لعنتي الأبدية | 19

10.9K 626 39
                                    

🌼"و كأنني مصاب بلعنة فقدان من أحب "🌼

.
.
.
.

إنزلقت قدم سبأ من على حافة الجبل بسبب العاصفة القوية ليهوى جسدها متجها للأسفل فأغمضت الفتاة عينيها منتظرة إرتطام جسدها الهزيل بقاع الأرض المليء بالصخور المحدّبة و لكن بينما هي تسقط و جسدها يقترب من الأرض بسرعة كبيرة و بسبب تغيّر ضغط الهواء  لم تستطيع إلتقاط أنفاسها ففقدت وعيها قبل إرتطامها بالأرض .

.
.
.
.

بعد مدّة غير معروفة أفاقت سبأ بصعوبة و تنظر من حولها مستغربة " هل أنا ميتة ؟ هل تبدو السماء التي نذهب لها بعد موتنا بهذا الشكل ؟ بيت طيني !"

و بينما هي تتساءل و تحادث نفسها سمعت صوت إمرأة من خلفها تقول " لا لم تموتي بعد يا صغيرة لازال الوقت مبكرا أمامكِ "

فزعت سبأ عندما إستدارت و رأت المرأة تقف و تحدق بها ، كانت تبدو في الخمسينات من عمرها ذات وجه مستدير و شعر أسود يتخلله بعض البياض ... نهضت سبأ من مكانها بسرعة

" أين أنا و من أنتِ ؟"

" إهدئي يا صغيرة فأنا لا أريد إيذائك ...أنا ادعى تجاويد و أنتِ في بيتي و لن يمسّكِ أي أذى " قالت المرأة تحاول تهدئة سبأ و التي سألتها " لقد كنت أسقط من أعلى الجبل هل أنتِ من أنقذتيني ؟ "

" لا ، بل أنقذتكِ خاتون "

" من خاتون ؟"

سألت سبأ و قبل أن تجيبها المرأة دخلت فتاة ذات شعر ذهبي و عينين أرجوانيتين و بشرة بيضاء كالثلج ...لم تكن فتاة بل كانت جنية ، ظلت سبأ تحدق بها بدهشة كبيرة فقد كانت الجنية شديدة الجمال ...نظرت لسبأ و قالت " أنا خاتون"

" شكرا لكِ على إنقاذ حياتي " قالت سبأ و هي تبتسم لها فردت الجنية بخجل " لا داعي للشكر ...أنت و إبنكِ كلاكما بخير و هذا ما يهمّني "

" بفضلكِ " قالت سبأ و أعينها ممتلئة بالإمتنان فأردفت خاتون " لا بل بفضل الرب الذي كنتِ تدعينه لينقذ حياتِك أنا لست إلا سبيلا "

رفعت سبأ نظرها تتجول بأعينها في البيت ثم سألت " أين أنا الآن ؟" فأجابتها العرافة تجاويد " أنتِ في بيتي في بلدة العافور و لا تخافي فلن يعلم أي أحدٍ عن مكانكِ و أنتِ منذ هذا اليوم تحت حمايتي "

" شكرا لكِ و لكنكِ لا تعلمين مع من أنا متورطة " قالت سبأ بقلق فسألتها العرافة " أخبريني "

" أنا حامل بإبن مهيب نجل آل بنجامين و كل عائلته تسعى للتخلص مني "

ما إن سمعت خاتون ذلك الإسم حتى توهّجت عينيها الأرجوانيتين و قالت بصوت غاضب " الهجين !"

فنظرت لها تجاويد و كأنها كانت تهدّئ من روع الجنية الغاضبة " كل ما حدث في الماضي ذهب مع الماضي ، اهدئي "

عرش سبأ (عروس الجحيم) Where stories live. Discover now