الفصل الخامس

8.7K 507 189
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الخامس
#ندا_حسن

"خطوة خلف الأخرى إلى الهاوية في جزيرة العامري"

أصبحت قدميها تحت جسدها جالسة بارتخاء وظهرها يستند إلى الجبل، يدها تضغط بقوة على فمها وأنفها لتكتم أنفاسها الخارجة منها، لقد وقع قلبها بين قدميها قتـ ـيلًا وهي تراه يقـ ـتل بدم بارد، عينيها خرجت من مكانها وهي تشاهد تلك الواقعة والجريـ ـمة الشنيعة من قِبله..

بقيت في صدمة تامة تشعر بالذعر والخوف الشديد، ضربات قلبها تتسارع بقوة وعنف فأخفضت إحدى يديها من على فمها لتضعها على قلبها في الجانب الأيسر من صدرها مُعتقدة أنها بهذه الطريقة ستجعله يهدأ، حيث أنها كانت تستمع إلى دقاته وتخاف أن تصل إليهم..

قدميها لا تستطيع حملها، جسدها بالكامل يرتجف بضعف وخوف لا نهائي والرهبة تكاد تقـ ـتل قلبها وتقع فريسة لرؤية جريـ ـمة قـ ـتل على جزيرة كهذه!..

لقد أتت لتكتشف الحقائق، لقد أتت إلى هنا كي ترى أي شيء مُخالف يفعله، فرحت لأنها ستقف أمامه صالبة حادة لن يكسرها بقوته وجبروته ولكنها لم تكن تعتقد أنها سترى جريمة قـ ـتل بمنتهى البرود واللا مبالاة وكأن من قُـ ـتل هذا حشرة، نكرة لا قيمة له

لقد وقفت أمامه وتحدته وصرخت بوجهه وهو هددها ولم تكن تعلم أنه يستطيع أن يفعل هذا.. يا الله ما الذي من الممكن أن يفعله بها وبابنتها وشقيقتها؟..

أنها لا تريد أن تبقى معه، لا تريد أن تكون زوجة له وهي تعلم ما الذي يريده منها..

تشعر أنها سجينة داخل الجزيرة لن يعلم أحد بوجودها هنا ولو قُتـ ـلت لن يسأل عنها أحد ولن يُعاقب "جبل" على فعلته..

تراه وكأنه ذئب سجنها داخل قفصه ليفعل بها ما يحلو له وليتمتع بعـ ـذابها قبل الانقضاض عليها لينال منها..

تنفست بهدوء محاولة ضبط أنفاسها المسلوبة منها بفزع وخوف، بهدوء استندت على الجبل بيدها اليمنى المُرتعشة وهي تقف محاولة الصمود والعودة إلى القصر دون أن يراها لترى ما الذي ستفعله للهرب من هنا..

وقفت على قدميها بصعوبة لأنها لا تستطيع حملها فقد تلفت أعصابها من ذلك المشهد الوحشي، ترتجف بشدة وعنف ولكنها تحاملت على نفسها وحاولت التكملة..

أخذت نفس عميق ووقفت كما كانت في البداية تستند بيدها الاثنين عليه ومالت رأسها للأمام لتنظر عليهم مرة ثانية وترى ما الذي حدث في تلك الدقائق التي وقعت بها صريعة هذه الصدمة..

بينما هي تنظر وتتقدم برأسها ببط صرخت عاليًا صرخة انشقت لها السماء واستمعها كل من كان في محيطهم..

عادت للخلف وهي تبتعد عنه ناظرة إليه بخوف جلي ورهبة تقـ ـتل قلبها، رأته يقف أمامها مُباشرةً خلف زاوية الجبل التي تطل برأسها منها، عادت خطوات أخرى وأخرى وجسدها يرتجف وعيناها مُتسعتان عليه بقوة..

سجينة جبل العامري "ندا حسن"Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon