حياة الكاتب السرية

18 1 4
                                    

رواية حياة الكاتب السرية للكاتب غيوم ميسو .

تعرفنا الرواية في اولى صفحاتها على الكاتب "ناثان فاولز" الفرنسي الذي ذاع صيته وحققت كتبه الثلاث شهرة واسعة عظيمة امتدت لسنوات وبينما هو في عز مجده في سنه ال٣٥ اختفى عن الساحة الادبية تماما وتوقف عن الكتابة واعتزل بعيدا عن العالم مقررا نفي نفسه في جزيرة ساحرة في شواطئ الريفيرا تدعى جزيرة بومون .

هناك قرر العيش في عزلة رافضا اي حديث عن حياته الخاصة او كتبه او الاجابة عن سبب اعتزاله المفاجئ ورافضا ايضا تطفل الناس على منزله الي يقع في اعلى تل ساحر مطل على البحر .

بعد عشرون عاما من اعتزاله يقرر شاب "رافييل " السفر الى الجزيرة ليشغل وظيفة في مكتبة الجزيرة الوحيدة مع السكن لثلاث اشهر . رافييل كاتب ايضا لازال على اول طريقه وهو مولع بكتب ناثان واسلوبه وعبقريته وكان يأمل ان يلتقي به ويعرض عليه اعماله من خلال بقائه في الجزيرة .

يبدأ رافييل في التعرف على الجزيرة ويهبرنا عن طبيعتها المتحفظة وعدم ولع اهلها بكثرة السياحة فيها وكرههم للمتطفلين وانها لاتحب تغيير شكلها او تحديث مرفقاتها فتكتفي بمطعمين ومقهى وبار واحد ومكتبة واحدة ختى انها لاتحتوي على مكتب عقارات فالمنازل تنتقل للعائلة عبر الاجيال .

تتميز الجزيرة الهادئة والمسالمة بطبيعتها الجميلة والغموض المحيط بها بسبب تحفظ اهلها . ولكن اهتزت الجزيرة ذات صباح وتلاشى هدوء واطمئنان اهلها عندما عثرو على جثة امرأة مشوهة بشمل بشع وجسدها مثبت بطريقة بشعة جدا على جذع شجرة .

تم حظر الرحلات من والى الجزيرة وبات اهلها محتجزين داخلها مع مجرم مشبع بنوايا انتقام لا تهدأ .

ماتيلدا موني الشابة الجميلة المفعمة بالحيوية صحافية قادمة الى الجزيرة للقاء بالكاتب المعتزل وقد نجحت بعدما اختطفت كلبه ليظن انه ضائع وتكون هي المنقذ الذي وجده . تخفي هذه الشابه الكثير من النوايا التي جعلت ناثان في حيرة من امره وفي ريبة من ان السر الذي اخفاه لعشرين عاما بدأ يطفو على السطح مجددا .

ويستعين برافييل لمساعدته على معرفة نوايا هذه الشابه وشيء فشيء تقودهم الخيوط الى سر هذه الجريمة وسر جريمة اخرى وقعت بعدها بايام قليلة ثم جريمة اخرى اكثر بشاعة حصلت لعائلة كاملة منذ عشرون عاما .. تنكشف الخيوط وتظهر الحقائق تباعا .

ملاحظة :انا احاول ان لا احرق اهم التفاصيل لذا قد يبدو كلامي مبهم .

الرواية جميلة للغاية وخفيفة وممتعة ليس بها من التشعب والتعقيد مايجعلك تمل او ما يجعلك تنفر منها . الاحداث متسلسلة و تشابك العقد ثم انحلالها كان سلسل للغاية وومتع وعبقري تجعلك مندمج ومستمتع فيما تراه وتتخيله

الحبكة عبقرية والشخصيات كذلك ملامحهم ومشاعرهم ونواياهم سير الاحداث والتنقل بين الماضي والحاضر كانت خفيفة للغاية تجد نفسك تنتقل بينها من دون الشعور بفجوة الانتقال وايضا النهاية مرضية للغاية .

القصة رائعة وتفاصيلها لاغبار عليها اعجبني ايضا الأسلوب انها مرتي الاولى التي اقرأ فيها ل غيوم ميسو واحببت اسلوبه وعبقريته وافكاره .

وايضا القصة فيها الكثير من الدروس والملاحظات التي قد تفيد الكاتب .

الرواية خالية من العاطفة اي انها لاتترك فيك اثر يذكر انها جيدة من اجل الهروب اللذيذ من الواقع كما وصفها غي احد الصفحات ولكن لا اكثر من ذلك وايضا النقكة الصغيرة الوحيدة التي لم احبها هي اسهابه في سرد تفاصيل او شخوص انا اراها غير ضرورية لانها اصابتني بالتشويش فعندما وصف لي نوع الخشب ولمعانه ونوع زجاجة النبيذ ومكان صناعاها ومنذ متى صنعت.وكذلك بعض التفاصيل في بعض الاماكن الفرنسية او بعض الشخصيات جعلتني .. حسنا كنت اقرأ من دون ان افهو شيء .

لكن هذه التفصيلة الصغيرة لم تحرمني من الاستمتاع في صفحات الرواية واحداث حتى اخر سطر
انها من الكتب الذي يقال عنها تستحق القراءة💙

التقييم ٧-١٠

الى اللقاء في التحليل القادم

رغدة

تحليل. Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang