دماء السلالة | 14

11.3K 635 27
                                    

ضع نجمة التقييم ⭐ قبل البدئ بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد
.
.
.
.
.
.

🌼" الإنسان دائما يثق في الأشخاص الخطأ ...إلى أن يأتي يوم و يتعلم فيه أن لا يثق مجددا "🌼

.
.
.
.

سماء سوداء تملؤها الغيوم الرمادية الغاضبة تحمل في جوفها الكثير من الأحزان ، تنوي البكاء و إنزال دموعها كلّها على أماريا بينما العاصفة الغاضبة تأخذها هنا و هناك .

يواسيها الرّعد بين تارة و أخرى معبرا عن غضبه لحزنها و كلّ ما زاد تساقط الأمطار علا صوته أكثر ...في الكثير من الأحيان أحس أن الرعد هو الحبيب الخفي للسماء و الذي كلما رآها حزينة صرخ من شدة غضبه لرؤية دموعها .

كانت سبأ في الغرفة بمفردها خائفة و تخبّئ رأسها تحت البطانية و لكن الرعد لم يتوقف فإستسلمت أخيرا و قررت أن تذهب لغرفة مهيب .

دخلت الفتاة تتسلّل على أطراف أصابعها دون أن تدق الباب ...كان مهيب نائما فجلست بجانبه على السرير و بقيت تراقب النافذة بعينيها الواسعتين و فجأة فُتِحت النافذة بسبب الرياح مصدرة صوتا قويا بإرتطامها على الجدار فصرخت سبأ و أفاق الشاب و الذي تفاجأ بوجودها لجانبه

"ما الذي تفعلينه هنا ؟" قال بصدمة فردت هي بصوت يتخلله الخوف " أنا خائفة "

" هل حدث شيء ؟"

" الرعد و الرياح ...انظر النافذة قد فُتِحت أيضا "
قالت و جسدها يرتجف فنهض هو ليغلق النافذة قائلا " لا يوجد ما يدعو للخوف "

"هل يمكنني البقاء معك هذه الليلة ؟" طلبت منه بلطف فأجاب هو " إذا كان هذا يزيل خوفكِ فبإمكانكِ البقاء "

نظرت له سبأ دون أن تتلفظ بكلمة و لكن نظراتها قالتا الكثير حتى أن مهيب سألها " ما سبب هذه النظرات؟" فأجابته قائلة "هل تعلم أنني عندما أكون بجانبك لا أشعر بالخوف إطلاقا "

" مع أنكِ يجب أن تكوني خائفة عندما تكونين بجواري ...لأنني مصدر خوف للكثيرين " قال و هو يبتسم بشر فردت هي "ربما تكون مصدر خوفهم و لكنك مصدر الأمان بالنسبة لي "

نظر لها و قد سمح لنفسه بالغرق في سماء عينيها الواسعتين و هي قد بادلته تلك النظرات أيضا و لكن الغريب في الأمر أنه كان كلما نظر لها أحس بشعور لا يستطيع فهمه .

كان يود إخبارها بأنه هو من يحس بالأمان و السلام كلما نظر لعينيها ...كان يود إخبارها أنه كلما نظر لعينيها الواسعتين أحس بأنه بحار ضائع و وجد مرساه .

تمنّى لو يستطيع إخبارها بأنها الوحيدة التي إستطاعت أن تكسر قضبان سجنه و التغلل لأعماقه و لكنه كانت لديه مشاكل مع التعبير عن مشاعره فهو لا يعرف كيف ينتقي كلماته أو كيف يبوح بها و قد كان من الصعب عليه أن يعترف بمشاعره لفتاة ما لذلك قرّر أن يحاربها و ألاّ يسمح لها بالتعري أمامها .

عرش سبأ (عروس الجحيم) Where stories live. Discover now