الفصل السادس

527 35 13
                                    

الفصل السادس
رواية طوق نجاتي
بقلم الكاتبة ابتسام محمود الصيري

متأخرتش اهو عليكم الفصل ده عشان الناس اللي بتتفاعل معايا، شكرا ليكم من أعماق قلبي❤️

استيقظ "ريان" من نومه على صوت اندفاع والدته المرتفع:
- يارب تصحى وتشوف شغلك.
أفتح عينه الناعستين ونهض بنشاط طفل لشغله الذي كان يحلم به، أقتربت والدته منه وهو يدخل المرحاض:
- ياريت بقى تسيبك من الشله الزباله اللي بتسهر معاهم كل يوم لوش الصبح، ولا اقولك انساااهم خالص.

رمقها قبل أن يغلق الباب الخشبي وقال:
- سهر ايه بقى أنا بقيت رجل أعمال كبير، مش فاضي اكيد للزباله دول.

ابتسمت بفرحه وهي تعرض عليه طلبها:
- ياريت تقرب من تولاي دي بنت رقيقه اووي.
أفتح الباب الفاصل التي لا تحترم أمه خصوصيتة بوجه مستفسر:
- قولتي مين اللي رقيق؟!
أجابته بثقه:
- تولاي.
أعطاها ظهره بلامبالة وهو ينشف وجهه:
- اه تمام.
- تمام ايه؟!
ترك المنشفة على كتفها وأبلغها بمشاكسة:
- هقرب، بس لما اقرب بقى متقوليش
تصدق أنك قليل الادب.

عضت المنشفة الذي وضعها عليها للتو بعصبية مفرطة من تفكيره، وأوضحت من بين أسنانها:
- اقصد تبقوا أصحاب.

أبعدها من أمامه يخرج ملابسه الرياضيه واجابها بحزم حتى ينهي النقاش:
- ماما دي لو اخر مخلوقه استحالة... دي لسانها مترين قدامها وأنا واحد دماغي مماشيها بالمسكن.
- لا الف سلامة.
قالتها بغيظ من غلظته، فأجابها ببرود لوح ثلج:
- الله يسلمك، تأمري بحاجة تاني؟

- لا وانت ماشاء الله عليك بتسمع وتنفذ، غور يا ريان من وشي.

- كلامك اوامر يا غاليه هغور في اقل من ثانية سلام.
رفعت يدها لأعلى ناظره للسقف داعيه الله أن يهدي ويصلح حاله.
أمن على دعائها وهو يقبل رأسها، وذهب مع "زين" الذي كان ينتظره خارج الفيلا وتوجها سويا إلى شقة صغيرة عبارة عن غرفتين وصاله، ومطبخ وحمام وقال "زين" بعد الانتهاء من رأيتها:
- ايه رأيك الشقه دي تكون الشركة؟!
رد سريعا بحماس:
- حلو جدا كمساحة ومكان.
- يعني نعتمد؟
- على الله يا صاحبي.
ذهبا على الفور بنشاط لعمل اليفط واوراق الدعاية وكانت "رنا" ثلاثتهما تساعدهم بفرحة من قلبها.
★*****★
انهت "هند" محاضرتها لملمت اغراضها والتفت تبصر "سيف" فابتسم لها وهو يغلق حقيبته واقتربت منها وخرجا سويا للخارج فقالت له:
- معاك اهو لحد ما تزهق مني.
- عمري ما ازهق منك ابدا.
مسك كف يدها واشتد عليه بأشتياق:
- سيف بتعمل ايه؟
- وحشتيني.
- وانت كمان.
- ياختاااااااااي.
قالتها "هند" بأحراج وسحب يدها بخضه وقلق، تعجب "سيف" فرمقها بأستغراب وجدها تنظر لشاب ينزل من سيارة بخوف وهي تقضم أظافرها، فقالت عندما اقترب منهما:
- ازيك يا عمر.
لم يرد ونظر على "سيف" بعيون حاده وهو يقبض كف يده بقوه، تحمحمت "هند" بارتباك وعلى ثغرها ابتسامه مرغمة:
- ده سيف.
لم يبادر "عمر" بالحديث فنظرت داخل عينه وجدت عينه تعكس الغضب والحنق المتصاعد داخله، فقالت للطرف الأخر:
- ده عمر يا سيف جوز اختي.
تشدق "عمر" من بين أسنانه في ضيق واضح:
حلو التعريف ده، عمر جوز اختها....  
ثم سألها بحده:
- هو بقا سيف ايه؟! يطلع ايه سيف ده!!
انتقع وجه" هند" بماء الكسوف، فرفع "سيف" يده يعرف على ذاته بجرأة:
- أنا سيف صديقها في الجامعة ومعجب بيها وبحبها.
ابتسم بمجاملة وقال بحزم وهو يستحوذ على غضبه:
- يلا يا هند.
قال جملته واعطاهما ظهره لينهي اي جدل او نقاش، فقالت سريعا لسيف:
- هبقى اكلمك لما اروح.
سحبها "عمر" من يدها عليه وسألها:
- خدي هنا... عمر ده جوز صافي؟
- اه.
اتك على اسنانه وقال بهدوء مخادع عكس ما داخله:
- تمام.... قوليله يمشي وأنا هوصلك السكن.
- سكن ايه! أنا ساكنه مع عمر.
- نعم؟!!
- سيف نتكلم بعدين.
- بعدين مين..؟ انتى مش هتروحي معاه بقولك.
فتح "عمر" باب السيارة ثم جلس على مقعده وقال بصوت حازم قوي:
- هنـــــــــد.
ركضت سريعا من أمام "سيف"، فأمسك خصلات شعره بقوه وهو يقبض كف يده بغضب.
دخلت السيارة بهدوء وجلست منكمشه.
★******★
مر الوقت على "ريان" وأصدقائه فقال بتعب:
- كفاية كده أنا فصلت وجعان.
اجابة زين وهو يمسك بطنه التي أصدرت صوت حين سماعها كلمة طعام:
- وأنا كمان.
وأكمل وهو يترك كل شيء من يده:
- يلا نروح مطعم.. كلمي اصحابك يا رينو ناكل مع بعض واقولكم على المفاجأة.
- اوك هروح اغير واجيب واحده اتعرفت عليها النهارده معايا وأنا جاية باي.
أوقفها "ريان" بمزاح:
- لو فرفوشة وقمر هاتيها غير كده اوعي.
- لااااا مش من النوع اللي يعجبك بنت شكلها ملتزم بس ميمنعش أنها لذيذة.
- المهم لذيذة متشغليش بالك بقى بالنوع، أنا بعرف اتعامل مع كله.
- سلام يا متمكن.
- سلام.
القى عليها السلام وأمسكه "زين" من قميصه الرياضي:
- يابني مش بتستر في مكان ابدا.
- ياعم وسع دي رنا صاحبنا التالت.
ضحكا سويا وتوجها على المطعم طلب "ريان" طعام ولم ينتظر أحد.
- ما كنت تصبر ناكل مع الناس
- تؤ مش بحب حد يبصلي في اكلي.
- قول أنك مفجوع ومش صابر.
- حصل.
★*****★
وصلا "عمر" اسفل منزله اصطف سيارته، ونظر لها بحنان صادق:
- هند أنتى عارفه انتى اختي... الوضع اللي شوفته ده غلط.
- سوري يا عمر والله أول مره يمسك ايدي.. وصافي كانت تعرف سيف.
-  وأنا مش عندي اي مشكلة في أنك تحبي بس اهم شيء تخلي بالك من نفسك واحد، من دراستك اتنين.
- يعني مش زعلان مني؟
هز رأسه بنفي وقال:
- انتى كبيره وكلها كام شهر تبقى دكتوره وليكى مركزك، وتقدري تفرقي بين الصح والغلط، صح؟
ابتسمت وهزت رأسها وشكرته على ثقته، فقال بحماس وهما ينزلا من السيارة:
-  هعملك النهارده مكرونة مبكبكه هتحلمي بيها عمرك كله.
- واو جوعتني اووي.
وصلا المنزل وكل منهم دخل غرفته ليبدل ثيابه امسكت الهاتف واتصلت على "سيف" عدت مرات لم يجيبها، استغفرت ربها وبعتت له رساله صوتيه:
- سيف مش عايزاك تكون مضايق لما تسمع الفويس تبقى تكلمني اوضحلك اللي حصل.
اغلقت الهاتف وابدلت ثيابها وخرجت تساعد عمر الذي بدأ في الطعام.
★*******★
شعر "ريان" بعدما أنهى طعامه بهبوط قام من على مقعده وبدأ يلم متعلقاته وهو يقول:
- أنا هسيبك ونتقابل بكره.
- ايه شغل العيال ده؟ قلت جعان وأكلت لوحدك عدتها، هتمشي كمان؟
- عايز مني ايه؟
- ما تستنى الناس اللي جاية.
رفع رأسه بتأفف وسأله:
- معاهم نور ؟
- مسألتش بس أكيد.
- يبقى أنا همشي مش طالبه تلزيق خالص.
- بطل رخامة خلينا نحتفل مع بعض.
- والله البت دي بتجبلي هبوط.
ثم أكمل "ريان" بتحذير:

طوق نجاتي Where stories live. Discover now