الفصل الحادي عشر

10 4 0
                                    

كان كولينز صديقًا وفيًا لي -ولا زال كذلك- لطالما كان إلى جانبي في كلّ المواقف، ولكنني في ذلك الوقت لم أضع احتمالًا أنّه قد يكون يحمل أي مشاعر تجاهي، لم أعتقد أنّه قد يحبّني بتلك الطريقة، إلّا أنّ قبلته تلك كانت الخط الفاصل بين مشاعري ومشاعره، اعتقدتُ لوهلة أنه قام بتقبيلي فقط من أجل أن يهدأني ولكنّها لم تكن قبلة عادية، كنت أشعر بكلّ الأحاسيس الهائجة التي كان يحملها لي في تلك القبلة، كان هناك حبٌّ كبير لدرجة أخافتني شخصيًا؛ لأنني لم أؤمن يومًا بوجود هذا الشكل من الحبّ في العالم.

حتّى تلك اللحظة كانت المشاعر الإنسانية شيئًا ثانويًا إذا قمتُ باستثناء حبّي اللامحدود لتوأمي ليغولاس، لذلك أنا أعتقد أن ذلك اليوم كان نقطة واضحة في حياتي لا يمكن نسيان تفاصيلها… يومئذٍ بدأتُ بتكوين مشاعر ناضجة يمكنها أن تغير الكثير من أفكاري وتصرفاتي، مشاعر الحبّ كانت غريبة عليّ لذلك لم أفهمها يومًا، حتّى هذه اللحظة أنا لستُ أفهم كيف أحبّ بصدق! أحيانًا أجد ذاتي أحبّ شخصًا ما وأحيانًا أخرى أحبّ عدوًّا لي… ربما الحبّ معقّد وربما أنا من تفكيري معقّد… 

لوهلة خطرت لي أغنية التوأمين، الأغنية التي كان من المفترض أن تكون أغنية للأطفال إلّا أنّها كانت معاكسة لذلك تمامًا وكأنها كانت نوعًا ما نبوءة، ربما لذلك ظلامي كان يحبّ أن يغنيها وربما لأنني لستُ متأكدة من الوقت الذي تحققتْ به… كلّ ما يعلق بذهني هو صوتُ ظلامي في مكان بعيد يغني أغنية التوأمين وكأنها تدق نواقيس الخطر، تصرفني عن كلّ أفكاري وكلّ ما يشتتني لتتركني مركزة على الكلمات بشكلٍ كبير… 

أغنية لم أستطع أن أفكّ لغزها كما علامة الرابط التوأمي الخاصّة بي، العلامة كانت مع مرور الوقت تكبر وتتوسع بشكلٍ غريب بينما تحتلّ باطن معصمي الأيسر، في البداية كانت مجرد علامة رابط توأمي للميراكل -تنين ينفث النار - ولكنّني لاحظتُ أن ذيل التنين بات يحتوي على بروزات تشبه الأشواك وذلك بعد أن توقف قلبي عندما متّ في آفيرنوس، لاحقًا ظهرتْ أسفله علامات على الطاقات الأربعة التي اكتشفت أنني أمتلكها جميعها، رمز يَد أسفل الحرف المنقوش تحت التنين مباشرة والذي يكون الحرف الأول من كلمة ميراكل، تاج من الأعلى تعلوه علامة تشبه قطرة ماء مقلوبة، لا أعلم ما سر اجتماع كلّ تلك الرموز ولا أعلم معنى بعضها حتّى الآن، إلّا أنّ أكثر ما أدركه أنّ كلّ من هذه الإضافات ظهر في وقت ما من حياتي، كتلك اللحظة التي وصلتُ إليها بذكرياتي، عندها ظهر التاج فوق التنين، لا أعلم أكان السبب أنني عندها أصبحتُ ملكة عليهم أو على ذاتي عندما تركتُ موضوع مشاعري كشيء ثانوي والتفتُّ إلى أولوياتي…

كنتُ شاردة أحدق بكولينز بصدمة واضحة على ملامحي بينما لم يبدي هو أيّ علامات على الندم أو التردد، وأعتقد كذلك أن السبب هو أن شقيقي المصون لم يترك له فرصة لاتّخاذ ردّ فعل، حيث أنّه وجه لكمة قويّة لوجه كولينز جعلتْ منه يرتطم بالأرض بقوة، لا أعلم لماذا شعرتُ بالصدمة لتصرف ليغولاس مع أنني من المفترض أن أكون قد اعتدتُ على غيرته عليّ، هكذا هو توأمي يبتعد بإرادته ولكنّه يخاف أن يصبح غيره أقرب إليّ. 
يظنني ملكًا له فقط…

المعجزة الأخيرة Where stories live. Discover now