على حافّة الغسق تناولني مجدداً

151 16 29
                                    

.
.
.

لقد بعت التلفاز وأصبحت أتابع الصدع الذي يتمدّد على الجدار ، انه يكبر كل يوم ، يغني تارةً ، يبكي تارةً
واحياناً كثيرة يشهق بفزع ، وكأنه ابتلع التلفاز الذي كان يحجبه عني قبل ان ابيعه .. واخاف يوماً ان استيقظ واجده على وجهي .

افتح علبة سجائري التي تحتوي على أربع وعشرون سيجارة وبأحمر شفاه فاقع اللون أقّبل كل السّجائر

اطلي اظافري ، ارتدي خلخالاً ،اخلع قميصي ،اشغل الموسيقى ، اتمايل، اقف امام رفوف النبيذ في غرفة المعيشة واصبعي في فمي ، لأختار شيئاً لليوم
ويسكي ، فودكا ، تيكيلا ، براندي ، بيره ، شمبانيا .
ثم اقضم اظافري ، انزل يدي الي ما بين افخاذي ، ثم انام تحت الأريكه ، أقشّر حافّة النافذة ، ويغريني الضيق الذي تحت الطاولة لأكتب هناك بيدي كأسي و الشمعة التي اهداها لي إليوت .

هكذا اقضي أيامي مؤخراً ، انا مغناطيس العالم الضخم للملل والتكرار .

"وانا شخص يكره التكرار "

يا جونغكوك ان الايام المكرره الفارغة من كل شيء هي من تشحنني بالبلاده ، يبدو اليوم وكأنّه أسبوع
والأسبوع كأنّه يوم !

بداخلي حافّة وانا أستمرّ بالسقوط منها مرارا وتكراراً
انا تعيس ولا أجيد شيئا سوى تربيّة حزني
اطعمه منّي ، تصدقْ صار اطول منّي ! .
يتمايل امامي كصفصافه تراقصها الريح .

ماذا يوجد وراء النصف الآخر من العالم ؟


دائماً ما أشعر انني ازحف على سطحه ولست جزء منه ، الفراغ أين يذهب عندما نملئه ؟ وأين النصف الآخر من الأشياء ؟
كيف للوحده ان تسكن الوحده ؟
كيف لداخلي ان يسكن داخلك ؟
من منّا أنا ؟

اطفئ السيجارة بالقرب من كلماتي البائسه
احمل عبء جسدي ، ارتدي قميصي
اقف امام المرآة ارتب شعري ، اركز في وجهي
امسح الباقي من احمر الشفاه ثم اتناول علكة واخرج
لتحريك اقدامي.

" برشلونه العجوز "
ودائما ما اشعر انني اسير بين تجاعيدها ..
انها تحمل دفء الجدات واحيانا كثيرة الم شعرها الذي ضحك به الشيب في حجري وابكي .
احب هذه المدينه بسمائها الرمادية الخانقه ، بتجاعيدها ، وشيب رأسها ..

اركل الفراغ ، أعدّ القطط ، افكر في الشضية التي كشبكة العنكبوت وهي تتسلق خصر المرأة ، المرأة التي مشت يوماً في ذات الطريق الذي امشي به الآن
اه يا برشلونه انك لا تنتهي من القصص !

انا ليس لديّ مكان اذهب اليه !
امّا المدينة كاملة او لا أحد .

مدّ يداك وفكّ ازرار قميص وحدتي ، انا يائس جداً ومتعب كذلك لأنني دائما ما افكر بك ، ماذا تفعل ؟
إنني افكر حتى بشأن النذبة على خدّك واتمنى لو كنتها .

دعائي الوحيد الآن :
" في بحيرة البجع نقبّل بعضنا" .

______________

2:08 ص
الإثنين
18/9/2023

مذكّرات | TK Where stories live. Discover now