البارت الثالث _فتياته ومهمة_

18 2 0
                                    

وفي هذه اللحظة وبينما كان هو يغط بنومٍ عميق كما بناته فُتح باب غرفته ودخلت بيراي على رؤوس أصابعها ثم اقتربت منه لتجلس بجانبه فتنظر له لتشرد به وبوسامته فتبدأ بتأمله وهي مبتسمة.. مرت لحظات وهي هكذا حتى انتبهت لنفسها فنهضت بسرعة من جانبه واقتربت من الدرج الذي بجانب خزانته وحاولت فتحه إلا أنها وجدته مقفلا بالكثير من القفول ومغلقا بشكل محكم فتأفأت بملل وادارت رأسها نحو خزانته وقالت بهمس:"اتمنى أن لا يكون قد اقفل خزانته ايضا!"
-
اقتربت من الخزانة وفتحتها لتزفر براحة ثم ترى قميصه الأسود المفضل لديها فمدت يدها واخذته ثم قربته من أنفها لتتسلل رائحته لداخلها فبقيت تشمه وتنظر له حتى تحرك هو لتنهض بسرعة وتخرج قبل أن يستيقظ وتتجه إلى غرفتها
-
دخلت غرفتها واقفلت الباب خلفها ثم تمددت على سريرها وهي تحضن قميصه وتشمه لتقول:"مشاعري تتغلب عليّ في كل مرة يا مايك! لا استطيع التحكم بها ابدا ، رائحتك ووسامتك وشخصيتك جعلتني أقع بك دون شعور مني ، منذ أول مرة انقذتني بها من اولئك التجار وقد اعجبت بك إلا أن إعجابي بدأ يزداد مع الوقت ولا أظن أنه سينتهي بل سيتحول لشيء آخر أنا لا أريده!"
-
قالت كلامتها هذه وهي تنظر لقميصه وتحدثه كأنها تحادث مايكل ثم قربته لانفها وظلت تشمه حتى غفت هكذا...

