الفصل الرابع

667 39 20
                                    

الفصل الرابع
رواية طوق نجاتي
بقلم الكاتبة ابتسام محمود الصيري

ممكن نتفاعل🥺

لمحها صاحب الفيلا وهي تتسلل إلى حديقة منزله، مال برأسه لليسار وهو يتفحصها بوجوم وسائلها بحاجب مرفوع وهو يقترب منها بهدوء:
- يخرب سنينك انتى بت*نيلي ايه هنا؟

فزعت من صوته الجهور وهبت واقفه بتوتر ناظره لاسفل وابلغته بتلعثم:
- سوري القطة جت عندكم.
- قطة ايه وزفت ايه انتى ورايا ورايا يا بت.
قال كلامه بأسلوب فظ، جعلها تشعل من داخلها ورفعت بصرها على الفور حدقته، فعرفته، فبدء الغضب يستحوذ على عقلها:
- تصدق بالله انت مش عديم الرباية بس انت عديم الاخلاق والأحساس وكل حاجة.
اتكأ ريان بأسنانه على شفته المسكينه يصب بها غضبه وأخبرها بوجه خالي من الفكاهة:
- طيب يلا انجري من هنا ل أحميكى.
- تحمي مين ياهـبل انت؟
دوت ضحكته الساخره ليجيب وهو يضغط على مقبض رشاش المياه اندفعت المياه بقوه ونزلت عليها غرقت ثيابها بالكامل وأصبح الثياب ملتصقا على جسدها:
- كده وصلك ردي يا لوزه.
صدمت من فعلته، ووقاحته ألجمتها، مالت اخذت القطة الصغيرة وركضت سريعا متوجه إلى فيلتها هاربه من عيون هذا المعتوه وهي تشد ثيابها التي أصبحت تفصل جسدها، ثم دخلت بوجه يتخططه علامات الضيق:
- ده مش معقول يكون بني ادم.
ركضت عليها يسرا بقلق:
- حصل ايه؟!
- في واحد عامل زي الطور غرقني.
- يا خبر تعالى بسرعة غيري هدومك لتبردي.

تحركت معها وأعطتها القطة الصغيرة  وقالت:
- خالي بالك منها على ما اخد دش.
- عيوني يا حبيبتى اعملي حسابك في ناس هتزرنا بعد نص ساعة.
- حاضر يا ماما مش هتأخر.
دخلت دورة المياة وقلعت حجابها ثم تركت عنان شعرها ينسدل مثل امواج البحر، وظلت تتوعد لهذا الكائن البشري بالكثير والكثير حتى هدأ غليانها.
★****★
ترك "ريان" رشاش المياه وجلس يضحك على حركاتها ثم توجه إلى أمه المنادية، التي قالت:
- بقالي ربع ساعة بنادي عليك.
أجابها وهو مازال يضحك:
- مسمعتكيش يا قمر.
- ايه اللي مسخسخك؟
- متشغليش بالك موقف حصل وخلص.
- طيب يلا اجهز عشان نروح نزور طنطك يسرا.
- هروح بس أنا بحذرك أياكي تعملي اي حركة غدر من حركاتك.
- أنا بعمل حركات غدر؟
قالتها ايمان وهي تشير على نفسها، فأقترب ريان منها واضع ذراعه على كتفها:
- اتمسكني اتمسكني، نسيتى طنط ساره بدأت تعالى نشوفها عشان تعبانه خلصت على يلا نقرا الفاتحة اصل بنتها زي القمر ودخلت قلبي.
اتسعت عينيها من فظاظة حديثه وحين انتهى كورة معصم يدها وضربته على صدره العريض وهي تقول:
- عمرك ما بيعجبك حاجة بعملها.
ضحك ريان وهو يمسك كف يدها يقبله ثم وضعها على صدره، اغمضت عينيها ودعت الله له بقولها:
- ربنا يهديك يا بني هقول ايه، ولا عايز تشتغل ولا عايز تتجوز، دي عيشه بالذمه.
ترك ريان يدها ومشى عدت خطوات وعلى وجهه علامات الضيق والحزن، لكن حاول يخفي ما يشعر به وأبلغها بمزح حتى لا تشعر بما يكنه:
- أنا حاسس أنك مرات أبويا، انتى مستحيل تكوني أمي، بصي هجبلك بنزين بيور وحطي على جرحي بدل الكالونيه بتاعتك دي، ارحميني بقى يا حجه، مالي ها قولي مالي ادينى زي الفل اهو.
استشعرت ايمان من نبرته ما حاول أخفائه، فغيرت مجرى الحديث:
- يارب دايما فل، ممكن يلا عشان نروح.
- بصي أنا ولا هخليكى تاهتي ولا توجعي قلبك، ولا تتعصبي، هقول حاضر حلو كده.
- قلبي مش مطمنك.
زفر ريان أنفاسه وهو يحرك رأسه يسارا ويمينا على كائن الانثى التي بداخل كل امرأة، الذي لا يعرف كيف يرضيها مهما فعل فقال بفكاهه:
- تحبي احطلك على حاضر مكسرات او اي اضافات عشان تطمني.
- ظريف.
- لا ما انتى هتدفعي متقلقيش.
- قول كده!
- عيبك أنك مش فهماني.
- طيب اخلص.
- حاضر.
وبعد عشر دقائق  نزل لها بعدما ابدل ملابسه بزي رياضي وقال:
- أنا جاهز.
رمقت ايمان هيئته بحب فهو شاب وسيم، شيك، كامل بمعنى الكلمة لا ينقصه ألا قلبا يحب كباقي البشر، غمز لها بطرف عينه وهو يلبس ساعته:
- وصلتي لفين، أكيد لابس بدله سوده صح اعترفي.
عكست سحابة عينيها غمامه من الدموع، اثر مداعبة كلماته قلبها، لكنها رسمت ابتسمت على محياها وهي تهز رأسها تنكر، أقترب منها يحاوط عنقها بذراعه القوي قائل بمزاح:
- مش كبرنا على الكذب ده؟
رمقته وهي تمسك وجهه بحب وقلب مشتاق:
- اصلها كانت بيضة وكنت قمر ووشك منور زي البدر.
أبعدها ريان عن حضنه وأبلغها بمزاح:
- كمان خلتيني فلاح يوم فرحي امشي يا امي الله يسهلك.
ضحكت ايمان على أسلوبه الهوجائي وأبلغته بتحذير:

طوق نجاتي Where stories live. Discover now