(أكرهك)صدحت الزغاريد في منزل الحاج رشيدي فقد نجح محمد بمجموع عالي يخوله لدخول كلية الطب كما أرادا والديه
وقفت الحاجة زينب والدته تملء أكواب الشربات الموضوع عليه بعض شرائح الموز بشكل جميل وهي تحمد الله تارة وتزغرد تارة أخرى
كانا يوسف ومحمد يحملان الصواني الممتلئة بالأكواب ويوزعان على الجيران الذين فرحوا لمحمد ودعوا له بالتوفيق
استمر هذا الوضع لوقت ليس بالقليل حتى خلا المنزل من المهنئين
ألقى يوسف بنفسه على أقرب مقعد وهو يزفر براحة قائلا: ياااااه وأخيرا المولد انفض الواحد رجله ورمت وربنا.ضحك محمد بصخب وقال وهو يجلس على يد المقعد الذي يجلس عليه أخاه: أحيه يا أبو سوسو انت لحقت تتعب أومال في فرحك هتعمل ايه!
صفعه على مؤخرة رأسه: اتلم يا حيـ وان أمك هنا.
استقام واقفا وهو يضع يده مكان صفعة أخيه وقال ببلاهة: أوبا لموأخزة يا زوزو.
ضحكت بمرح: ولا يهمك يا روح زوزو كفايا انك حققت أملي وهتبقى دكتور قد الدنيا.
صدحت ضحكات يوسف في المنزل وقال بصوت متهدج من كثرة الضحك: دكتور مين ده يا امي اللي بياخد على قفاه بس
قاطعته صفعة على مؤخرة رأسه من والده الذي قال بنفس المرح: عادي يا بش مهندس ما في مهندسين برضو بياخدو على قفاهم.
ضحكات عالية صدرت من محمد الذي صفق بحماس: أيوة كدة يا حاج اديله ده انا قفايا اشتكى منه وابنك بصراحة ايده تقيلة اوي.شهقة صدرت منه عندما نزلت صفعة من يد والده الذي ضحك بقوة: بس مش اتقل من ايدي يابو حميد.
قهقه يوسف ووالدته ومن ثم تحدث بشماتة: تستاهل يا زفت عشان تحرم تضحك عليا.
ظلا هكذا يمزحون وسط جو عائلي جميل حتى استمعوا لصوت أذان العشاء فقاموا يتوضأون ثم وقفوا جميعا بين يدي الخالق يؤمهم الحاج رشيدي.
❈-❈-❈بينما في فيلا صبري
كانت تشعر بالسعادة من أجل أخيها فقد هاتفتها والدتها وبشرتها بنجاح أخيها
وقفت في المطبخ تدندن بسعادة وهي تعد عشاء خفيف لها ولابنتها ولم تشعر بالذي وقف يتابعها منذ وقت بصمت
فقد جاء منذ قليل باحثا عنها فأخبرته الخادمة بأنها في المطبخ تعد
تركها وذهب دون أن يستمع لباقي كلماتها
وقفت على أطراف أصابعها لتحضر أحد الأطباق من إحدى الأرفف العالية شعرت بأحدهم خلفها استدارت وجدته قريبا منها بشكل كبير كادت أن تسقط لكنه أمسكها من خسـ رها باحكام رفعت عينيها إليه لتوبخه لكن الكلمات ماتت على شفـ تيها عندما أبصرت نظراته الحنونة التي كان يرمقها بها
ظلا ينظران لبعضهما وقت ليس بالقليل حتى قاطعت هي تواصلهما البصري إذ أشاحت بعينيها عنه ودفعته بغضب: ابعد عني يا أدهم انت اتجاوزت حدودك معايا اوي وانا مش هعدي اللي عملته قبل كدة معايا.
أنت تقرأ
كما لو تمنيت
Mystery / Thrillerكلنا نتمنى أن نعيش حياة غير تلك التي نعيشها لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه جميعنا خلقنا بالفطرة أبرياء لكن الحياة تشكلنا كما تشاء فتتغير صفاتنا وطباعنا ونجد أنفسنا تحولنا تدريجيا لشخص لا نعرفه ويصبح الهدف الأساسي الذي نريد ان نحيا من اجله ه...