تُرِكْتُ على حافّة الأمس

175 16 4
                                    


.
.

توقّفت عن معرفة الوقت منذ أن نُقّع النّهار في الليل
وبدت الأيام ليل طويل يتكاثر من نفسه
يبدو كل شيء كترسٍ لا يتحرك إلاّ في إتجاهٍ واحد .

أتساءل ماهو الكافي ؟

لقد تعرّفتُ على شخص يُدعى إليوت منذ سنتان
لم أخبرك عنه سابقاً ، لأنني لم أرى هذا مهماً
إنه يعتبرني صديقه ، انه شخص طيب
يجعلني أتألّم بسبب لطفه المبالغ به .

انا ارى انّهُ لا يستحقّ ان اكتب اسمه في مذَكّراتي ، حتى وانا اكتب على الشمعة التي أهداها هو لي قبل أيّام ، حتّى وإسمي مكتوب عليها تلسعه ظلال اللهب ولا يحترق ، اراه لا يستحق !
ولقد ادركت شيئاً في غاية الأهميّة ، بأن حتى وان كنا نبذل قصار جهدنا هذا ليس كافياً لأحدهم
حتى وان أشعلنا له أصابعنا العشرة ، لن نستطيع ان نلمس داخله .

لذلك أتساءل دائماً ما هو الكافي ؟ الكافي لي ؟

حتى السّوء لم يحملني ، لم اعرف كيف اكون فاسداً
لقد كنت فاشلاً حتى في هذا ، ولقد أدركت شيئا يا جونغكوك بأن الأخطر من ارتكاب الخطيئة هو ان نعتادها
ان نراها شيئاً عاديّا وأن نتوقّف عن الشعور بها

البارحة لقد نهشتُ ماتبَقّى من برائتي بيداي ، انه ولأول مرّة ألمسني ، لقد عبثتُ بي كثيراً هناك على السرير الذي بكيت عليه طويلاً
سريري الذي يبدو وكأنه هيكل عظميّ توجعه مفاصله
لقد كنت فارغاً جداً ، قاحلاً جداً ، وخشيتُ أن ينبت عفن الخبز بداخلي ، لأعلم أن أكثر شيء زائف في هذه الحياة هي اللذة ، اللذة التي الجميع يبحث عنها ..
انها بضع دقائق لعينة تجعل منك وحشاً ، ضعيفاً
ضحيّة ، جلاّد وأنا كنت جميعهم .

الموسيقى وحدها لا تكفي انها تحتاجك
واصابعي التي تبدو كدبابيس أحشرها في ظهر غيابك
أنا لست غاضباً ، لست حاقداً ، و لستُ سعيداً
إنّه ولا لمرّة يا جونغكوك قد أشرقت الشّمس عليّ
ولا لمرّة ضحكت دون أن يتجعّد شيء في صدري
ولا لمرّة قد إخترت شيئاً ، ولا لمرّة قد فعلت شيئاً أريده
حتى أنت ، حتى انت ، لم أختارك بل أنت من أخترتني
أنت من جعلتني أحبّك ، هل تدرك هذا ؟ لذلك انا أخاف حتى أن أجرّب طعاماً جديداً ، ان ارتدي لوناً غير الأسود والرّمادي لأنني لا اثق بإختياراتي ، فليس عادلاً ان تكون نهايتي بإختياري !!
أنا ضائعا منذ أن إختلفوا على تسميتي .

عقلي لا يتوقّف عن مضاجعتي ، ينجب أفكاراً بخمسة رؤوس وأربعة أرجل وتمشي على يدٍ واحدة , وترضع من قلبي .. فأجبني يا عزيزي لماذا نهايتي موجودة قبلي ؟ هل يحبّ الرّب أن يكرّر المشهد ؟ هل على كل شيء أن يضايقني ؟ لماذا ولدت بشق هائل في روحي ، والحياة مصممة على توسيعه ؟ هل حقاً ستنبتُ أجنحةً منه كما قلتَ لي
ارجوك يا جونغكوك أجبني ؟
هذا الضوء الذي يدخل من شق الباب
يقسمني الى نصفين ، بل ويلوّن الغرفة بالكدمات
وجزء من يدي ونصف وجهي ، هذا يزعجني جداً إلاّ أنني احاول ان أتجاهله
بأن أغرق عميقا في معطفك الى أذناي أتلمّس حواف أكمامه
وكأنها يداك ، ارفعها لأنفي أشمها كثيراً ثم ألفها حولي
وكم بي عتابٌ لا ينتهي لأنك لم تترك لي إلاّ ملابسك الشّتوية ، الفضل لليالي أغسطس الباردة ، يا جسداً يقطع مثل السّيف أنت الحزنْ ، أنت ..

{وأنا متيمِّمُ بهذا الحزن الذي يمضغ قلبي . }

_______________________________

8/8/2023
الثلاثاء
7:9 ص

مذكّرات | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن