الفصل الثاني

918 35 12
                                    

الفصل الثاني
رواية طوق نجاتي
بقلم الكاتبه ابتسام محمود الصيري

بصرتها وهي تهز رأسها بنفي وصدمه وصوت فازع:
- أنا مش فاكره حاجة خالص، أنا فين وانتم مين وهو ايه اللي حصل وأنا فين؟

ثم تمسك رأسها من شدة الصداع:
- أنا مين... طيب انتوا مين.
لم تجد احد فيهما يجيبها الكل يرمقها بصدمه فقالت بعصبية:
- أنا ليه هنا؟
اخذتها الأم داخل حضنها و جعلتها تتمدد حتى تستريح وأبلغتها بعطف:
- اهدي يا تولاي، المهم أنك فوقتي اي حاحة بعد كده سهله.
ابكت تولاي وهي ترمقهما:
- أن مش فاكره حاجة خالص خالص.
- ارتاحي يا قلب أمك وأنا هفكرك بكل حاجة.
خرج حكيم من الغرفة وذهب للطبيب المعالج:
- دكتور بنتى فاقت بس بتقول مش فاكره حاجة خالص.
وقف الطبيب واستعد الذهاب لغرفتها: دي حاجة متوقعه بسبب اللي اتعرضت ليه.
حكيم: يعنى فيه أمل الذكره ترجع.
- قادر اللي نجدها من البحر يرجعلها ذكرتها.
استغفر ربه صلاح ودخلا سويا الغرفة، كشف عليها الطبيب واعطاها حقنه مهدأه وطمنهم على صحتها وخرج.
وضعت تولاي رأسها على الوسادة وأغمضت أعينها وهي مازالت ترتعش، قبلتها يسرا على جبينها، وابتعدت قليلا أمسكت بيد صلاح بقوة وهي تدمع بفرح وعلى شفتيها ابتسامة تظهر جمالها:
- أنا مش مصدقة كابوس فقدان بنتى انتهى، بنتى معايا اهى يا صلاح وفيها الروح، يااااا اخيرا بعد غياب سنتين ترجعلي... كويس أنك اقتنعت بكلامي و نزلنا بنفسنا ندور عليها.
اشتد "صلاح" بعناقها وهو يربت عليها:
- الحمدلله أنها رجعت، ورجعت ليكى الضحكة من جديد، ممكن تاكلي بقى.
اومأت برأسها وعلى ثغرها ابتسامه وخرجوا من الغرفه وهم يمشيان بخطا هامسة فوق الأرض حتى لا يزعجونها.
★****★
وبعد مرور ساعات وجدت هند فتاة تم أنقاذها للتو محموله على سرير الاسعاف، ركضت نحوها وهي تدعي الله من قلبها أن تكون أختها، أمسكت بيد الرجال اوقفتهم ثم رمقت الفتاة النائمه كانت ملامحها باهته دققت النظر بها أكتر وفي داخلها أمل، لكن تبخر سريعا عندما لم تكن أختها، دق قلبها بحرقة وهي تهز رأسها بنفي، بدأ رجال الإسعاف بالرحيل، لكن ترجتهم أن تكلمها، سمح لها وهو يبلغها:
بعد أذنك يا استاذه الحاله محتاحة إنقاذ.
رفعت الفتاة يدها اليسرى مشاره لهم أن يتركوها، توقف الرجال وأقتربت هند أكثر منها وهي ترفع أمام أعين الفتاة هاتفها بصورة اختها تسألها بضعف:
- تعرفي اختي شوفتيها.
بلعت الفتاة ريقها وهي تحاول فتح عينيها وردت بأسنان تتراطم ببعضها من شدة البرد:
- احنا كنا اربعه، واحده أول ما نزلت البحر ماتت والتانيه....
ابكت من هولت ما رأته وبدأ جسدها يتنفض بقوة:
- أكلها القرش قدام عيني، ومن الخوف التالته اللي كانت معايا تقريبا اغم عليها وسابت ايدي والموج فرقنا.
جلبت لها صورة تاليه أوضح، بصرتها الفتاة جيدا وتأكدت هي التى فارقت الحياة بمجرد لمس جسدها الماء، لكنها نفت أنها كانت معهم حتى لا تحرق قلبها على فراقها، وبدأت تسأل بهلع وهي تنظر يميناً ويساراً عن أخيها الذي كان معها في العمره.
بدأ رجال الإسعاف بالتحرك حتى لا تسوء حالتها الصحية أكثر.
وقف هند وضعها يدها على صدرها تدعي الله من قلبها أن ينجدها من ظلمة البحار، أقترب منها عمر الذي كان يبحث في كشف الناجدين عن أسم زوجته بوجه يعكس ما داخل قلبه من ألم وحزن.

طوق نجاتي Where stories live. Discover now