◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 08

102 10 4
                                    

"فِـي سَمـاء مـلِـيـئَـه بِـالـنـجُـوم .. أعـتـقِد أنـنـي رأَيـتُـكِ .. "

-

" زيوس "

وقفت امام الصندوق الخشبي المتوسط الحجم اتأكد أنني وضعت به كل ما قد أحتاجه ، و بالنهايه كان الأهم به هو سيفي .. جلست علي فراشي بعدما أغلقت الصندوق أنتظر وصول " آريس " ، ذلك الشاب الذي تعرفت عليه منذ يومين ، عند مقبره شقيقتي إلينا !
منذ يومين ..
كنت أسير في طريقي متجها ناحيه قبر إلينا ، فمنذ توفيت و أنا أذهب إليها كل يوم فجرا و أبيت بجانبها حتي طلوع النهار ، فمنذ كانت صغيره و هي تخاف الظلام .. فلم أستطع ولا مره تركها نائمه بقبرها بمفردها ، فكنت أقضي الليل معها .
و أثناء مشيي في المكان كنت أستمع لصوت غريب .. كأنه بكاء .. بكاء لرجل !
في البدايه لم أهتم للأمر كثيرا ، ولكنني لاحظت أنني كلما إقتربت من القبر ، إقترب صوت البكاء أيضا ، و كأنه آتي من عند القبر ، و عندما أصبح القبر علي مرمي بصري ، إستطعت أن أتبين جسد ناحيه القبر ، إقتربت بخطوات حذره أكثر ناحيه القبر ، كنت أستطيع أن أراه جالسا مطأطأ الرأس و يبكي ، كان فقط يبكي بهستيريه كطفل صغير ، كان يتفوه بكلمات لم أفهم منها شيئ ، ولكني أستطعت أن أفهم أنه يعتذر ، يعتذر مرارا و تكرارا ، أخرجت الخنجر الصغير الذي أحمله معي دائما و أنا أقترب منه من الخلف بخطوات تكاد تسمع ، استغللت عدم رؤيته لي ثم باغتته و أنا أدفعه أرضا ثم جلست فوقه واضعا خنجري علي رقبته ، و في الحقيقه كان هذا سهلا أكثر مما توقعت نظرا لجسده الهزيل :
_ من أنت و ماذا تفعل هنا؟
نظر إلي و الصدمه تملأ ملامحه ، بالرغم من الظلام إلي أني كنت أستطيع رؤيه الذعر في وجهه ، ولم يخفي عليي تورم عينيه أثر البكاء :
_ زيوس ؟
_من أين تعرف إسمي؟
و بالحقيقه كان هذا سؤال غبي للغايه ، فمن هنا لا يعرفني؟ ليس غرورا أو ما شابه ، و لكنني حقا معروف للغايه هنا :
_ هل يمكنك أن تبعد الخنجر عني؟
تحدث و هو يحاول دفع يدي برفق ، ولكني نفضت يده بقوه و أنا آمره أن يتحدث :
_ ليس قبل أن تخبرني من أنت ، و ماذا تفعل عند قبر شقيقتي؟
_ سأخبرك .. ولكن أرجوك أبعد هذا السكين عني .
لم أجيبه و أنا أحدق في عينيه ، تحدث مره أخري بسرعه :
_ أنا أعلم من هو قاتل إلينا .
عقدت حاجباي بشيئ من الغباء ، ثواني حتي فلتت مني ضحكه ساخره و أنا أنظر له بإستهزاء ، بينما هو لم يظهر علي وجهه أي تعبير يذكر ، توقفت عن الضحك و أنا أحدثه بسخريه :
_ قاتل إلينا الآن تحت الأرض مثلها تماما .
إبتسم هو إبتسامه جانبيه هذه المره و هو يقول :
_ أنت مخطئ .. قاتل إلينا حي يرزق .
