الفصل الخامس

157 8 0
                                    

في مدينة حدودها الحب  ..

الفصل الخامس  ..

لا أعلم ما أصابني عندما أراد قلبكِ الهجر والفرار .. فقط أحسست بنيران متوهجة ترقد بجوارحي لا تريد الخمود ؛ بخناجر عتيقه تدلف إلي قلبي لا تخرج منه إلا بالدماء ؛ بسهام حادة تنهش بروحي وتمزقها إرباً حتي يفيض وجعي كل هذة الحرب تدور بداخلي وأنا وحدي من يصرخ لألمها .. الحياة لم تعطيني جميع الفرص ولست أنا بصائد لها ولكنها عندما أوقعتكِ نحوي علمت أنني يجب أن لا أضيعكِ من بين يداي أبداً ... وبالرغم من ذلك ها أنتِ ذا ترحلين بعيداً .

في ليله ما سماؤها صافيه من الغيوم وبأحد الأماكن على شاطئ الإسكندرية كان يجلس على بعض الصخور وذهنه شارداً في تخبط أمواج البحر المتلاطمة التي أمامه ؛ في وقت ما تعلو وتغضب حتي تكاد تصفع من أمامها بقوة وعنف وفي وقت آخر هادئه وساكنه في مهب الريح ؛ هكذا كان الحال بداخله تارة يعرف ما يصيبه وتارة أخري يجهل ما يشعر به ؛ حتي قاطع دورة تفكيره صوت أقدام تقترب منه وإذا به يعلم صاحبها .....

لذلك قال دون أن يلتفت له بجمود طاغي .....
- أين كنت تختفي الأيام الماضية ؟

وقف " أدريان " مذهولاً كيف له أن يعرف أنه هو من صوت خطواته فقط أو أنه أدرك ذلك من رائحته التي وصلت إليه نظراً لقوة ذهاب الرياح وعندما تسائل عن ذلك الأمر تعلثم قليلاً قبل أن يرد عليه بدون أن يلفت نظره لذلك ..
- كنت أتدرب لفترة .. الجينرال أخبرني أن مهاراتي إذا لم تكن كافية لميدان الحرب سوف يعينني ضمن قائد الدوريات فذلك رحلت دون أن أخبر أحد

ثم أعاد " أدريان " الحديث وهو يأخذ خطاه إليه حتي يجلس بجواره ..
- ماذا فعلت في أمر تلك الفتاة؟ لقد ذهبت إلي المعسكر ولم أجدك .. جون قال بأنك هنا .. وبالمناسبة أخبرني ببعض التفاصيل مثلاً استدعاء الجينرال لك ولكنه لم يكمل فإشرح لي!

نظر له " آدم " نظرة لم يعهدها فيه من قبل لم يفهم سببها فكانت نظرته تميل إلي الاتهام والشك أو الصدمة والخيانه شئ من ذلك القبيل أثارت قلقه وخوفه حتماً لأنه يعرف أن لغز " آدم" وحله في عيناه فقط ولكنه أخفاها سريعا وعاد بنظره إلي ضربات البحر من أمامه وقال في نبرة تملؤها القسوة والجمود التام ....
- سنطلق سراحها من المعسكر ولذلك عليك أن تصغي لي بعناية ..
.................
وفي صباح اليوم التالي ....

عاد " آدم " إلي المعسكر بعدما أتم جميع المهمات التي كلفه بها الجينرال في الخارج أراد ذلك حتي يستطع أن يهرب من كل شئ أحاط به في تلك الأيام الماضية فحياته أصبحت رأساً على عقب بشكل لا يتخيله ، أراد ذلك وبشدة حتي يبتعد عنها ويبتعد عن حقيقته التي كلما يراها تنعكس بها وإذ بها تؤلمه بشدة أراد أن يقطع أي صوت لطريق قلبه، وعندما وصل إلي خيمته الخاصه قطب جبينه بتعجب لانه لم يجد أثراً ل"جون" أو " أدريان" بالرغم من أنه كلفهم بحمايتها ورعايتها وقتما يعود.....

في مدينة حدودها الحب ( متوقفة حالياً)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن