صرت لا أسمع صوتي

145 16 8
                                    

.
.
.

كيف يبكي الانسان من كل انشٍ في جسدهِ عدى عينيه ؟
كيف تصبح عظامه رخوة الى هذا الحد ؟
كيف يلتف على بعضه ؟
كيف يصبح داخله كتف يقابله كتف ؟
كيف لكل هذه الهشاشة ان تكون ثقيلة الى هذا الحد ؟

.
.

الستارة ترتفع ببطئ ، قليلاً قليلاً تراقص الريح
بكل خفة ، موسيقى تسيل من الجدران
وتغرق عميقا عميقا في قلبي
انا خارج الإطار بالكامل .. اراقب ، اراقب انهياري البطيء
انا شاهد العيان على انصهار قلبي ، اليوم انا اتذكر كل شيء ، كل شيء اضعه امام عيناي عمداً فقط لأبكي .
وكم مللت وسادتي وسريري ، هذه الغرفة
وهذا الجسد ، هذه العينان المحتقنة بحزن لا نهائي
وهذا القلب المتورّم .. وهذه الأيام التي لا يبدو شيئاً فيها طبيعيّ ، سأفنى انا ويبقى اثر بؤسي محفور في اشيائي .. هنا ، هنا في حلقي ثمة حريق يصعد دخانه الى رأسي ، وما يوجعني انني لازلت اعيش .
يحزنني انني سأعيش غدا ايضا ، وانا مهلوك لهذا الحد .
كم فاتني لأكون ثقباً في ثوبك لترقعني
تجمع اطرافي بحنية مفرطة وتخيطها بعروقك
انا وحيد وسئمت من قول ذلك ، اريد شيئاً يشاركني البكاء ، يحتضنني ، انا اكره ان يسقط رأسي بين اقدامي اريد يداك ، انا يا عزيزي كائن يفرز الكارثة
ينام على جنب واحد لأنه يخاف جانبه الآخر
وكل مابي وجع متكدس على وجع .. كل شيء يمر من خلالي يعبرني بينما انا لا اعبره متى اصبحت هكذا كيف وصلت الى هنا ما هذه السرعة في الزمن وما اشد بطئه فيّ ... انها تطفئ الانوار والمكان يصبح موحش ، امشي وانا اجرني
وانا احمل ستة مني وخفت ورب العرش خفت ان احرك عيني خفت ان ارمش حتى فيتساقط شعر رموشي شعرة تلو شعرة .. انا نعسٌ ويائس لأبعد حد
بل واشعر بشعور الذين يلقون بأنفسهم من النافذة اكثر من اي وقت مضى ، اغفر لي ثرثرتي فعذري الوحيد انك حاضر دائماً فيّ .

___________________________

ليتك هنا , في هذا الوقت بالتحديد .

30 /5 /2023
الثلاثاء
6:44 م

مذكّرات | TK Where stories live. Discover now