"فتيات بائسات ج٢"

972 88 22
                                    

الفصل العاشر "فتيات بائسات ج٢"
الحصان والبيدق
بكِ أحيا 2
ناهد خالد

دلفت من باب الفيلا وهي تخلع حذائها ذو الكعب العالي بتعب، فاليوم كان مرهق لها، كانت تستلم طلبية عمل طلبتها من فرنسا خصيصًا، والأمر أخذ منها فوق الاربع ساعات لتنهي استلامها ونقلها للاتيلية الخاصة بها والاشراف على ترتيبها بالمكان المناسب بداخل الاتيلية، كان يومًا حافلاً بالاعمال، ولم يكذب دياب حين اخبرها أن تستطيع فقط مجاراة العمل، فها هي على يومين متتاليين لا تنتهي من العمل، منذ تحط قدامها ارضية الاتيلية وحتى تنصرف لا يتوقف العمل، وتذمرها الذي كان في اول ايام اسبوع عملها، تبخر بعد ايام قليلة جدًا، حتى انها باتت لا تعود في موعدها الذي حدده.. الأمس عادت بعد الثامنة مساءً.. واليوم اعلنت الساعة عن وصولها للتاسعة مساءً، وهي للتو دلفت من باب الفيلا.. امسكت حذائها بيدها وهي تسير بتعب، ليتبخر تعبها فور وقوع عيناها على طفلها وهو يركض ناحيتها يصيح بحماس:

_ ماما جت..

التقطته في احضانها تقبل رأسها بحب بالغ وهي تغمغم:

_ روح قلب امك أنتَ، وحشتني.

ابعد رأسه عن صدرها الذي دفنه فيهِ قبلاً، وقال بنزق طفولي يجعلها تريد اكله:

_ لو وحشتك مكنتش اتاخرتي.

_ والله وحشتني، بس معلش غصب عني كان عندي شغل لازم يخلص، وبعدين انا جيبالك اللي يصالحك.

همست بالاخيرة باغراء له، ونجحت حين ابتسم باتساع يسألها بفضول ولهفة:

_ ايه؟

وضعته أرضًا وفتحت حقيبتها تخرج لوح كبير من الشيكولاته وهي تقول:

_ جبتلك شوكيلت كبيرة..

صاح بحماس وفرحة وهو يقبلها على وجنتها بحب وقال وهو يلتقط اللوح منها:

_ أنتِ أحسن مامي.

داعبت وجنته بحب تخبره:

_ وأنتَ أحسن ابن في الدنيا، بس مش هتاكل كتير من الشوكليت عشان متتعبش، هتاكل جزء صغير ماشي.. الشوكليت دي بتاعت اسبوع.

اومأ متحمسًا، وابتسمت هي بحنان ما إن رأت سعادته الواضحة، ولكن لم تدم ابتسامتها حين سمعت صوته يأتي من مكان ما وهو يقول:

_  طب هو وضحكتي عليه بالشيكولاته، وانا هتضحكي عليَّ بايه عشان اسكت؟

نهضت مستقيمة ونظرت للجانب حيث خرج من غرفة مكتبه، لتنادي بصوتٍ عالٍ:

_ ماري.

أتت مهرولة من الداخل وهي تجيب بلكنة اجنبية:

_ نعم مادام؟

اخبرتها "رنا" بنفس اللكنة:

_ من فضلك خذي عُمر لغرفته، ولا تدعيه يأكل كثيرًا من لوح الشيكولاته، ثم اغسلي اسنانه لينام.

(بكِ أحيا) ناهد خالد Donde viven las historias. Descúbrelo ahora