الفصل الثالث عشر

346 15 10
                                    

الفصل الثالث عشر
رواية طوق نجاتي
للكاتبه ابتسام محمود الصيري

بعتذر جدا إني منزلتش فصل امبارح كان عندي ظروف، ربنا وحده يعلم بيها، مقدرتش اراجع حرف.
★*****★

ادعيا الفتاتان انهما يعملان، وقف تطلعهما وتعجب صمتهما المفاجأ حين رأه، لكن تركهما خلفه وخرج بالخارج يشعل سجارته ليزفر بها ما يحرق جوفه من ذكريات لاحقته على بغته ونشبت نيرانها واشتعلت على حب وأد قبل ان يولد ويحيا ...

نظرت "تولاي" عليه كانت هيئته الحزينه مرسوم عليها، نزلت من عينيها دموع التأثر والشفقة واحست بعاطفه جياشه تدفعها أن تقدم له يد المساعدة، وبالفعل قامت واعدت له فنجان قهوة يزيح الصداع الذي يعتل رأسه ويكاد ان يفجرها منذ الصباح، خرجت مقتربه منه وعلى محياها ابتسامة ساحرة، فقد كان "ريان" شاردًا واقفًا مستند قدمه اليسرى على الحائط خلفه، ويده داخل جيب بنطاله والثانيه يمسك بها سجارته، مدت يدها بلطف:

- اتفضل قهوة.

زفر هواء دخان سجائره بحرقة،  وتناولها منها مغتصبًا ابتسامة ليبادلها ابتسامتها قائلا بامتنان:

- تسلم ايدك جت في وقتها.

ارتشف أول رشفه، تلقائيا نظر عليها وابتسم ابتسامه جانبيه، وقال بمزاح وكأن تلك الرشفه كانت بمثابة مفعول السحر له وجعلته تحول من حالته الحزينة لمزاح من القلب :

- ساده برضو؟

تعلثمت بأحراج وحاولت تتكلم بسرعة لتبرر:

- والله ما اقصد... المره دي نسيت بجد.
- طيب واللي فاتت؟!

سألها برأس مائله يتفحص ملامحها المرتبكه، فقالت بصراحة وهي تهز كتفيها:

- كنت اقصد.

اخذ نفس من سجارته وزفره بالهواء ثم عاد النظر لها:

- في وشي كده ؟
- شعاري في الدنيا في وشه ولا تغشه.

ضحك على اسلوبها وارتشف مره ثانيه ونظر للإمام، كانت تتابع تفاحه ادم التي تتحرك وهو يبلع، بعدما طال صمته قالت بأحراج:

- تحب اعملك غيرها؟

نفى برأسه وعلى ثغره ابتسامه راضيه:

- تؤ... بالعكس عجبتني جدا من المرة اللي فاتت.
- بجد ؟!

قالتها بذهول، رد عليها بنفس أسلوبها:

- بجد الجد .

تعصبت هي من رضائه التام ورد فعله:

- وأنا اللي كنت فاكره....
صمتت وهي تضع يدها على خصرها، أكمل هو مقصدها:
- تعصبيني؟
- بصراحه اه.
- لا عاش ولا كان يا قطه اللي يعصبني.

رده لها زاد من استفزازها وغضبها، وتحولت شفقتها عليه إلى اعادة الحرب والهجمات بينهما مرة ثانية، لترد في هجوم مماثل قائلة:

طوق نجاتي Where stories live. Discover now