الفصل التاسع

10.9K 538 146
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_التاسع
#ندا_حسن

ارتجف جسدها بعنف وقوة وهي تقع على الأرضية يتردد صدى الطلقة النارية في أذنها وهو يحمل ثقل جسده عليها بعد أن هبط معها على الأرضية..

سارت القشعريرة في بدنها بالكامل تنظر إليه وخصلاتها السوداء متبعثرة حول وجهها، يدق قلبها بسرعة ضارية ولوهلة شعرت بالخوف والهلع عليه معتقدة أن الطلقة أصابته..

شعرت بالدماء تسيل من جسده على ذراعها انتفض قلبها بين أضلعه وتأكدت من ظنها فقد فداها بعمره وأخذ الطلقة مكانها..

لم تستطع التحدث فقد لجم لسانها وهي تنظر إلى خصلات شعره السوداء القابعة فوق صدرها، لا تدري هل شعر قلبها بالهلع خوفًا أن يصيبه مكروه أو تتركه ينزف إلى أن يموت وتستطيع الهرب من سجنها!..

رفعت يدها عليه تهتف بشفتين ترتجف خوفًا:

-جبل! أنت كويس؟

رفع وجهه إليها بملامح مُتألمة فقد أخذ الرصاصة في ذراعه الأيسر، أومأ إليها برأسه دون حديث وعيناه تجوب وجهها مستقرًا على عينيها ينظر إلى الخوف بها الذي استشعره بمنتهى السهولة.. الخوف عليه ليس منه!..

-متخافيش

قالها بصوت حانٍ رقيق لأول مرة يخرج من بين شفتيه لها وهو ينظر داخل عينيها السوداء

نظرت إلى ذراعه الذي ينزف عليها وتفوهت بقلق بالغ ظهر في نبرتها الخافتة:

-أنت بتنزف

أغمض عينيه بألم وأجابها بإيجاز:

-بسيطة

وضعت يدها على جسده لأول مرة أمامه دون خوف، تلمسه بكل أريحية ولم تشعر بأن هذا خطأ بل شعرت أنه من الواجب عليها مساعدته لأنه "زوجها"

-طيب قوم

وقف ببطء يبتعد عنها وذراعه جوار جسده لا يستطيع تحريكه تخرج الدماء منه بغزارة تتساقط على الأرضية بعدما وقف على قدميه..

نظر إلى الخارج فوجد الحراس يركضون خلف بعضهم البعض يحاولون الإمساك بمن تجرأ وفعل ذلك..

مد يده اليمنى إليها وهي ممددة على الأرضية، نظرت إليه للحظات تحاول أن تجمع شتات نفسها تفكر في الأمور من زاوية أخرى ترى ما الذي يحدث معها وما الذي يريده منها بعد ذلك.. لما عقلها مشوش للغاية!

مدت يدها إليه فسحبها منها لتقف على قدميها أمامه تعدل من ملابسها وخصلاتها الثائرة..

وقفت تنظر إليه بعيون لا تفهم ما مضمون حديث لمساته وهمساته، تتسائل إن كان حنون أو غليظ القلب ليس به رحمة كما قال..

هي امرأة متحيرة بين هذا وذاك لأنها رأت قسوة قلبه وعنفوان أفعاله الذي أشتد بها عليها ورأت رحمة أحكامه وحنان نظراته لأي شخص بات مظلوم غيرها..

سجينة جبل العامري "ندا حسن"Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora