"سخرية الحياة"

1.5K 167 9
                                    

صلي على النبي وحط الفوت☺️

الفصل الرابع عشر "سخرية الحياة! "
"وكيف ما ننتظر لقاءه عمرًا حين نلقاه نجد ذاتًا نتراجع! هل هذه سخرية الحياة التي يتحدثون عنها!؟ أم إنها لعبتها البغيضة في مفاجئتنا دومًا؟!"

عدلَ من جلسته حين رأى أبيهِ مُقبلاً عليهِ، فجلس معتدلاً بعد أن كان يتسطح على ظهره، ابتسم له "منصور" وهو يجلس أمامه قبل أن يقول:

_ كيفك يا ابراهيم؟

اجلى حنجرته وهو يجيبه بصوته الأجش:

_ الحمد لله يابوي.

سأله بعدها بوضوح:

- مجولتليش رأيك في بت عمتك المره الي فاتت ما سألتك سكت ومتكلمتش.

رفع منكبيهِ ببرود وهو يقول:

_ وانت خدت سكوتي موافجة، وكلمت عمتي، هتسألني تاني ليه بجى.

ابتسم له "منصور" بنفس بروده معقبًا:

_ مهم بيجولوا السكوت علامة الرضا، بعدين عمتك حبيبتك معجول هتكون مرايدش بتها؟

وبوقاحته المعهودة كان يجيبه وهو يجز على نواجزه:

_ السكوت علامة الرضا! ليه؟ بت انا اياك عشان اختشي اجول رأيي، بعدين اي علاجة حبي لعمتي اني اتجوز بتها! انا هتجوزها هي ولا بتها!

رفع "منصور" حاجبيهِ بنزق وهو يحذره:

_ اتحدت زين وياي، بعدين لو مرايدهاش جولي مهغصبكش على جوازك منيها، البت متتعايبش عشان تتجوز واحد مش رايدها، ودي بت خيتي "اختي"، يعني كيف بتي مهجبلش انك تعاملها من غير نفس وتحس نفسك مجبور عليها.

تأفأف بنزق وهو يجيبه بلامبالاة:

_ مفرجاش...

تمتم هامسًا لذاته:

_ كده او اكده مطايجش صنفهم.

_ بتجول ايه؟

تسائل بها "منصور" بعدما فشلَ في سماع ما قاله همسًا، ليرفع "ابراهيم" صوته قائلاً بهدوء:

_ مجولتش.. مخابرش ليه مستعجل على جوازي، ده انا لسه يدوب عشرين سنة، متشوف باهر الأول! مش هو الاكبر بردك؟ ده جرب على ال٢٦ سنة.

تلونت معالم "منصور" بالحزن وهو يجيبه مهمومًا:

_ باهر! باهر من بعد الي حوصل مليش ادخل في حياته، حتى لو عملت اكده هو مهيسمعليش، رغم انه بيتحدت وياي بس انا خابر انه شايل ومعبي مني ومنا كلنا.

ذم شفتيهِ بأسف مصطنع سريعًا ما انحدر وهو يقول بسخرية:

_ الموضوع مماستهلش كل ده! حكاية وخلصت.. بس باهر اخوي اكده يعمل من الحبة جبة.

حدقه والده بنظرة غاضبه وأردف بضيق من لامبالاته وسخريته:

_لاه هو بس البعيد معندوش دم، وهو مش كيفك.

(بكِ أحيا) ناهد خالد Where stories live. Discover now