عودة الهجين | 29

12.3K 680 425
                                    

ضع نجمة التقييم⭐ قبل البدئ بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد

.
.
.
.

🌼 "إذا كان حبها جنونا ... فأنا المجنون  الذي لا يريد أن يُشفى من جنونه "🌼

.
.
.
.
.
.
.

قلعة منفية زينت جدرانها برسومات من العصر الفكتوري ، لا يسمع فيها صوت سوى نعيق الغربان و زفير تلك الشياطين الطاعنة في السن و كبار المردة الذين تقدموا في العمر و لم يبقى لهم القدرة على الخروج للحرب أو الاستمرار في اعمالهم كما كانوا سابقا .

كانت تلك القلعة بمثابة مكان لتجمعهم و القيام باجتماعات لمناقشة القرارات نظرا لحكمتهم التي إكتسبوها خلال تلك السنوات الطويلة التي أمضوها في ميدان الحرب ، يتوسط القلعة قاعة فخمة جدرانها مزينة بنقوش و لكنها لم تكن نقوشا للزينة بل كانت طلاسم حماية نُقِشت على كل الغرف الهامة التي تمنع أي أحد من دخولها دون إذن أصحابها.

وسط تلك القاعة يتمركز فيها كرسي ثلاثي المقاعد ، يجلس ثلاثة من المردة الطاعنين في السن على يمينهم شيخٌ ضعيف الجسم ذو أرجلٍ نحيلة و لحيةٍ طويلة رمادية اللون يختمُ آخرها خيوط حمراءُ ، له أنفٌ كبير يأخذ جزءاً كبيرا من وجههِ ، عيناهُ سوداء قاتمة لا يظهر البياض فيهما ابداً .. يُدعى أودا الماكر لأنهُ يربح معاركه بالمكر و الحيلة بدل المواجهة لهذا هو على قيد الحياة طيلة هذه الفترة فهو يعتبر أكبرهم سنا  .

يجلس بجانبهِ مارد ضخم الحجم  يُرى نور عيناه في الظلام لشدة حُمرتهما كأنهما يطلقان الإنذار بالخطر ، له لحية كثيفة سوداء يتغلغل داخلها عقارب لا يُرى سوى بريق أعينها يُلقب بملكِ مردةِ القلعة يدعى أودين كان في زمانه من أقوى المردة فرغم كبر سنه إلا أن بنيته الجسدية توضح أنه كان ذو جسم قوي في شبابه ، لم يشهد له فشل قط و لهذا لقب بالملك كما أنه عم ملكة المملكة بأسرها .

على يسارهِ يجلس مُسن قصير القامة لا تطأ قدمهُ الأرض بشع المنظر  لئيمُ الطبع لا تُرى ضحكتهُ و صفار أسنانهُ إلاّ عند السفكِ بضحياه فيبتسم إبتسامة الخبث للإعلان عن نصرهِ ، على رأسهِ سحابة من الدخانِ و على كتفهِ عظاءة يتغير شكلها و لونها على حسب مزاجِ صاحبها يطلق عليه صخرة النار و إسمهُ شكس ، كانوا يتحاورون بتركيز في موضوع مهم و قد بدت عليهم الجدية التامة

"  ماذا سنفعل بهِ ؟ " سأل أودا مخاطبا الملك فأردف شكس بإنزعاج "  لقد أزعجني بقاءهُ حياً إلى هذا اليوم أريد إحتساء دمائه ... دماء بشرية مهجنة ، لا أتذكر آخر مرة إحتسيت فيها دماء البشر "

" أنا من يحق لي ذلك و ليس أنت فأنا الذي خططت لإختطافه يا شكس"

" اصمت أيها المتعجرف دائماً ما تنسب كل فوز نحققه سويا لنفسك ، لولا أن الملكة منعتنا من الإقتراب منه لكان قتله جنودي منذ أول لحظة إختطفناه فيها "

عرش سبأ (عروس الجحيم) Where stories live. Discover now