◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 04

134 14 0
                                    

" عـيـنـاكِ بـوصَـله قـلْـبـِـــي "

-

" مـــارســيــــا "

وقفتُ خلف باب غرفتي أري إن كان يوجد أحد بالممر أم لا ، ولكنني لم أجد أحد لذا توجهت إلي جناح الأمير " أورانوس " أري إن كان مازال مستيقظا أم لا ، فـ هو يظل مستيقظ إلي وقت متأخر من الليل ، في الواقع هو أخي الأكبر ولكنه يمتلك بعض الغرور بداخله ، فـ لا يحب أن أناديه بـ إسمه دون لقب " أمير " ، علي عكس أخي " فيليكس " فـ هو متواضع للغايه و نحن مقربين لبعض جدا فـ هو يكبُرني بـ خمسه أعوام فقط ، عكس أورانوس يكبرني بـ إثني عشر عاما ، فيليكس كان الوحيد الذي يعرف بقصتنا أنا و زيوس ، فـ زيوس كان صديق فيليكس الوحيد ، بالرغم من أن فيليكس أمير و زيوس محارب لا يجوز أن يتصادقا ولكن أبي كان يحب زيوس للغايه و يثق به ولا يشك في أخلاقه كـ محارب لذا فـ هو لم يمانع بصداقه زيوس و فيليكس ، بينما أورانوس لم يعجبه الأمر البته ولطالما ألام أبي علي صحبة فيليكس لـ زيوس ، ولكن أبي لم يستمع له ، لم أكن سأخبر أخي بأنني أحب زيوس ، ولكنه بدأ يشك في نظرات زيوس لي ، لذا قررت أن أخبره أننا نحب بعضنا ، في البدايه رفض تماما علاقتنا و قال أنني ما زلت في الثانيه و العشرون من عمري أي صغيره ، ولكنه إستطاع أن يري في عيني زيوس صدق مشاعره ، و تأكد أنني أحبه حقا ، لذا وافق علي مضض ، خاصه أنه إستطاع أن يتفهم علاقتنا ، فكان هو الآخر يحب " ثيورا " جاريتي و صديقتي المقربه ، ولم يكن أحد يعلم بمشاعره المحرمه تجاهها سواي ، فلا يجوز أن يحب رجل من الطبقه النبيله فتاه من الطبقه الدنيا ، والعكس صحيح ، ولا يجب علي الأمير أن يتزوج من فتاه فقيره ، وكذلك للأميره ، في مملكتنا هذا محرم ، اذا أنا و فيليكس كلانا يعيش قصه حب محرمه ، عكس أورانوس الذي تزوج من أميره لمملكه جنوبيه في هيلاس ، نحن حقا مختلفان في كل شيئ !
نظرت من الفتحه في باب الجناح لأجد أورانوس نائم بالفعل ، لذا توجهت سريعا الي جناح فيليكس ، طرقت الباب فلم يصلني رد ، دخلت لأجده نائما في فراشه ، مع إنه وعدني أنه سيظل مستيقظ ، ركضت صوبه و أنا أقفز فوقه أدعوه للإستيقاظ :
_ فيليكس أيها الكاذب ، وعدتني أنك ستظل مستيقظا !
ولم يبدو عليه التأثر ، رغم أنني قفزت عليه بقوه ، ولكن كل ما بدر منه هو تلويح بيده و كأنه يبعد ذبابه قفزت عليه ، هززته بقوه و أنا أحاول إيقاظه ، حتي تحدث أخيرا و هو نائم :
_ ثيورا حبيبتي ، هل أتيتي لرؤيتي؟
لطمته علي وجهه بخفه و أنا أقول :
_ أي ثيورا هذه يا منحرف؟ أقسم إن لم تستيقظ لأخبرن أبي بمشاعرك تجاه ثيورا .
دفعني فيليكس لأسقط من علي الفراش الي الأرض ، تأوهت بألم و أنا أمسك ذراعي ، بينما هو إعتدل في نومته لينغمس مره أخري في النوم :
_ وقتها سأخبر أبي أيضا عن مشاعرك تجاه زيوس .
إبتسمت علي ذكر إسم زيوس ، قمت من مكاني و أنا أسحب فيليكس ورائي بصعوبه بينما هو يمشي ورائي و عيونه مغلقه :
_ هيا فيليكس ، زيوس ينتظرني بالخارج .
دفعني فيليكس و هو يعود للفراش ليكمل نومه ، حتي إستسلمت أنا و كدت أعود لجناحي ، ولكني قلت لنفسي لأجرب آخر مره .
عدت إلي فيليكس النائم ثم همست بأذنه :
_ حسنا يا أخي العزيز العزيز ، إن لم تذهب معي سأذهب بمفردي .
ثم ذهبت إلي باب الجناح لأخرج و أنا أعد ، واحد .. اثنان .. ثلا ..
_ إنتظري يا لعينه !
ولم يخب ظني و أنا أستمع لصوته يناديني ، فعندما وافق زيوس بلقائنا كان هذا شرط أن يكون معنا .
مشي فيليكس و هو يجرني من فستاني ورائه و علامات النوم ممزوجه بالغضب مرتسمه علي وجهه ، بينما أنا كنت أحاول جاهده لأكبت ضحكي عليه !
خرجنا لحديقه القصر ثم توجهنا الي البوابه الجنوبيه للقصر ، إختبئت وراء إحدي الأشجار الكبيره ، بينما فيليكس توجه لحراس البوابه ، توقف بجانبهم فأنحني له الحراس إحتراما ، تحدث فيليكس بصرامه :
_ أين حراس البوابه الشماليه؟
تحدث كبير الحراس و هو ينظر للأرض :
_ إنهم عند البوابه سيدي !
صاح به فيليكس و هو يقول :
_ ماذا تقصد ؟ هل أنا أعمي ؟ هل أبدو لك كأعمي !
_ العفو سمو الأمير ، ماذا تريد مني أن أفعل ؟
_ توجه أنت و جميع الحراس الي البوابه الشماليه و أبحثو عن الحراس .
_ ولكن سيدي لا يمكننا ترك البوابه هنا دون حراس !
اقترب فيليكس منه و هو يضيق عينيه و يبدو أن غضبه سيفور :
_ هل تعصي أوامري ؟
_ لا سمو الأمير أنا فقط ك..
صرخ فيليكس بقوه حتي أنني خفت و أنا أتراجع عده خطوات للخلف ، اقسم أنني كنت أري قدمي الحارس ترتعش من الخوف ، بالرغم من أن الرجل كبير في الأربعينات ربما ، إلا أن فيليكس كان يمتلك شخصيه قويه للغايه أقوي حتي من أورانوس :
_ قلت أذهب للبوابه للشماليه و تفقد الحرس .
انحني الحرس لفيليكس بخوف و هم يذهبو الي البوابه الشماليه ، ما عدا اثنان من الحرس ظلو واقفين ، صاح بهم بقوه حتي أن أذني قد بدأت تؤلمني من صراخه :
_ قلت الجميع !
توجهوا بسرعه يلحقون بباقي الحرس  ، تأكد فيليكس من رحيل الجميع ثم ابتسم و هو يناديني بمرح ، و كأنه لم يكن ذلك الصارخ منذ قليل :
_ هيا بنا مارسيا !

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن