كل المياه بطعم الغرق

103 12 45
                                    

.
.
.

كان صوت الموسيقى يطغى على كل الموجودات
حيث اشحن أذناي بوجع حلو
بدى كل شيء يتقلّب على شرشف من حرير .
وقلبي يتقرّح كجُرح ملوّث
ورغبة عارمة فيّ لحكّ وجهي على الإسفلت
ثمّت شيء اشعر انه سيولد من صدري

كرعشة الجماع .. ينتفض فيني كثيرا
لكنه ليس قلبي !
انه شيء يتمزّق من ظهري ، شيء اجهله ولكني موقن انه يوم ما سيخرج مني ، سيجثم فوقي
وربما يكون أقوى منّي .

لا طالما كنت متعجّب من الموسيقى !
لازلت متعجّب كيف ، كيف بإستطاعتها
ان تُصهِر كل العالم ، كل العالم !
وتقطّره في أذني
الموسيقى نعمة الرّب في الأرض !
.
.

احسد العازفين !
احسد من يصنع الالحان ، من يكتب المعزوفات
ومن يرسم .
"لأنهم لا يحتاجون للكلمات "
أخبّئ ولعي الشديد بها كطفل يخفي كذبته الأولى .

.
.

البارحة فكّرت لما يا تايهيونغ لا يوجد حولك احد !
لما حياتك فارغة لهذا الحدّ ؟!

لماذا البشر يتجنّبونك وكأنه مكتوب على جبهتك
فقط إرحل ؟!

ليخبرني عقلي : لأنك دَسِم
لأنك شيء كثير ومتكاثف ، غزير ، وليس سهل
ولا يمكن ابتلاعه في مرة واحدة !

ولأن كل من حولك حمقى ، خائفون ان يتورّطوا بك
ولأن جميع جوانبك مكسورة تشعّ بالحدّة .
.
.
.
لقد جاء الشتاء يا جونغكوك
انني اتعرف على ملامحه وكأنها المرة الاولى
لقد كدت انهي المذكّرة بعبارة واحدة

" اكره الشتاء "

لا اخفيك انني اكره العالم الذي يدور خارج باب منزلي

وكما يقول الرّجل الإنكليزي : " بيتي إنّهُ قلعتي "
أجد جواباً لتساؤلي لما أكون أكثر تماسك ، واكثر رضى على نفسي
عندما اكون داخل هذا الباب اكثر من خارجه ؟

ماذا يا جونغكوك لو استطعت ان استدرج العالم واجعله يدخل من بابي ؟!

سأطارحه ، و أهذّبه ، "وعندما اموت يموت معي "
سيكون كل شيء افضل الا تظنّ ؟!
فالأفاعي في اوكارها أقوى !

النّاس يبدون مختلفون في بيوتهم فيا ترى كيف كنت أنت ؟

..

انني احاول دائما ألاّ أكون إسفنجة تمتصّ كل الوسط
فكم هو متعب ان تمتصّ كل هذا الوحل !

سألتك مرّة ماهو الشيّء العاديّ الذي تراه شاعرياً
جدا ، فأجبت " الرّضاعة "
استغربت وقتها ، ولكن الان انا افهمك
حقاً انه منظرٌ شاعرّي يستحقّ التّأمل
كنت وقتها لا أفهمك كليّا ثمت اشياء تقولها انا لا افهمها
واعتذر لجهلي وقتها .

اتذكر عندما بسطّت كفّي على يدك واصبعك يمشي على خطوط يدي واخبرتني ان هناك خرافة تقول
من كان خطّ يده طويلا سيعيش طويلا ، لكن نسيت خطّ يدك يا حبيبي وهذا ليس عزائي الوحيد

اخاف ان انسى ملمحك ، وصوتك
احتفظ بك بطريقة موجعة لأعصابي .. وكأني أعضّ على أسناني طوال الوقت اخشى انفلاتك منّي !

ولقد بكيت في ذاك النهار كثيرا ، كثيرا جدا
وكان سببٌ كافيا للموت في ذلك اليوم لأنني أدركت انني نسيت صوتك !
لقد ضاع مني ، لم اشعر بالخسارة كما شعرت في ذلك اليوم ، بدت السماء تتكسّر فوق رأسي

ليتعمّق فيّ الإدراك ان الاشياء التي نريدها بشدة هي من تغادرنا أولاً
لذلك لم اعد اريد شيء ، ولا ارغب في شيء ولا ان احبّ شيء .

يداي اعتادت على الانزلاق ولكن يؤسفني ، يؤسفني انه
يؤلمني كلما غادرني شيء جديد .

انا الان لم اعد غاضبا منك .
لأنني بدأت افهم ، وادركت كم انني أنانيّ لأني فكّرت في نفسي فقط ، انني اريدك معي ، واعاتبك لأنك تركتني مفترض انه يجب ان تعيش لأجلي ، ولم افكّر في رغبتك أنت ربما رغبت بالرحيل
فمن حقّك أن ترتاح ، ومن حقّك ان تختار
الاستسلام ،" فالموت العلاج الذي يشفي جميع البشر "
لا اعلم ما كنتَ تعيشه وقتها ، هل كنت سعيدا ومرتاحاً
معي ؟ ماذا فعلت بك الحياة يا عزيزي اخبرني ؟
لأن يا جونغكوك انا كنت صغيراً جداً
وانت ، انت كنت تشيخ منذ وُلِدت !

أرغب منك قبلة ، قبلة تمتصّ المرض من كل جسدي !

____________________________

الإربعاء
27 /3/ 2024

53 :1 ص

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 27 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مذكّرات | TK Where stories live. Discover now