الفصل الثالث

137 8 1
                                    

مدينة حدودها الحب   ..

الفصل الثالث  ..

وجدت نفسي أغرق بموجات البحر الذي ارتطمت بي دون هوادة ، لا يمكنني حتي محاوله الخروج أو إنقاذ كياني الذي بقي متهالكاً في الإسفل ، فكانت روحي لاتزال بها الندوب ولاتزال تفيض دمائها دون توقف، لم تهدأ جوارحي ولم تسكن آلامي ، فمازالت أعاني وكيف لي أن أتوقف عن معاناتي، أتأمل فقط أن أجد يداً تلحق بي قبل أن تمضي أيامي وسنواتي وأنا لازالت في الأسفل! ... 

آخذت عيونها تنظر بشرود إلي ذلك العقار الذي يتصل بيدها عبر الإنبوب الشفاف وهو يضع صوتاً بقطراته واحدة تلو الإخري، ومع كل قطرة من العقار كانت عيونها تتزدحم بالعبرات حتي غزي اللون الإحمر جفنيها من كثرة الدموع التي ذرفتها، ودون أن تصدر اي صوت ، فكان وجعها تشعر به بداخلها دون أن تصرح بذلك ، كان لسانها عاجزاً عن شرح ما تشعر به لتكن روحها هي من تصرخ وتستغيث بالداخل وما بخارجها بارد كالثلج ، حتي جابت عيناها ببطء بالغرفة لم تكن بشئ واسع فكل ما بها بجانب بعضه ومرتب وأيضا حولت نظرها إلي نفسها بالفراش تتساءل ما الذي حدث بوقت غيابها عن الوعي؟ حتي نظرت برعب وهلع إلي ذلك الفستان الإبيض الذي ترتديه فأين ثيابها؟ ومن استطاع أن يبدل ثيابها؟ وبذلك اللحظة جاءت عيناها على جسده الممد على الإريكة المجاورة لمكتبه فكان ذاهبا بنوم عميق ......

وبذلك الوقت أغلقت عيناها وضمت قبضه يدها ولتنهمر العبرات على خديها أكثر من زي قبل ليبقي نزيف قلبها غارق في دمائه لم يرد التوقف، لم تستطع حتي أن تنهض على قدميها لتحاول الهروب من سجنهم المظلم الذي أصبحت فيه مأسورة وسط ويلات الحروب دون أي رحمة وبالرغم من ذلك حاولت عدة مرات ولم تيأس في كل مرة فشل وبالإخير قد نجحت بمهمتها بعدما تصبب من جسدها عرقاً غزيراً ودموع الألم كانت تملأ خديها نهضت وهي تسند بدنها الخائر بيدها على الفراش وحتي ترحل نزعت ذلك الإنبوب من يدها تألمت جراء الشدة التي سحبته بها وآخذت تحبو بخطوات بطيئه وهي تتأوه بصوت غير مسموع نحو الباب وعندما جاءت لتترك يدها اختل توازنها ووقعت على الفور على الإرضية وهي تئن وتبكي بشهقات خافته  ....

وحينها تحرك على الإريكة بتململ وببطء فتح عيناه وحرك أهدابه قليلاً وفرك خصلات شعره ووجهه حتي يزول آثار النوم من على ملامحه لينهض من جلسته بإسراع بعدما تذكر بأنها مازالت معه ، لتنفرج عيناه على آخرهما عندما رأها على الإرضية بحاله مزريه هكذا لم يشعر بنفسه إلا وهو يقترب ناحيتها وسريعاً حملها على ذراعيها وسط صراخها و تملصها ودفعها له حتي يتركها ولكنه لم يكترث بما تفعل واستكمل طريقه نحو الفراش ووضعها عليه مجدداً وبكل رفق وبطء .........

ولكنها لم تكف عن دفعها له بعيداً عنها بيديها على كتفه وصدره بكل قوة تملكها وهي تتفوهه ببعض الكلمات الغير مفهومه من غضبها وأيضاً من ألمها ليزفر الآخر في حنق بالغ وفي حركة سريعه لف يداها بيده خلف ظهرها وقال بنبرة صوت مرتفعة  .....
- أنا خايف عليكي ... جرحك هيتفتح تاني اهدي بقا!!

في مدينة حدودها الحب ( متوقفة حالياً)Where stories live. Discover now