الفصل الثاني عشر

7.3K 538 156
                                    

#سجينة_جبل_العامري
#الفصل_الثاني_عشر
#ندا_حسن

الشعور بالانكسار قد يكون أبشع شعور على الإطلاق، أن تكون شخص يشعر بأن هناك من يقف خلفك يشجعك على الاستمرار ويكن العون إليك.. والسند الذي تبغاه ثم فجأة تقف أمام ذئاب متوحشة في صحراء جرداء وحدك دون الحامي لك فتشعر أنك مجرد حتى من ملابسك.. فهذا انكسار!.. وهناك غيره أنواع متعددة..

حاولت رفع يدها الاثنين لتدفعه للخلف على الرغم من أنها تعلم أن المدية في جانبها ولكنها لا تطيق تلك الرائحة القريبة للغاية منها في أثناء محاولته لتقبيلها ولكنه شعر بها فوغزها بطرف المدية مهددًا إياها بقسوة وغلظة:

-اثبتي.. قولتلك الموضوع كله مش واخد وقت

كانت دمعاتها تتهاوى على وجنتيها بغزارة تقف مربطة بجسد مُتشنج تستند إلى ظهر السور تحاول دفعه للخلف لتبتعد عنه وهي تقول بتعلثم:

-أنت عايز مني ايه

عاد للخلف برأسه ومازال يقف أمامها مباشرة يحاوطها بيد والأخرى في جانبها بالمدية ينظر إليها قائلًا بخبث ومكر:

-واحدة قمر زيك كده هيتعاز منها ايه... غير كل خير

انسابت دمعاتها أكثر وهي تنظر إليه بقهر تشعر بمدى قذارته ودنائه نظراته نحوها فقالت برجاء وهي تبكي:

-أبعد عني أنا معملتش فيك حاجه

حرك رأسه يمينًا ويسارًا يرفض حديثها وهو يقترب من وجهها للغاية يتحدث أمام شفتيها قائلًا:

-لأ عملتي.. بس يمكن وأنتي مش واخده بالك

سألته وهي تبتلع غصة حادة وقفت في جوفها وارتجاف جسدها مازال مُستمر ولكن تحاول أن تلهيه عن تقبيلها والإقتراب منها بهذه الطريقة:

-عملت ايه طيب

غمزها بعينه الوقحة التي جردتها من ملابسها وهو ينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل ووقف على شفتيها بعيناه:

-قربتي.. وحبيتي.. وعاندتي

حركت رأسها هي الأخرى يمينًا ويسارًا بعدم فهم تخرج منها شهقات متتالية برعب وذعر شديد تشعر به كلما شاهدت نظرته نحوها:

-أنا.. أنا مش فاهمه

ابتسم وهو يرفع يده التي على الحائط إليها يضعها فوق ذراعها يسير عليه برفق ورقة وهو يتحسسه قائلًا ببرود ومكر:

-لأ أنتي فاهمه كويس وأنتي اللي عملتي في نفسك كده.. مش أنتي اللي قربتي بردو ولا أنا جيت من نفسي

شعرت أنه يتمادى وهو يُسير بيده عليها فدفعت يده وحاولت أن تستجمع نفسها وقالت من بين بكائها وشهقاتها المُستمرة بتعلثم وضعف شديد:

-أبعد عني والله ممكن اصرخ وألم القصر عليك

ابتسم بسخرية وهو يعود بيده مرة أخرى إلى الحائط كي يحاصرها وأقترب برأسه منها أكثر وكأنه بوضع حميمي معها لكنه قال بثقة دون رحمة:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"Where stories live. Discover now