الفصل العاشر

388 22 4
                                    

الفصل العاشر
رواية طوق نجاتي
للكاتبه ابتسام محمود الصيري

لايك قبل ما تقرأ🙈

في السيارة كان "سيف" يشتعل غضبا من هذا العمر الذي يعطي لذاته حق ليس من حقه، واقسم أن يلقنه درسا قويا حتى لا ينساه باقي عمره.

تحرك "عمر" بالعربه بوجه عابس، يريد أن يحطم كل شيء أمامه، هيئته جعلت "هند" ترتعب وظلت أسنانها ترتطم ببعضهما بقوه، وجسدها يرتعش كأنها هاجرت في لحظه لبلده درجه حرارتها تحت الصفر.
شدة الازدحام بالشوارع كانت تزيد غضب "عمر"، وضع يده على الآلة التنبيه ولم يرفعها طوال الطريق، كان يسير بسرعة جنونيه يمسك عجلة القيادة بقوه يكاد ان يكسرها، فكانت "هند" خائفه من سرعته وملامحه المتشنجه التى لا تبشر بخير، انكمشت أكثر في زوايا السيارة كاتمه شهقاتها بخوف تسرق النظر عليه برعب، حتى أن وصل اسفل البناية ترجلت مسرعة وركضت على درج السلم بهلع، فخوفها جعلها تقع اكثر من مره، حتى أن وصلت أمام باب المنزل فتحت سريعا بمفتاحها الخاص و تركت الباب مفتوحا وجريت سريعا حتى وصلت لغرفتها تحتمى بها، لكن لم تلحق تغلق باب الغرفه بسبب يده التي وضعها بين الباب الخشبي، نظرة إلى الأسفل بكسوف قاتل وهي تشبك يدها ببعضها، بينما هو ارتفع صوته بغضب في تشنج و عصبية بالغة:
- وصل بيكي الحال يا هانم تسجديني وتريحيني وتنزلي تعملي اللي انتي عايزه.
حاولت "هند" تخرج حروفها من وسط شهقاتها:
- عمر افهمني....
قاطعها بنبره حاده، وصاح بها مستنكراً:
- افهم ايه يا محترمه، انا تقرطسيني، وتخليني انزل وتلفي على حل شعرك.

صدمت من حديثه واخبرته بتلجلج حتى تدافع عن نفسها:
- عمر لو سمحت بلاش الكلام ده انت فاهم غلط.
رفع كتفيه احتجاجا و ضيقا في الصدر:
- أنا خلاص فقط الثقه فيكي .
زادت في البكاء وقالت بحروف متقطعه لم تقوى على اخذ انفاسها:
- يا عمر والله كنت هقولك كل حاجه لما ارجع.
وهمت بالحديث لتخبره ما حدث:
- والله يا عمر اللي حصل .....
قاطعها بضجر والدم يغلي في عروقه ويكاد أن ينفجر من كثرة احمرار عينه التى برزت للخارج:
- ولسه ليكي عين تكذبي.
مسحت مقلتيها بكف يدها بضعف وابلغته:
- خلاص يا عمر ماتصدقنيش، لو شايف اني سيئه للدرجه، وأنا هريحك مني خالص وهمشي من البيت ده.

اشعلت بركان غضبه الذي يحاول أن يكبحه:
- تمشي تروحي فين انتي اتجننتي فعلا.
رفعت نبرة صوتها الباكيه قليلا واصبحت كالنمره من كثرة اتهماته لها:
- اه اتجننت... ولو سمحت ملكش دعوه بيا.
امسح وجهه ليلين من غضبه المفرط:
- تعرفي لو صافي اللي كانت قالت ليا عايزه امشي، كنت بنفسي فتحت ليها الباب عشان عارف و واثق انها تقدر تتعامل مع العالم اللي بره.

شحب وجهها وبحلقت عينها بصدمه، وكأن اتهمها في شرفها:

- انت كمان بتغلط فيا، وسع ياعمر عديني.
كانت تحاول ان تدفعه لتخرج من الشقه، لكن مسكها من معصم يدها بقوه وتكلم بنبرة حنونه:
- يا بنتي اقصد انك شخصية جميلة ورومانسيه متقدريش تميزي بين الناس، الناس بره وحوش.

طوق نجاتي Where stories live. Discover now