الفصل الحادي عشر

392 20 6
                                    

الفصل الحادي عشر
رواية طوق نجاتي
للكاتبه ابتسام محمود الصيري

اختنقت العبارات في حلقه وارتجف قلبه بين اضلعه خيفه كأرتجاف أوراق الأشجار في مهب الريح، ركض على غرفته امسك هاتفه واتصل عليها، كانت الثواني الذي ينتظر فيها يسمع صوت الرنين بمثابة سنين، حتى أنه تفاجأ أنها وضعت رقمه في القائمة السوداء، تلون وجهه على الفور بلون القطن ناصع البياض من شدة الخوف من المجهول...
شعر بهبوط ودوران رأسه بقوه جلس على اقرب مقعد يحاول تنظيم أنفاسه.
                       ★****★

كانت تجلس "هند" على احد الارصفة لم تعرف كيف تتصرف لتنال رضا "سيف" حتى لا يتخلى عنها بعد هذا الحب الذي احبته له، فكرت في أفكار كثيرة وادمعت عينيها غيظا من تصرف "عمر" معهما....
فـ أسوء مراحل الحب؛ مرحلة الخوف من الفراق... ومن وسط حزنها وجدت "سيف" يتصل عليها، تسارعت دقات قلبها في تلاحق فرح وسعاده، وضغطت سريعا على سهم الإجابة متحدثه بلهفه:

- سيف اخيرا رديت !!

اجابها ببرود مخيف:

- التليفون كان صامت ولسه صاحي، في حاجه؟
عقدت حاجبيها بضيق قائلة بستفهام:

- سيف انت بتكلمني كده ليه؟!
زوم شفته وانتفخت اوداجه، ثم تحدث و الشرار يتطاير من عينه قائل:

- هند أنا على اخري وبلاش اصطبح عليكى، بلاش تدعي الغباء.

سيطرة على الاضطراب الشديد الذي استحوذها، وابلغته بصوت باكي:

- سيف أنا سبت البيت لعمر.

نهض سريعا من على الفراش وامسح وجهه ليخفى اثار النوم:

- انتي فين دلوقتي؟

لم ترد على سؤاله، واعتذرت على ما حدث أمس:

- أنا آسفه يا سيف على اللي حص...

قاطعها سريعا بقلق وخوف:

- سيبك من اي حاجه دلوقتي، انتي فين؟
أنا في "...". 

ارتدى ملابسه على عجل ،وهو يحدثها بخوف ليبث بداخلها الطمأنينه قائلا في حنو:

- اهدى يا هند، أنا جيلك على طول، وهفضل معاكي لحد ما اوصلك ياحببتي.

اخذ مفتاح سيارته ونزل سريعا، واستطرد متسائلا:

-  انتي سبتي الببت من امتى؟

- من الفجر.

اجابته بنبره يكسوها البكاء، واكملت بحزن:

- سيف مش عايزاك تزعل مني.

دفن غضبه في اعماق نفسه، وابلغها بأعتذار:
- حبيبتى أنا اللي آسف اني قفلت صوت الفون أنا خلاص قربت عليكى....
           ★*****★

تقف "تولاي" في منتصف غرفتها تمسك شعرها بقوه ترجعه للخلف، تعيد التفكير للمره الألف للذهاب إلى عملها، وحدثت نفسها هامسه:

طوق نجاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن