة كدة ليه.....ده وشك هيطق من كتر الضحك...... . ثم قال لها بصدمة : لا متقوليش......يكونش عقلتي..... اللهم احفظنا يا رب.....ده احنا نعملك فرح بقي . نظرت له سما بتذمر وقالت بغضب طفولي وهي تنفخ خديها : يعني انا غبية يا مراد!؟؟........ماشي يا مراد انا غلطانة. امسكها مراد من زراعها قبل أن تذهب وقال ببسمة وضحكة خافتة : خلاص يا بنتي كنت بهزر...... ماكنتش اعرف انك بتزعلي بسرعة كده.......ها كنتي عايزة ايه!؟؟. ابتسمت سما ثم سحبته للأريكة. جلست عليها وأشارت على قدميها كي يضع رأسه عليها . فأستلقى مراد بجانبها ووضع رأسه علي قدمها فقالت له سما بحنان وحب أخوي : انا شوفت شكلك كان باين عليك تعبان فقولت اخليك تريح شوية . أبتسم مراد وقال وهو يغمض عينه ويتثائب : ربنا يخليكي ليا يا سما....... أنا فعلاً كنت مشغول جدا النهاردة ومكانش عندي وقت ارتاح . ربتت سما علي شعره وبدأت تملس عليه إلى أن بدأ مراد يغفو . نظرت سما لوجه وقالت ببسمة حنونة:  أكيد زي العادة مأكلتيش من الصبح . ثم قامت وهمت بالذهاب لكن شعر بها مراد فسألها بصوت ناعس وهو مغمض العينين : راحة فين يا سما . قالت سما وهي تطفئ الضوء : هروح اجيبلك أكل...... مأنت اكيد مأكلتيش من الصبح..... وبصراحة أنا كمان جعانة..... غمض عينيك لغاية ما أجي . قال مراد بنعاس : طب خلي بالك من نفسك ومتتأخريش . قالت سما بطاعة : حاضر . ومن ثم أخذت حقيبتها وأغلقت الباب واتجهت لأي مطعم قريب وفي طريقها حدث شئ لم يكن في الحسبان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في شركة الجارحي انهي آسر صفقته وعاد إلى مكتبه . لحق به مالك وقال بسعادة : يلا يا آسورتي علشان نروح . نظر له آسر لثواني بصدمة ومن ثم صرخ بغضب وهو يجز علي أسنانه : نعععععععععم يا روح امك هو أنت منهم...... آسورتك مين يا زفت أنت...... مش تختار الفاظك الأول . قال مالك بخوف من غضب أخيه : خلاص يا آسر أنا أسف والله مكانش قصدي . ثم صمت قليلاً ومن ثم قال : بس شكلك كان مسخرة وانت مصدوم . أنهى كلامه وانفجر في الضحك عندما تذكر شكله . ضربه آسر وقال بغيظ : يلا ياض يا زفت أنت وبطل ضحك . ثم خرج من مكتبه ولحق به مالك . توقف آسر  عند مكتب أمل قليلاً عندما تذكر شيئاً ما ثم قال لمالك : أسبق أنت يا مالك وانا هجيب حاجة وأحصلك تمام!!. قال مالك بغضب وعدم فهم : حاجة إيه دي أن شاء الله...... مش اتفقنا أنك هتروح معايا النهاردة . قال آسر وهو يتوجه إلى مكتب السكرتيرة : مأنا هجيب حاجة الأول وهاجي...... ماتقلقش مش هتأخر . زفر مالك بصوت مسموع وقال بضيق : طب أنجز بقى . قال آسر بغيظ : ولا اتكلم عدل ياض . قال مالك بضيق وهو يشوح بيده ويغادر: حاضر......حاضر..... . ثم قال لنفسه بخفوت : بارد ومستفز اوي . ثم غادر خارج الشركة بينما آسر دلف لمكتب السكرتيرة دون أن يطرق الباب فلاحظ ارتباكها وهي تتحدث علي الهاتف عندما أبصرت دخوله فقالت أمل بتوتر : تمام يا فندم هحدد معاد وهقول لحضرتك......مع السلامة . ألتفتت إلي آسر الواقف عند الباب وقالت بتوتر :  تؤمرني بحاجة يا آسر باشا . قال آسر ببرود ونبرة ارعبتها : الغي كل المواعيد النهاردة وتقدري تروحي بدري . أجابت أمل بتوتر من نظراته : ح... حاضر يا آسر باشا....حاجة تانية . اقترب آسر منها ووقف أمام مكتبها وقرب وجهه منها فتوترت بشدة وبدأ العرق يتصبب منا فقال آسر بفحيح مرعب جعلها تقشعر منه و تود لو تهرب من أمامه : انتي عارفة انا طرت السكرتيرة اللي قبلك ليه!؟؟.......اكيد مش عارفه.....انا هقولك........ . ثم اقترب منها أكثر وقال بفحيح : علشان كانت خاينة......كانت بتتعاون مع اعدائي وبتسرق معلومات وملفات من الشركة......وانا الخاين عندي بيبقى عقابه قاسي جدا.....انا حظرتها لكن هي ماسمعتش النصيحة.....عارفة بقى هو إيه العقاب ده.....انا هقولك..... . شعرت أمل بالرعب وشعرت أنها ستفقد وعيها من كثرة الخوف فأكمل آسر وعيناه تحولت من اللون الرمادي إلي الاسود وأصبحت نظراته جحيمية : انا حبستها في اوضة مليانة تعابين سامة والسم بيبقى مفعوله بطئ علشان تحس بالعذاب وبعدين عالجتها وحبستها في اوضة فاضية وفضلت قاعد اتفرج عليها وهي بتنضرب من رجالتي أصل أنا مش بمد إيدي علي ستات وبعدين سبتها من غير أكل ولا شرب ولما رفضت تعترف هي بتتعاون مع مين سعقتها بالكهرباء وفي الآخر اعترفت.....شوفتي بقى انا عقابي عامل أزاي . ابتعد آسر عنها وقال بتعجب مصطنع : إيه ده مالك....وشك مخطوف كده ليه...انتي تعبانة ولا حاجة...اجيبلك دكتور . نظرت له أمل وهي تكاد تموت من الرعب والخوف بالمعني فأكمل آسر وهو يضع يديه بجيب بنطاله قائلاً ببرود : أنا ماشي دلوقتي....بس فكري كويس يا امل في اللي انا قولته....انتي عرفاني صبري قليل . ثم خرج من المكتب وهو يصفر ببرود واستمتاع . اما عن أمل تنفست بعنف عند خروجه فقد شعرت أنها تكاد تحترق من نظراته وأنها تكاد تختنق من كثرة الخوف فأخذت تفكر قليلاً في كلامه إلي أن حسمت قرارها .

عشق منذ الطفولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن