(النهاية)
في أحد المطاعم الراقية تجلس قبالته تتلاعب بطعامها وهو يتابعها بتفحص شديد فقرر أن يكسر ذلك الصمت الذي خيم عليهما إذ هتفا بهدوء: لارا؟
تنحنحت بحرج ثم رفعت عينيها لتواجه خاصته مجيبة إياه بهدوء: مش جعانة.
كست الحيرة ملامح وجهه وكاد أن يسألها عن أشياء كثيرة إلا أنها سبقته بحديث جعل الآخر يكاد أن يحلق في السماء من فرط سعادته إذ قالت: أنا بصراحة قلت لك تعزمني على الغدا عشان أتحجج وأتكلم معاك.
قطب حاجبيه بدهشة متسائلا: هو أنتي محتاجة حجج عشان تتكلمي معايا يا لارا من أمتى الكلام ده؟
تنهدت بقوة ثم استطردت حديثها وكأنها لم تستمع إليه: أنا الفترة اللي فاتت افتقدتك جدا على الرغم أن أحنا لما كنا في تركيا ما كناش بنتواصل كتير بس لما اقتحمت حياتي في الفترة الأخيرة حسيت أنك شخص مهم جدا في حياتي عشان كده لما بعدت فترة وما سألتش عليا حسيت بالوحدة وبرغم أني كنت محتارة ومترددة والتفكير كان هيموتني إلا أني بجد كنت مفتقداك جدا
بس قررت اوقف تفكير وامشي وراك وانا مغمضة زي ما كنت بعمل وانا صغيرة انا حبيت ادي لك وأدي لنفسي فرصة يا آدم.اتسعت ابتسامته وهتف بسعادة: اخيرا جالها ده انا بقى لي اسبوع مش عارف انام ولا اشتغل يا شيخة منك لله كان كل تفكيري ان لارا هترفضني بقى في حوار احنا اخوات احنا اخوات واحنا أصلا مش اخوات ولا نيلة يلا قومي معايا.
رمقته بدهشة متسائلة: هنروح فين؟
هتف بمرح: هطلبك من اخوكي حالا.
❈-❈-❈
تطلعت إليها في دهشة ثم تساءلت: حضرتك عايزانا نرجع البيت طب ليه؟
أخذت نفس على مهل وزفرته بهدوء ثم أجابتها: أنا ما بقاليش غير أدهم دلوقتي يا فريدة حبيت أن ابني يكون معايا في نفس المكان وأنت أم وعارفة أن ما ينفعش الأم تتحرم من ابنها وكمان مرام محتاجة أدهم يكون جنبها الفترة اللي جايه.
ابتسمت فريدة بسخرية فتلك المرأة تفكر في نفسها كعادتها فهتفت ببرود سقيعي: وانا ايه اللي يجبرني أنا عايشة هنا مع جوزي وبنتي حياة هادية وجميلة من غير مؤامرات ولا مشاكل إيه اللي يجبرني أرجع للنار برجلي يا فيروز هانم؟
أجابتها ببساطة وكأنها أعدت حديثها مسبقا قبل أن تأتي إلى هنا: ما فيش حاجة تجبرك يا فريدة بس أنا أوعدك أن من النهاردة ما فيش لا مؤامرات ولا مشاكل ولا أي حاجة مش هكدب عليك وأقول لك إني بحبك وندمانة ومش زعلانة والكلام ده كله لا خالص أنا ما بحبكيش وطول عمري هابقا شايفاك إن أنت السبب في موت ابني بس قررت استسلم للأمر الواقع أدهم بيحبك وسعادته معاكي وأنا اقتنعت عشان كده أوعدك أني مش هعمل مشاكل معاكي مرة تانية وهسيبك في حالك وكمان...
أنت تقرأ
كما لو تمنيت
Mystery / Thrillerكلنا نتمنى أن نعيش حياة غير تلك التي نعيشها لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه جميعنا خلقنا بالفطرة أبرياء لكن الحياة تشكلنا كما تشاء فتتغير صفاتنا وطباعنا ونجد أنفسنا تحولنا تدريجيا لشخص لا نعرفه ويصبح الهدف الأساسي الذي نريد ان نحيا من اجله ه...