من تكون لتعاتبنى..

21 1 1
                                    

انت الذى قد تسبب بجرح هذا القلب المسكين...
انت من ارتقت روحي معك كى نكون كيان واحد، و أبتعد عنى فجاءة، انهارت تلك الروح وباتت نصف حية...
بات قلبي يهوى عذاب من حوله و عقلى بهذا قد طاعه، قدمت اليك كل ما املك من محبة واحترام وقد هجرت قلبي بمرار.
لا تظن انى قويه فدخل تلك الروح انثى تحطمت وباتت هشيم لا تصلح للجبر ولا الاصلاح... فلا تعاتب وانت من بدأ بالخيانه....
دنيا الاسود..

كانت تجلس في السيارة بجانب احمد الذى يتطاير الشر من عينيه من فرط غضبه، فلقد اعطى لذاك الشاب الوقح درساً لن ينساه، ولكن قد ألمته كلمه انها من كانت تحدثه وانه قد ترك خطيبته من اجل نور.. فأحس بالذنب وألم بقلبه ونظر لها بحسرة واردف بوجع حقيقي: " انا عارف انه مش كداب وانك عملتى كده ، وانا مش زعلان منك ع فكرة"

نظرت له بإستهزاء وقالت بصوت يشوبه حزن عميق: " وانت تعاتبنى لى انت مالك اصلا انت لا ابويا ولا اخويا ولا حتى جوزى"
نظر لها بتحدى واردف: "بس هبقي جوزك قريب".
قالت بتعثلم: "هو انت فاكرنى هوافق"!
ابتسم لها ابتسامه صفراء واردف بضحكه مكتومه:" هو انتى حد خد رايك ي حلوة دى مصدقوا انى رجعت سنجل عشان يجوزنى ليكى ويخلصوا منك ".
قالت والعيون تلمع فى عينيها:" وانا لو هموت مش هتجوزك، انت فاكر نفسك اى، انا بكرهك". وما ان أنهت جملتها حتى انفجرت فى بكاء ونشيجها يعلو ثانيه تلو الأخرى.
حاول ان يربت على يدها وكان قلبه يعتصره الالم ولكنها سحبت يدها فورا وقالت له بنبرة محذره: "انت بالنسبالى نكره وملكش قيمه فى عينى".

ابتلع تلك الاهانه واكملا الطريق صامتا...
وأكملا الطريق  دوان ان ينبث احدهم اى كلمه
ولكن كلا منهم، كان يفكر كيف وصلا بهم الحال الى تلك النقطه......
تذكر قوله لها يوما ما بأن مهما يحدث عليهم احترام بعضهم فالنهايات اخلاق،  كيف وهو كانواعشاق يوما ما هى الحبيبه والرفيقه التى كانت تؤنس وحدته يوم،  وهى الان ستصبح زوجته... لم يصدق بان سيتزوجها بهذه الطريقه.. قطع شروده صوتها الحزين الذى بات يعتاد سمعه:
" اسفه يا احمد مكنش قصدي اقولك كده "
نظرلها بعمق ثم ظن انه يحلم، اهل نطقت اسمه بهذه النبره الحنونه كم اشتاق لها واشتاق لكلامتها التى كانت تجعله كالطفل الصغير رد عليه بإبتسامة بسيطة: "اسفه لى انتى صح انا مش حد مهم بالنسبالك".
ثم تابع وكانه يذكر ذاته:" والافضل مكونش "
احست بنيران الغضب تأكلها فصمتت ولم تحدثه طول الطريق.

أن تفقد أباك معناه أنك تخسر الجدار الذي تستند إليه، ويجعلك في مهب ريح قد لا ترحم من هم أمثالك.. أن تفقد أباك معناه أن تفقد السماء، التي تجود ينبع الحب والحنان.. أن تفقد أباك معناه أن تفقد المظلة التي تحميك من الشرور وتجعلك وحيداً في مواجهة العالم.. أن تفقد أباك ليس معناه اليتم فقط، بل يعرف من يتعامل معك أنك وحيد أمامه وربما أمام طموحه و مطامعه...

فى مكان اخر كانت تجلس على سجادة الصلاة تبكى وتشكو لمن لا يخذل من سأل
"يا من تجيب الداعى اذا دعاك ارح قلبي المحطم،  اتوق للقاء والدى رغم الفعل المشين الذى فعله بحق والدتى وبحقي فلقد تر كنى لأجل امراءة،  وهو يعلم بان ابنها سيكون زوجى، يالله ارح قلبي وقرب قلبه اليك كى يعود فأنا اخشي القدوم على خطوة زواجى دون علمه واستشارته كم نال قلبي من الوجع  والالم في تلك الأيام ومازال يعانى ولكن هل سيحن ذاك الاب القاسي، هل سيشفق على حال ابنته التى تعثرت فى طريقها دون وجود السند يالله ارح قلبي يا الله"
كان هذا دعاء تلك السجى التى لاتعلم ما تفعل ولكن تعلم أن الله عليم بذات الصدور
عذرا ي فتاتى اعلم كم تتألمين على فراق حبك الاول، كم تستاقين لاول رجل اقتحم حياتك دون ان تعلمين فالاب هو الامان والسند..... انا اعتقد بان ظروف الحبيب السري لدى الفتاة يكون سببه الاول هو ضعف الايمان  والثانى هو انها لم تجد من يحنو عليها، من يخبرها كم هى جميله، من يعطيه الجرعه الكافيه من الحنان، معظم الفتيات يلجأن لذلك لعدم وجود ذلك بالمنزل، فيصبح لديها شعور بالثقة وانها  جميله ومميزه، فما ان تخرج من شرنقتها حتى تبحث عن من يثنى عليها بذاك الكلام المعسول،  والبعض يخطئ بالاختيار للاسف....


كانت هدى تجلس على السرير  فى وضع القرفصاء و تبكي  و نشيج صدرها يعلو فلقد هدها للتو فتى مجهول الهويه بنشر صور تجعل العين من النظر لها ولكن مهلا هى مظلومه لم ترسل لاى شخص صورا لها بهذا الشكل ولكن ماذا تفعل هل تستسلم وتفعل ما طلب وتترك آنس وشأنه ولكنها تحبه، ماذا فعلت كى  تعاقب بهذه القسوة،
وجد هاتفها يصدر صوت معلنا عن وصول رسالة جديدة من ذاك المجهول لم تقوى على فتحها تركت الهاتف وتوجهت للمرحاض توضأت، وقامت بتأدية فرضها وظلت مكانها تشكو الى الله ما بصدرها ويعلو نشيج صدرها كما زاد صوت البكاء  .....

وصلت سرور الى المنزل، وصعدت الى غرفتها  قامت بتبديل ثيابها وارتدت منامه قطنيه ورديه اللون وشعرها الفحمي كان مسترسلا خلف ظهرها  فكانت حقا جميلة  حتى انها نظرت الى مظهرى بالمرأه واعجبت به،  تذكرت كلماتها وكم كانت تقول لصديقاتها غير المحجبات بان جمالهن عزيز فلابد ان لايظهر الا للشخص العزيز وان جسدها امانه فعليها ستره بملابس فضفاضه وحجاب يدارى مفاتن الجسد كما امر الله..  فضحكت ضحكه جانبيه ساخرة ثم مضت الى السرير وارتمت فوق كالهرة الهاربه
هيا فقط لاتعلم ما عليها فعله اتستجيب لمن تحدثها وتقول عليكى بتدميره ام تقبل انها لا زلت تحبه وتتمنى وجوده بالقرب منها ولكن هل للقدر راى اخر...

Default Title - Write Your OwnWhere stories live. Discover now