صدِأ للغاية

150 20 45
                                    

.
.
.

احمل خيبة أمل بين جوانبي
أكاد اتقيّأ البكاء
لقد فتّشتُ عنّي داخلي ولم أجدني كنت انا الجالس على المقعد من يستمع لساعة وفَهِمَ كلّ شيء
فمن هذا الضائع الذي تلعثم حين تحدّثت؟! .
لقد كنت محتجز هناك في بقعة في خلف رأسي
رأيت لساني يتحدث ، عيناي تنقلب
يداي ترتفع بحركات عشوائية
وسخونة شديدة داهمت وجهي ، وحاجباي اللعينان
متى اصبحا يرقصان ؟!

" لم اكن أنا ، صدقني لم أكن أنا . "

أ هذا ما يشعر به الذين لديهم انفصام في الشخصية ؟
صدقني شعور ليس جيدا البثّه ، اكثر ما يوجع ليس انفصامك وانما عجزك عن التّحكم على ذاتك
تلك الشخصية اللعينة التي لا تجيد شيئا سوى احراجك
تخرج دون علمك ، وانت لا تستطيع حتى ان تحرك اصبعك .

أ هذا طبيعيّ ؟ هل أنا اشعر أكثر من اللازم ؟
ام أنني أحب تكبير المواضيع ؟

صدقني لا يمكنني التحكم حتى في هذا ، لا يمكن لشيء ان يمر مرور الكرام لديّ .

من أخبر هذا العالم أنني آلة لعينة تخزّن كل شيء ؟!

أتعرف ؟! أسوء شعور أن يشعر المرء بالشّفقه على ذاته .

كل فكرة في رأسي اصبحت تمتلك أقدام ضخمه ترفس رأسي ، وتشير بأصابعها الطويلة نحوي وتضحك ، تضحك كثيرا .
انهنّ يسخرن منّي ، اللّعينات يسخرن منّي !!

معي كل شيء مختلف حتى شعور البرد ، يبدو كالمرض
اشعر بالمرض ، فأرتدي شيئا ثقيلاً فيذهب .
كيف اتفاهم معي ؟

اليوم عندما كنت ذاهب لمكان دراستي ، صرخت ، صرخت الى ان شعرت بتخدّر حلقي
الهي لقد كرهتُ هذه الطرق ، الهي ارسلني بعيداً جداً .

الهي ان كنتُ استحق ان تسمعني لا تجعلني اموت هنا .
لأنني ابدو كمن يحرث في الرمل ، كمن يحاول ان يمزّق الفراغ
الهي اجعل هذا سريعا ، الهي استبدلني كما نستبدل الأحذية الضيّقه .

قلبي يصغر الى حجم زبيبة ثم يتضَخّم الى حجم مدينة
هذا القلب المتْعِب يحبّك .
أنا آسف يا عزيزي ولكنني لا اشعر بالحب الان لأكتب لك شيئا جميلاً ، لا اشعر بمشاعر جيّدة لأسَطّر لك عن اشتياقي ..
انا الان لست متأكد من شيء ، فأجبني من أنت ؟
من أنا ؟
أين أنت ؟ أين أنا ؟
بأي لغة نتحدث نحن ؟ كم الوقت الان ؟
ماهو الليل ؟ ماهو النهار ؟
أي إسمٍ املكهُ أنا ؟

هذه الرسالة ليست لك ، وانما لي

لأنني بكيت كثيرا تحدّثت معي كثيرا ترجّيتُني كثيرا
اقول فقط يا نفسي اخبريني ، لكنها لا تستجيب
قمت كالمصعوق من مكاني امسكت الورق اخبرتها اننا سنكتب لك ، فطاوعتني أتدرك هذا ؟
لقد ردّت عليّ !! هذه خدعة امارسها على ذاتي
لكي تكون برفقتي .. وما اقسى هذا يا جونغكوك
ما اقسى نفسي على نفسي وما اقساك .

لعين انا لأنني افكر بنجاتي ، حتى وان كان على حساب خراب العالم
لكنني اخاف ان يكون انتصارا حزيناً آخر .
تبكي أمي واضحك انا
يموت والدي وأعيش أنا
تغرق أنت في هذا الحب
وأنجو أنا !

هل يمكن للعالم ان يقف في صفي ولو لمرة واحدة ؟

انا هنا ومعطف والدي الذي يفوقني حجما
أنا هنا وقلم في يدي وورقة مهترئة ، أنا هنا وكتب برتقالية فاقعه ، أنا هنا ومنشفة حمراء مطويّة
انا هنا وباب غرفة مغلق ، أنا هنا وخزانة مخلوع بابها
أنا هنا ومرآتان ونصف ، أنا هنا وكوب قهوة فارغ .
أنا هنا ورنين هاتف مزعج .

أنا هنا تخدّرت من دمعتين فليحترق العالم أجمع .

_______________

11/11/2023
السبت
7:10 م

مذكّرات | TK Where stories live. Discover now