الفصل السادس

8 3 0
                                    

ربما كان يجب أن أكون ميتة منذ تلك اللحظة، وربما ما كان مقدّرًا لي أن أعيش كلّ تلك الأعوام الإضافية، أعتقد أن ما فعلته وقتها تسبب بكلّ تلك المصائب التالية التي تبعتْ ذلك اليوم، لأنني وبكلّ إصرار مذ وقتها وأنا أحاول وبشدة تغيير القدر! كنتُ خائفة للغاية، ليس من المجهول بالطبع، وإنما كان خوفي الأكبر من مصيري في النهاية، أردتُ وبشدة أن أحقق ما قاله إدوارد… أردتُ أن أكون ملكة يومًا ما! كما وكان هناك رغبة بتغيير النهاية؛ طمعًا مني بنهاية سعيدة أختتم بها كلّ ما يحدث، وحتى شعورًا مني بالظلم لأنني وكما قالت حياة سأكون ضحيةً لكلّ الخطايا في العالم! 

ربما كنتُ أضع مبرراتٍ كثيرة للغاية، بينما كلّ ما أردته فرصة ثانية للحياة، وكما عادتي وقتها شعرت بشيء من الندم بأنني ضحيت بنفسي من أجل ليغولاس للمرة الثانية متجاهلة عواقب فعلتي… 

دقائق طويلة مرّت كما لو كانت ساعات لا نهاية لها، كان الصمتُ سيّد المكان حيث كان ليغولاس يجلس في وسط الساحة حيث كان جسدي ممدًا جثّة هامدة ولكنني عدتُ للحياة بشكلٍ غريب أثار دهشته لدرجةٍ أنفرته مني ليجلس بعيدًا ببضعة أمتار يحدّق بي وكأنه يحاول قراءة تفاصيلي أو سماع أفكاري… 

لم أكن أدرك آنذاك أن ليغولاس كان قادرًا على رؤية شيء لم أكن أراه وقتها، كان مندهشًا مما حدث ورآه وليس من فكرة أنني عدتُ للحياة… 

أتذكر آنذاك أنني وبمجرد النظر إلى ليغولاس شعرتُ بالرهبة منه للمرة الأولى، نظراته كانت تطالعني وكأنني غريبة وكأنني لم أكن يومًا ميالا شقيقته التوأم!
 عينيه المموجة بألوان السماء الزرقاء الصافية استحالت حمراء بلون الدم، وشعره الذهبي الطويل صُبِغ بسواد مخيف بينما كان ما حمله من مشاعر هو الفراغ… لم أكن بقادرة على الشعور بما يخالجه وكأنه مجرد صخرة باردة، خطواتٌ معدودة وثوانٍ بدت كالساعات بينما كان يقترب مني ببطء شديد يثير فيّ قلقًا أشعر به للمرة الأولى في حضوره.

وقف أمامي مباشرة ونظر لي بتلك العينين الغريبتين عن سمائي المألوفة، قبضة يده القوية أحاطت معصمي الأيمن حيث علامة رابط الميراكل، دموع دموية انسابت من عينيه في مشهد مرعب لي لأنظر إليه بخوف، لا أعلم كيف نفضت يدي عنه وأمسكتُ بوجهه أكوبه بين كفيّ، الخوف منه تبدد ليحلّ مكانه قلق شديد عليه، كان يشعر بالبرد في داخله، وكأن عاصفة ثلجية تمر في قلبه.

«إنّه بارد، قلبك لا ينبض! رابطنا انقطع!» همس لي بصعوبة بالغة وكأنه يختنق في كلّ كلمة، ثم رأيته يسقط أمامي فاقدًا لوعيه ليعود شعره للونه الذهبي تدريجيٍا فخمّنت أن عينيه عادت كذلك لما كانت عليه.
كانت الصدمة تسيطر عليّ بقوة، وكان كلّ ما أفكر به هو أن البرد الذي شعر به ليغولاس كان البرد في داخلي لأنني متُّ بالفعل قبل وقت ليس بالطويل… 

ما حدث لتوأمي بقي سرًّا بينه وبين نفسه، ولم يخبرني به حتى الآن! ولكن ما أعلمه هو أنني كلما ذكرتُ ما حدث وجدته شاردًا في اللاشيء وشعور بالبرد يطغى عليه تمامًا… 

المعجزة الأخيرة Where stories live. Discover now