____________________________________________________________________________

أشرقت الشمس على هذا البيت معلنة بداية يوم جديد يحمل العديد والكثير من الأحداث لأفراد هذا البيت وللناس أجمعين... بدأ يومهم باستيقاظ كلا من زوي وسارا لإعداد الفطور بعدما ألقوا تحية الصباح على بعضهم.. بينما في غرفة مايكل ، فتح عينيه الزرقاء الملونة بتثاقل ثم التفت إلى الساعة التي بجانبه ليجدها قد أصبحت التاسعة صباحا فنهض عن سريره ودخل لحمامه ليستحم ثم خرج وفتح خزانته ولكنه لم يجد قميصه الأسود فظن انه في الغسيل ليتنهد ويرتدي غيره ثم يخرج من الغرفة وينزل
-
حين نزوله التقى بزوي وسارا اللواتي انهين تحضير الفطور فقال لهما بابتسامة:"صباح الخير يا فتياتي"
-
زوي بابتسامة:"صباح النور يا مايكل ، لقد أعددت الفطور لكم"
-
مايكل بهدوء:"سلمت يداك.. سارا هل انتِ بخير يا ابنتي؟ وجهك يبدو متعباً"
-
سارا بقليل من التعب:"لا اعلم ، على الأغلب بردت في الليل لذلك تعبت الآن ولكني بخير لا تقلق"
-
اقترب مايكل منها وتحسس جبينها ليجد أن حرارتها ليست مرتفعة فزفر براحة وقال:"الحمدلله حرارتك ليست مرتفعة كثيراً ، اذهبي لغرفتكِ وخذي قسطا من الراحة كي لا ترتفع"
-
سارا بنبرة متعبة وهي تنفي برأسها:"كلا كلا إني بخير حقا ، أشرب القليل من الزنجبيل وأصبح أفضل.. غير هذا يجب أن أكون معكم لربما يوجد مهمـ..."
-
قاطعها بنبرة جدية شبه حادة:"سارا قلت!! لا أريد أي اعتراض.. صحتكِ أهم من المهمات لذا اذهبي لغرفتكِ فورا ولا تخالفي كلامي أكثر يا ابنتي"
-
اخفضت سارا ناظريها احتراماً له وقالت بطفولية:"حسنا سأذهب يااا لا تغضب"
-
ابتسم بخفة لطفوليتها ثم مسح على شعرها ووضع يده خلف ظهرها ورافقها إلى غرفتها ثم ساعدها على الاستلقاء وقال:"سأعود بعد قليل واطمئن عليك ابقي هنا تمام ميي؟!"
-
هزت برأسها بمعنى نعم فنهض هو وخرج وحين مروره في الممر توقف بجانب غرفة بيراي حيث قرر أن يتكلم معها عما حدث في الأمس فاقترب وطرق الباب عدة طرقات ، أما في الداخل فكانت بيراي جالسة على سريرها وهي ترتدي قميص مايكل فوق فستانها وتنظر لنفسها بابتسامة حتى سمعت صوت طرقات الباب فخلعته بسرعة ووضعته تحت السرير وقالت:"ادخل"
-
دخل مايكل عليها واغلق الباب خلفه ثم قال:"أتيت لاتكلم معك بشيء ما ، هل تسمحين؟"
-
بيراي وهي تتصرف ببرود:"نعم ، ادخل"
-
ابتسم مايكل بخفة ثم اقترب وجلس بجانبها وقبل أن يبدأ الكلام قالت هي:"اعرف ما الموضوع الذي ستتكلم به ، وأنت محق.. نعم أنا حمقاء وغبية استطاع خداعي ببساطة وكذب عليّ"
-
نظر مايكل لها قليلا ثم مسح بابهامه وسبابته على شاربه الكثيف ثم اردف بكل هدوء:"كلا أنتِ لستِ غبية يا بيراي ، بل مخطأة! أنتِ ما زلتِ مراهقة وصغيرة وقد تنجرين لأي خطأ كهذا.. فقط أريدك أن تعلمي أن ما فعلته خطأ كبير ، مهما كان الشخص الذي تتكلمين معه لم يكن عليك أن تحضريه لمنزلنا.. ماذا لو لم أتي أنا في الوقت المناسب؟ ماذا لو أني أرسلت اخواتك فقط ولم اتي؟! كان من الممكن أن يؤذي أي واحدة منكن.. بيراي ، انظري إني اتغاضى عن طيشك كثيراً ولكن هذا لا يعني أني اسمح لك بفعل ما يحلو لك وتعريض نفسك وأخواتك للخطر ا..."
-
انتفضت من مكانها بانفعال لتقف أمامه وتقول بغضب:"ماذا يعني هذا يا مايك؟ هل ستبدأ بالتحكم بي؟؟ هل ستصبح شخصاً مستبدا؟!"
-
اغمض عينيه اخذا نفسا عميقا ثم فتحها وهو يزفر ليكمل كلامه بدون أي غضب أو انفعال:"أنا لن اتحكم بكِ.. منذ أول يومٍ انقذتك به لم افرض سيطرتي عليكِ ولن أفعل! أنتِ من ستتحكمين بنفسك وبطيشك ، أنا عملي فقط أن أنصحك وأفهمك الصواب من الخطأ والباقي يقع على عاتقك فإما أن تفهمي أو أن تبقي على حالك"
-
صمت قليلا لينهض ويقف أمامها ببنيته الضخمة ويقول بابتسامة هادئة عندما رأى نظراتها التي تشير لندمها:"هيا بنا لنخرج ونتناول فطورنا ثم تجلسين مع نفسك وتفكرين كما عودتك"
-
هزت برأسها بمعنى نعم وابتسمت بخفة ثم خرجت معه وذهبا إلى الطاولة وحين كان مايكل سيجلس أتت كلوي وهي تقول:"صباح الخير"
-
حينما سمع مايكل صوتها رفع رأسه ليراها فيبتعد عن كرسيه بسرعة ويتجه نحوها قائلا:"صباح الخير يا صغيرتي ، هل انتِ بخير؟"
-
ابتسمت له ببراءة وقالت:"نعم بخير ، يعني أفضل من ليلة أمس"
-
اقترب منها وأمسك وجهها بين يديه وأخذ يمسح على وجنتيها بأصابعه وهي تبتسم له أمام ناظريّ بيراي التي اعترتها مشاعر غريبة وكأنها تشعر بالغيرة منها بسبب مشاعرها تجاهه ولكنها ابعدت عينيها بسرعة عنهما محاولة التحكم بنفسها وبمشاعرها فسمعتها تقول له:"حقا أنا بخير يا مايك لا داعي للقلق ، كان مجرد كابوس وليلة سوداء ومضت لا أكثر ولا أقل! هيا لنجلس ونفطر إني جائعة كالذئب"
-
لم يستطع تمالك نفسه ليضحك على آخر جملة قالتها مما أثار دهشة كلا من زوي وبيراي اللواتي رغم كل السنوات التي قضوها معه إلا أنهن نادراً ما استطعن اضحاكه وها هو يضحك الآن فقط بسبب جملة واحدة من كلوي!!

Honest Among Thieves Where stories live. Discover now