نظرت له بشيئ من الغباء و انا لا أفهم ما يقول ، أنا متأكد مئه بالمئه أنه مات ، فقد فصلت رأسه عن جسده بالكامل ، فكيف يمكن أن يكون حي؟
قربت يدي الممسكه بالخنجر بقوه من رقبته حتي بدأت الدماء تسيل منها ، صرخ صرخه عاليه و هو يرجوني أن أبتعد عنه ، الجرح الذي أجرحه له ليس جرح عميق .. ولكنني أردت تلقينه درس صغير ، فكان يخيل له أنني سأقتله أو ما شابه ..
_ من تظن نفسك لتلعب معي؟
أجاب و وجهه مليئ بالذعر :
_ أنا لا ألعب معك .. أقسم أنني لا أكذب ، لقد قتلت الشخص الخاطئ !
نظرت لعينه أبحث عن أي مكر بهما ، ولكنني لم أجد بهما سوي الصدق .
إبتعدت عنه بهدوء و أنا أقف حائرا .. بينما هو قام من مكانه و هو يلتقط أنفاسه بصعوبه ، وضع يده يتلمس جرح رقبته :
_ ليس بجرح خطير .. ولكنني أقسم لك إن كنت تكذب لن تشعر بنفسك إلا و أنت جثه هامده .
_ أنا لا أكذب .. صدقني أنا أعرف الكثير !
جلس علي الأرض ثم دعاني للجلوس بجانبه ، جلست و أنا أنظر إليه بشك و لم يفارق الخنجر يداي ، تحدث بهدوء بينما ينظر إلي الأرض :
_ أنا أدعي " آريس" ، لقد كنت أعمل خادم في قصر "ليونيد" .. سيدي ، و سيد إلينا !
توقف عن الحديث و هو يلتقط أنفاسه ، نظرت إليه أحثه علي إكمال حديثه :
_ لقد كنت أعمل هناك قبل أن يشتريها سيدنا ، و عندما أتت إلينا و مع مرور الأيام .. وقعت بحبها ، و بعد مرور سنه إعترفت لها ، فأعترفت لي أنها تبادلني شعوري ، كان هذا اليوم من الأفضل الأيام التي مرت علينا في حياتنا .. ظللنا مع بعضنا هكذا لفتره طويله حتي علم كل من بالقصر ، وبالحقيقه لم يعارض أحدا منهم ولا حتي ليونيد ، هو حتي لم يهتم ، فقد كان هناك شخص واحد فقط لم يقبل بعلاقتنا .
سألته متعجبا :
_ من؟
أجاب و عيونه تكاد تصرخ بمدي كرهه له :
_"ديمون" ، إبن ليونيد ، ذلك الحقير .. لقد كان يهيم عشقا بإلينا ، ولكنني أعلم أن نواياه لم تكن حسنه تجاهها البته ، لقد كان يتعرض لها كثيرا و كانت تحاول تجاهله ، و بالطبع لم تخبرني بأي شيئ ، حتي أتي ذلك اليوم ..
_ ماذا حدث؟
تجمعت العبرات في عينيه مره أخري ، فلتت إحداهم و لكنه مسحها بسرعه و أقسم انني أستطيع ان أري نارا تشتعل بعينيه :
_ إستيقظت من النوم و أنا أستمع لصوت إيلينا المرتفع في المطبخ ، و قد كانت غرفتي بجانب المطبخ لذا استطعت ان استمع لها بسهوله ، قمت مفزوعا و أنا اتوجه ناحيه المطبخ و حملت معي سكين صغير كان بغرفتي ، كدت أدخل حتي رأيت ديمون واقفا بجانبها و الحديث مشتعل بينهم ، إشتعلت الدماء في عروقي و انا أضغط بقوه علي السكين بيدي ، إختبئت وراء الحائط أحاول أن أسمع ما يقول :
_ هل أنتِ مجنونه؟ هل تتركيني من أجل هذا الحثاله؟
أجابته إلينا بعصبيه و بصوت حاولت جعله منخفض :
_ أنت الحثاله ديمون ، صدقني أنا لا أكره بحياتي مثلك ، و من تكون أنت حتي تقارن نفسك بـ آريس؟
