الفصل الثالث عشر

7.6K 649 256
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الثالث_عشر
#ندا_حسن

"أثر الصدمات الآتية من أكثر الأشخاص قربًا وحبًا لا يكون إلا كرهًا وموتًا"

نظرات مُتألمة ومخدوعة في سنوات راحلة، ملامح لا تصدق الصدمة التي رأتها من باب الصدفة وأدركت مدى خطورتها على حياتها وحياة ابنتها، قلب في لحظة تهشم وأصبح فُتات ليس له أي قيمة، جسد يرتجف بعنف يظهر على حركاته اللا إرادية الذهول التام وأدرك حينما أبصر الحقيقة أن أرضه كانت محتلة لسنوات عديدة.. ولكنها أحتلت بالحب والحنان.. أحتلت بالعطاء الوافر وفي الخلفية كانت الجرائم لا تعد ولا تحصى.. لم تدرك ذلك إلا الآن من باب الصدفة!؟

ترقرقت الدموع بعينيها الحادة ورفعت الأوراق بيدها إلى الأعلى لينظر إليهم ثم صاحت بصوت مرتجف مُتردد:

-ايه ده؟

جذب منها الأوراق بعنف وخرج صوته بحدة:

-أنتي مش هتهمدي؟.. مين قالك تمدي ايدك على الورق ده

صرخت بوجهه وهي تنهار وكل حصونها تقع مدمرة حولها من هول الصدمة فلا تستطيع تحملها:

-رد عليا بقولك.. رد عليا ايه ده

أجابها بعجرفة وهو يقف أمامها شامخًا يعلم جيدًا ماذا رأت لتكن بهذه الحالة:

-ميخصكيش

عارضته بقوة وحده وصوتها يعلو أمامه:

-لأ يخصني.. يخصني أكتر منك

تقدم منها يقف أمامها أكثر إقترابًا عندما رق قلبه ناحيتها ورأى رعشة جسدها الواضحة وملامحها التي تحولت إلى أوراق ذابلة:

-قولتلك يا زينة بدل المرة عشرة اتحكمي في فضولك وخليكي في حالك أنتي مش هتوصلي لأي حاجه إلا لو أنا اتكلمت وأنا مش هقولك حاجه لأن الحقيقة هي اللي قدامك بس أنتي مش مقتنعة

صرخت بوجهه منفعلة وهي تشير بيدها الاثنين بهمجية شديدة:

-ما تولع.. ياخي ما تولع أنا دلوقتي بتكلم في الورق ده! يونس؟ يونس كان عارف كل حاجه أنت بتعملها كان شريكك؟

تعلقت عينيها به عندما وجدته صامت لا يُجيب، أطالت النظر إلى عينه الحادة فلم تدرك ما تقول وإلى ماذا تشير! وضعت يدها على صدرها تستعطفه وحالتها مذرية:

-رد عليا يا جبل.. أبو بنتي كان بيعمل كده معاك؟ كان عارف كل حاجه عنك؟

أومأ إليها برأسه بقوة وتأكيد وبعدما كان مظهرها يؤثر على قلبه الجاف القاسي تهللت أساريره وهو يراها فرصة مناسبة لإبعاد "يونس" عن قلبها للنهاية وأن يرق قلبها ناحيته هو:

-آه كان عارف

صرخت بعنف وقسوة وصوتها الحاد يخترق أذنيه قائلة بانهيار:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"Where stories live. Discover now