الفصل الثامن

9.8K 582 216
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الثامن
#ندا_حسن

آن القلب بألم وكسرة بعد أن أُرغم على الموافقة بالزواج من ذئب، صرخ بعنفوان وشراسة مكبوتة يحاول الرفض..

دب خنجر في قلبها في المرة الأولى عندما كسرها وكسر كبريائها جاعلها ترضخ لطلباته بعد تهديداته وأفعاله القذرة، ثم سلب روحها وهو يغتال جسدها قسرًا وقهرًا..

سماء الليل السوداء ونسمات الهواء الباردة شهدت على كل دمعة خرجت قهرًا من عينيها السوداء بعد أن استجمعت شتات نفسها..

شعور بالكراهية والغل يملأ قلبها النقي تجاهه، فما فعله بها لم تتعرض له طوال حياتها، كان زوجها الراحل رجل حنون قادر على اسعادها ولم يقم بفعل شيء كهذا من قبل.. كانت الرقة والهدوء عنوان لكل لسماته..

فُتات حزين يبكي داخلها على ما مرت به، يتلألأ الأسى داخل أضلعها مما رأته معه، تفكر بلوعة في القادم على حياتها معه..

لقد فعل أبشع شيء بها على الإطلاق في أولى لحظاتهم سويًا فقط ليثبت لها أنه يستطيع فعل كل شيء وأي شيء وقد نمى الحقد والغل داخلها أكثر وأكثر واشتدت ضراوة مقتها له وبقيٰ عقلها الخائن الذي تخلى عنها سابقًا يأتي إليها بوفرة من الأفكار للتخلص منه..

انسابت دمعاتها على وجنتيها بغزارة دون صوت وبصمت تام وهي تنظر أمامها ترى خارج أسوار القصر من شرفة غرفته وكم بدا المظهر مغري لهربها منه حتى وهي زوجته ولكن كيف السبيل؟

دلفت إلى الغرفة وأغلقت الشرفة خلفها، انقضت معظم ساعات الليل وهي تجلس بالخارج تبتعد عن نظراته ورائحته الكريهة، كانت تود لو تخرج من غرفته نهائيًا ولكنها خافت من أن تراها شقيقتها وتبدأ أسألتها الذي لا توجد لها إجابة عندها فبقيت في الداخل تحاول تفادي التعامل معه حتى ولو بالنظرات

فهي لا تطيق حتى التفكير به فقد تغلب على كل فكرة أخذتها عنه وأظهر لها مدى بشاعته وإجرامه وتوصل إلى مرحلة لا تستطيع أن تتخيله بها..

وقفت أمام الفراش الخاص به تنظر إليه وهو نائم يغمض عينيه يرتاح على ظهره ويده الاثنين الأسفل رأسه على الوسادة..

تابعته بنظرات عينيها الشريرة وودت لو مدت يدها الاثنين على عنقه وقامت بخنقه إلى أن تزهق روحه ولكنه سيكون أقوى منها ويستيقظ ينقذ نفسه من بين يديها..

تحولت نظرات عينيها للكره الشديد والبغض الذي لو تركته سيغرق حياته بالكامل..

استدارت تنظر إلى الطاولة الموضوع عليها طبق كبير يحمل أصناف مختلفة من ثمار الفاكهة وسكين حاد كبير يتناسب مع أسلحة هذه العائلة..

حركت عينيها أكثر من مرة إلى "جبل" النائم والسكين الموضوع على الطاولة، عينيها كانت ملئية بالشر وقلبها يدق بعنف يكاد يخرج من أضلعة لهفةً غريبة لما هي مقدمة عليه بينما عقلها كان يحسها على الإمساك بالسكين ودبها في منتصف قلبه أو تقطع بها نحره أو في منتصف بطنه..

سجينة جبل العامري "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن