.
.
.
يتشبّع بالأزرق ، من اصابعه المتجمدة حتى مدمع عينيه .
كل كلمة قالها يوما ، كل حرف نبس به، وكل فكرة حملها عقله ، وكل نظرة ، كل خطوة من اقدامه ، اهتزاز اكتافه ، نحول معصمه ، وحدّة انفه ، كل شيء به لا زال يعيش بداخلي بجلاء لا مثيل له .
"هذا العالم يحتاج أكثر من الصّلاة لينجو "
كنا نجلس على سطح البناية ، كان يبدو سعيدا
ومنتشياً وانا كنت اشعر بالفراغ ، كالفراغ الذي يأتي بعد انتهائك من الضحك ، كنا صامتين ذلك الصمت المحبب الى قلبي ، كان يسند ضهره للجدار ويضع قدمه على ساقاي لقد فاجئني بقوله : هذا العالم يحتاج أكثر من الصّلاة لينجو .
رفعت عيناي له لأبصره ، ولقد رأيت شيئاً لا يمكن نسيانه ابدا ، شيء من حلاوته أدمى قلبي .
كان يلمع كثيرا ، مبلل بالضوء ، وكانت كل اضواء المصابيح الآتية من الشارع تتسابق على من يلمس وجهه اولاً .
شعرت بإرتعاش في يدي التي مددتها لكي احطها على وجهه
كنت اريد ان اقبض على الضوء ، وددته ان يبقى هكذا وقتاً طويلا ، لساني كان يرتجف بشراهة لشيء ما
دنوت منه ، كانت عيناه تنتظرني كمصيدة
اقتربت منه اكثر
ولعقته لعقت وجهه ، تذوقت كل طعم الاضواء عليه
وكان طعمه طاغيا .
بدت عيناه غائرة جداً
وانا كنت امسك قلبي بيدي ، لأنني كنت اشعر انه سيقع واراقبه اراقب لعابي على وجهه وكيف زاده لمعاناً
لقد اخبرته بأنفاسي المحمومه بأن الليل ينبت من جذعه
وان عليه ان يقترب اكثر مني لأنني سأتفتت
كان يجمع حاجباه وكأنه سيبكي ،و نظرته المعجونة
بكل الألوان تُسكر .
.
.
.
في ذلك الليل البعيد على سطح البناية أنا وتايهيونغ ذبنا كالشمع على بعضنا البعض .
.
.
.
الذكريات عود ثقاب يا لوكاس وانا ، انا خزّان من الوقود
أ تعجّب من سير الأمور ، كيف للأشياء ان تصبح عادية لهذا الحد ؟ كيف أنني أستمر ؟
لا احد يفهمني ، لا احد ، لا احد يفهم ان ليست كل التّضحيات متساوية، لقد قام بالتضحية هو لأنه لن يخسر شيئا لأن التضحية لا تكلفه شيئا ، بينما أنا
تكلفني كل شيء بما في ذلك هو ، ارجوا ان يفهم هذا يوما ، ان يتمكن من استعابه .
..
إنّ الذبيحة هي أكثر من يحبّ السّكين ، يا جونغكوك
قال لوكاس بعد انتهائي من حديثي
يجب ان تعرف بأنّك سكّين
سيبقى تايهيونغ دوما ينتظره ليحط على عنقه
يجب ان تعرف انه يحب ان يتلوّى بغنج تحتك وانت تذبحه ، وكلما كنت سكين حادا سيحيا مجددا ، ومجددا.
علاقتكم فريدة من نوعها وعليك ادراك ذلك
انتم تزهرون من بقايا تناولكم على بعض .
انا اعرف يا لوكاس اعرف ان حتى حركة رمشه ستقتلني وتحييني ألف مرة ، ولكن العودة صعبة
من الأفضل ان ابقى ميّتاً في سجلّ العالم ، على ان يعرف هو كل شيء ، اخاف عليه من موتٍ آخر أشدّ قسوة.. لن يتنفس من بعده ابدا .
اشعر بالذنب كلما تحدّثت اشعر بالذنب الان لأنني تحدثت عنك امام لوكاس لقد اخبرته عن اكثر لحظة حميمية دارت بيننا ، لقد كنت محموم وانا اتذكرك
اتمنى انك لم تعد تفكر فيني ولكن قلبي يقرصني ، يتمنى انك لازلت تفعل حتى وانا ميّت بالنسبة لك وللعالم قلبي يريدك ان تحيا لأجله وان لا تتخطّاه ابدا ، انا أنانيّ فيك يا عزيزي فأعذرني ، لو اعرف يا تايهيونغ
لو اعرف فقط أنك ستتقبلني كما أنا وكما أنت ، وما اصبحنا عليه .
لن ابقى دقيقة اضافية بعيدا عنك سآتيك اركض بنصف قلب ، بنصف نشوة ، ونصف جسد ، ووحدك من تكملني .
___________________________
17 /3 /2024
الأحد
2:11 ص