أمسك ديمون بفك إلينا بقوه ف فلت منها تأوه خفيف ، لم أري وجهه و لكنني أقسم أن وجهه كان مصطبغ بلون الغضب ، تحدث و هو يجز علي أسنانه :
_ أفيقي لنفسك إلينا ، ذلك آريس مجرد عبد حقير أتي به أبي شفقه عليه لا أكثر ، إنه خادمي إلينا .. خادمي ، إن قبلتي الزواج مني أقسم أن أجعلك ملكه ، سأمنحك كل ما تشتهين ، سأتخلي عن مُلكي لأجلك .
توقف آريس عن الحديث بشأن ديمون ، أنا متأكد ان ما حدث بعد ذلك ليس مطمئنا بالمره .. ولكنني طلبت منه أن يكمل ، فأكمل حديثه :
_ بصقت إلينا في وجه ديمون و هي تبتسم بسخريه :
_ للجحيم أنت و مُلكك .
كدت أدخل الي المطبخ و لكن أوقفتني صفعه .. صفعه مدويه ارتطمت بوجنتي إلينا ، و كان ديمون بالطبع هو من قام بذلك .
وقتها دخلت الي المطبخ سريعا و أنا أصرخ بإسمها ، إلتفت ديمون علي صوتي ثم سحب إلينا ليلصق ظهرها بصدره و بحركه سريعه أخذ سكين كبير كان موضوع بجانبه و وضعه علي رقبتها ، صرخت إلينا برعب بينما أنا توقفت مكاني من الصدمه .. كنت أعلم أن ديمون مريض بحب إلينا ، ولكن ليس لهذه الدرجه ، طلب مني أن أعود الي الخلف فعدت ثم رميت السكين أرضا و أنا أرفع يدي بإستسلام ، أنزل رأسه ناحيه أذني إلينا يسألها :
_ للمره الأخيره إلينا .. هل ستتزوجينني أم لا؟
بكت إلينا بقوه و هي تنظر لعيناي ، تنظر إلي و كأنها تودعني ، أجابته :
_ أفضل الموت علي أن أكون معك .
إبتسم ديمون بعصبيه ثم نظر إلي بكره ، أعاد نظره إلي إلينا و هو يقول :
_ لكِ ذلك .
هكذا و مرر السكين بقوه علي رقبتها ، لتسقط أرضا و شلالات دماء تنحدر من عنقها .
الصمت .. الصمت كان سيد الموقف .. الصمت هو من خيم علي أنا و آريس ، كانت دموعه تنسدل بسلاسه علي وجنتيه ، و كنت أنا أنظر إلي قبرها لا أصدق ما سمعت .. لا أصدق ما عانته في غيابي .
قمت من مكاني و أنا أنفض ثيابي ثم توجهت ناحيه آريس و جلست أمامه ، كاد يرتمي بحضني يبكي ، ولكنني لكمته بقوه ، لكمه سقط إثرها ارضا .. قام من مكانه و هو ينظر إلي بحقد :
_ لماذا؟
لكمته لكمه أخري أقوي مما ذي قبل :
_ لأنك لم تأتي لتخبرني الحقيقه .
لكمه أخري علي عينيه و انا أصيح به :
_ لما إنتظرت كل هذا الوقت؟ لما لم تخبرني؟ هل كان من السهل عليك أن تري الينا هنا عباره عن جثه ، و قاتلها يتجول بحريه؟
قام من مكانه و هو يصيح بي و قد فاض به الكيل :
_ لأنني لم أكن أعلم أين هو .. لم يكن لدي دليل ، لقد فر هاربا بعدما قتلت والده ، والده ضحي بحياته وأقنعك انه من قام بقتلها لكي يحافظ علي حياه إبنه المدلل ، ولكنني الآن أعلم أين هو.
_ أين؟
_ في أحد قصور أبيه في أثينا .
وقفت أنظر إليه و قد حسمت أمري ، سأذهب لأثينا ، و سأقتل ذلك القذر .

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 Where stories live. Discover now