AT YOUR COMMAND | 24

43.8K 2K 2.1K
                                    

الفصل الرابع و العشرين| أحببتك كالمجنون.

خرجَ لي ليلة شتويَّة هائجَة بعيدًا عنِّي ، آخِر ما قاله لي شعرتُ به كخنجَر شقَّ قلبِي إلىٰ نصفين أو كصفعَة قويَّة أعادتني إلىٰ وعيِي.

سمعت دويَّ سيَّارتِه و هي تتحرَّك بعيدا عن المتزِل و لا يمكنني تخيُّل حالتِه التي هوت به.

كانَ الوحيد الذي شغلَ بالي بالرَّغم من أن جاز رأَت كلَّ شيءٍ أمامَ عينيها و لم أهتمَّ بذلك القدر الذي منحتُه للقبطان منذ أن غادَر المنزِل.

خيوطِ المطرِ لا تتوقَّف عن رويِ الأرضِ الجافَّة بعد شهورٍ من الجفاف لكنَّها عاجزَة عن رويِ قلبِي الذي يحبُّها.

طالما انتظرتُ فصول الشِّتاء من أجل كوبٍ دافئٍ من الجابي بعد يومٍ متعبٍ من العمل و أرتوِي من نوتاتِ وقعها فوقَ سقفِ منزلنا و اليابسَة كعزفٍ جميلٍ فاتن.

القيتُ نظرَة من الجدار الزُّجاجي بعد أن أزلتُ الستائر  ، كل ما رأيتُه هو أنوارُ الحديقَة الفارغَة و ضوءُ القمرِ الحزين.

يختبئُ تحتَ غيومٍ بلونِ السواء و الظلاَم.

بعيونٍ لا تتوقَّف عن ذرفِ دموعٍ ساخِنَة صعدتُ نحوَ الغرفَة ثمَّ تجرَّدتُ من ملابِسي المبتلَّة ، ارتديتُ ملابِساً دافئَة و قمتُ بإعدادِ حقيبَتي من أجل الرَّحيل.

إلىٰ أين؟ وجهَتي لا بوصلَة لها.

جلستُ فوقَ السَّرير بضعَة دقائقَ تحوَّلت إلىٰ ساعَة ، تأمَّلت فيها كلَّ ركنٍ و زاويَة شهدَت علىٰ جماحنا ; ولعِنا و آلامنا.

رائحته الخفيفَة لا تزالُ تفتِك بأنفِي و ترسلني إلىٰ الحجيم ، هناكَ حيثُ هلاكِي و ضعفِي لذا قرَّرت التجوُّل بالمنزِل قليلا.

بعد أن خرجتُ من غرفَة النَّوم سرتُ بخطواتٍ حثيثَة في الرِّواق الواسع ، مختنقَة الأوصَال و مشوَّشَة الأفكار.

عندنا اقتربتُ من غرفَة شبه مغلقَة راودني فضولٌ كبير حيالها لذا لم أتردَّد في دخولِها و اكتشافِ محتواها.

فتحتُ الباب هلى مكتبٍ كلاسيكي باللون البنيِّ ، أمامه أريكَة و خلفه تكمُن مكتبَة عظيمَة تحتوِي علىٰ كتبٍ لم آبَه بِها أو بتخصُّصاتها.

ما كانَ يراودني هوَ اشتمامُ عبقِ عطرِه الرُّجولي الذي يعمُّ المكانَ و يلمسَ كلَّ زاويَة من مكتبِه.

في صمتٍ أصدِرت بينَه شهقاتٍ متألِّمة جلستُ في الكرسيِّ الجلدي و اندفعتُ فوقَ المكتبِ باكيَة.

AT YOUR COMMAND.Where stories live. Discover now