غطاء بيانو

166 22 22
                                    

.
.
.

أنا لا أريد الحديث ، انا اريد البكاء إلى صباح اليوم الآخر ، كل هذا التّلبد والهدوء الذي فيني لم يأتي من الإطمئنان ، بل من الخراب من عدد الخطايا التي ارتكبتها ، عالم جديد انفتح بوجهي ، وانا اغوص في وحله الى رقبتي ، أ.أنا الوحيد الذي يتذوق طعم النهاية ؟
لما ابدو جائعا وعطشاً جداً للكتابة؟ إلى إبتلاع الحروف؟
الى تلطيخها بشعوري ثمّ أحشر أصابعي إلى نهاية حلقي وأتقيّؤها ، كم أنني شخص حزين ، أ.أبدو ذئباً الآن ؟
وأنا أعتكف على الورق أجمع حاجبيّ كعقدة اشعر بثقلها بين عيني ، وأكتب ، اكتب شعوري ، خوفي ، وكل هذه الأشياء الغير مفهومة ، بينما الجميع بجانبي منشغل بالضحك ، إن العمق فيني أوسع من السماء ، اعمق من البحر ، وأكثر بكثير من عمر ديناصور مراهق .. أتّكأ على يدي ، يدي التي أحاول ان أجمع بها كل اللحظات ما مضى منها وما بقى ، كم تبدو قيمة هذه الأيام وانا أحاول التشبت بأي شيء على الأقل أتشبّت بأفكاري التي أشعر انني افقدها بسرعة البرق ..
لقد فكرت كثيرا واكتشفت بأنني لا أكتب لك
وانما أكتبني من خلالك ، انت تلهمني حتى فيّ
تجعلني ارتب الكلام على الأقل بصورة جيدة قليلاً ،
كثيرٌ أنت فيني ، تصدق؟ لا أستطيع ان أتخيّلك بمشهد حميمي ، لا استطيع لأنني اخاف أن يتوقف قلبي
ففي ذلك الصباح الباكر عندما هبط الضباب على المدينة
وبدت المباني متراصة كأعواد الثقاب وتغرق تحت أقدامي ، ظهرت يداك من حيث لا اعلم امام عيناي
لقد بكيت أتعلم ؟ ولم أعر إهتماما للسّائق بجانبي
أنت لا تعلم بكم يداك تعذّبني ، أصابعك تتعبني
اريدها أن تلمس وجهي الى ما بعد الأبد ، اريد ان أقبلها أصبعاً إصبع وأن تهترئ في فمي ، اريدها على عنقي ، على خصري
أن أشبكها مع يدي فكم هذا يغريني ، يدك في يدي هذا مغري حقاً
أتخيلك في كل مكان ، انا لا يمكنني ان أشبّهك بشيء
لأنني أكره كل شيء ، عداك ، السماء تخنقني والأرض تثقلني وانت ، أنت أقسى العذابات
انت شيء ينخر نفسه فيّ بلا توقّف ، أنت لم تحبني كما فعلت أنا ، أنت احببت الطريقة التي أحببتك أنا بها ولا زلت أفعل ، احبتتَ انني أغرق في تفاصيلك أعمق اعمق .. انني مجنون أنني غزير ، وهذا العالم لا يتحمل المزيد منّي .. اريد ان اكتبك بكل اللغات التي عرفها البشر ،
اريد ان اعزفك على كل بيانو لمَستْه عيناي
ثم اغلق الغطاء للأبد.
_________________________


الثلاثاء

6:57 م
2/5/2023

مذكّرات | TK Where stories live. Discover now