الفصل الحادي عشر

10.3K 505 136
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الحادي_عشر
#ندا_حسن

تقدمت "تمارا" بخطوات مُترددة غير ثابتة على الأرضية عينيها مُثبتة على أعين "جبل" الخضراء المهزوزة، ملامحها تقول أشياء كثيرة أثناء سيرها تجاهه..

وقفت أمامه مباشرة وبينهم "زينة" وابنتها، تابعته بعينيها ثم أردفت بنبرة مليئة بالحنين:

-جـبـل..

نظرات عينيه تتابع تفاصيل ملامحها التي تغيرت كثيرًا، قُتلت البراءة بهما، قُتل الحب، ومعهم قُتلت لهفته إليها وعليها.. المتواجد الآن مشاعر مختلطة لا يستطيع تفسيرها ولكنه يعلم أنها بسبب قدومها المفاجئ أعادت إليه ذكريات راحلة منذ سنوات كتيرة..

وقامت بفتح جروح غائرة كانت قد التئمت وشعر بالإهانة والشفقة تجاه نفسه وهو يحاول أن يداوي هذه الجروح..

الآن بكل بساطة فقط لأجل رؤيتها من جديد تفتح جروحه هذه!..

اخفضت نظرها إلى الطفلة "وعد" دارت عيناها عليها بقوة وعلى ملامح وجهها ترددت الكلمة مرة أخرى في أذنها فرفعت بصرها إليه متسائلة بنبرة مرتعشة:

-أنت اتجوزت

ضغط على فكه بشدة، أغمض عينه بعمق وبقوة ثم فتحهما مرة أخرى وحاول استعادة نفسه وهو يقول مؤكدًا:

-أيوه.. اتجوزت

أكمل ناظرًا إليها بقوة، عيناه تنظر إلى عيناها مباشرة وكأنه يقول لها لا مكان للحب أو الضعف، لا لمكان لوجودكِ في قلبي ولا مكان لجروح غائرة منكِ:

-حمدالله على سلامتك.. دخلتي الجزيرة إزاي

أقتربت منه وهي تنظر إليه نظرة ذات مغزى تحاول أن تجعله يتذكر ما مضى بينهم بعد أن ابتلعت غصة كانت بحلقها بسبب اعترافه بأنه تزوج:

-نسيت طرقي؟ ولا نسيت إني بنت العامري وأدخل في أي وقت

تحرك عيناها على وجهه وملامحه الجامدة والتغير الغير معقول بها، نظرة الحدة والقوة وثباته الذي أوضحه أمامها وكأن عودتها لا تُعنيه

تابعها هو الآخر بجدية شديدة وسخر منها وهو يرسل إليها معانى أخرى غير التي خرجت من بين شفتيه:

-منستش طرقك ولا أقدر أنساها وإلا مكنتيش خرجتي من الجزيرة.. أما بنت العامري فبنات العامري مكانهم هنا.. هنا وبس

نظرت إليه مطولًا ولم تستطع الرد فهي تدرك جيدًا أنه يحاول اهانتها، يحاول أن يزعجها ويسخر منها بحديثه ولكنها تعرفه جيدًا تحفظه عن ظهر قلب

هبطت "فرح" من أعلى الدرج تنظر إليها غير مصدقة أنها تراها أمامها وصاحت باستنكار وذهول وهي تقترب منها:

-ايه ده.. تمارا

أقتربت منها تقف أمامها تضمها إليها تعانقها بقوة قائلة بحب وشغف:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"Where stories live. Discover now