الفصل الثالث

9 4 0
                                    


لا أتذكر كيف اختفى الفراغ، ولكنني فجأة كنت في كليتوس، في ساحة النجوم تحديدًا أستعيد مشهد انتقالي وكأنني طرف ثالث في المشهد، شاهدتُ نفسي أدفع ليغولاس بعيدًا عن ذلك الضوء الغريب، ورأيته يصطدم بي ويتحول إلى فقاعة مضيئة بينما أنا أصرخ بداخلها من الألم. ليغولاس كان يحاول اختراق تلك الفقاعة ولكن بلا جدوى، كان يصرخ باسمي بينما يضرب بيديه على الفقاعة،  بدا يائسًا وخائفًا، بقيتُ أتأمل ملامحه آنذاك، كنت بالفعل قد اشتقت إليه، في نهاية الأمر كان ليغولاس هو عائلتي الحقيقية الوحيدة! 

ضاقت الفقاعة المضيئة شيئًا فشيئًا حتى ابتعلتني واختفت وإياي، لم أعد للواقع بل تابعت تواجدي في ساحة النجوم بعد اختفائي منها، لأشهد انهيار توأمي على الأرضية، كان منهارًا يصرخ باسمي بذعر بينما يحاول البحث عنّي، كنت أرى ليغولاس ضعيفًا للمرة الأولى في حياتي. شاهدت الملكة ميليث التي كانت تصرخ بالحراس الملكيين ليجدوني ويعلموا ما الذي حدث.

انطفأ المكان مع رؤيتي لشقيقي يفقد وعيه بعد شعوره بألم شديد في قلبه، عدتُ للفراغ الذي تغيّر مرة ثانية لأجد نفسي في حديقة القصر الملكي لكليتوس، كان ليغولاس يجلس بين زهور آغنوس الصفراء وبدا وكأنه يبحث عن النوم والراحة بما أنه كان يجلي هناك وسط رائحة الآغنوس المهدئة.
كان الهدوء مسيطر على الأرجاء حتى دخول كولينز للأجواء، والذي كان مستعجلًا كعادته منذ الصغر، توقف لاهثًا بالقرب من ليغولاس، أمسك ذراعه بقوة وشده جاعلًا إياه ينهض عنوة.

«كان الأمر كما توقعتُ في نهاية الأمر، الانتقال الضوئي، هذا ما حدث لميالا، الضوء لم يبتلعها وإنما قام بنقلها إلى مكانٍ آخر ليس إلا...» تحدّث كولينز سريعًا مطلعًا ليغولاس على ما اكتشفه آنذاك وأثبته، أطلقتُ ضحكة صغيرة بينما أطالع كولينز بنظراتي، لم يختلف يومًا منذ أن التقيته في طفولتنا وحتى شبابنا الخالد معًا وكلّ تفصيلة في قصتّنا الخاصّة، كولينز كان كولينز ويستحيل أن يتغير يومًا.
انتقالٌ ضوئي؟! هذا ما أثار استغرابي في ذلك الوقت، الانتقال الضوئي آنذاك كان أمرًا خطيرًا يقوم به من يتحكم بطاقة النور بشكلٍ شبه كامل، ولكن الاختلاف كان أن الانتقال الضوئي الذي كنت أعمله ينقل فيه حامل الطاقة ذاته لم أكن أعلم أن دمج تلك الطاقة مع طاقة السحر يمكّن صاحبها من نقل الأشخاص الآخرين.
ولكن ما أثار استغرابي أكثر من أي شيء كان هو هوية من قام بذلك، كنت حائرة للغاية، لم أكن أعرف أي مخلوقٍ يمتلك طاقتي النور والسحر في الآن ذاته غيري أنا شخصيًا.

«كم من شخصٍ تعلمه يستطيع أن يتحكم بطاقتي النور والسحر معًا؟!» تساءل كولينز موجهًا حديثه لمن وقف مستغربًا أمامه، ولكن العقدة التي كانت مرسومة على وجه ليغولاس أجابتني بالنفي لسؤال كولينز، نحن لم نكن نعرف أحدًا يستطيع القيام بذلك! 

«لا يوجد إلا ميالا ممّن يعرفونني ويمتلكون الطاقتين معًا!» أجاب ليغولاس والعقدة كانت لا تزال مرسومة على وجهه، أتذكر ملامحه جيدًا آنذاك، لأن ما قاله لاحقًا سبّب لي صدمة كبيرة وقتها.

المعجزة الأخيرة Where stories live. Discover now