البارت العاشر _ هل يكون هناك حماس وهموم معا؟!_

18 2 0
                                    

حل صباح يومٍ آخر على مدينة غوثارم ، حيث اشرقت الشمس باعثة باشعاعاتها القوية على جميع أنحاء المدينة.. كان مايكل قد قضى بقية الليل في منزل صديقه بعدما عادوا من الغابة تاركين خلفهم ذاك الحقـ.ـير غارقاً ببحيرة دمائه!! كان مايكل واقفاً على الشرفة وهو بيده سيجارة ينفخ دخانها وأمامه منفضة بها أربعة سجائر وأعقابها ليدخل عليه صديقه وهو يتثائب ويقول:"صباح الخير يا أخي"
-
أجابه مايكل وهو ينفث الدخان من فمه:"صباح النور"
-
فتح جوردن عيناه على وسعها حينما استنشق رائحة السجائر لينظر له فيراه يدخن مما جعله يقول بانفعال:"مايكل ما هذا الذي تفعله!؟؟؟ ألم نتكلم في هذا الأمر سابقاً وقلت ستتوقف عن التدخين!!!!؟؟"
-
مايكل وهو ينظر لامامه ببرود:"أنا لم أقل سأتوقف ، أنت قلت لي ستتوقف"
-
جوردن بانفعال وغضب:"مايكككك!!!! حبا بالله توقف عن الهراء هذا!!!!"
-
رأى المنفضة التي أمامه فشهق بصدمة وأكمل:"هل دخنت خمسة سجائر!!!؟؟؟ كلا أنت حقا تريد جعلي أجن!! بُني هل تود قتل نفسك؟"
-
لم يجبه مايكل مما اغضبه ليسحب السيجارة من فمه ويطفئها ثم يبعد المنفضة ويقول:"انظر إليّ يا هذا ، أنا لم أجد صديقي في الشارع هل فهمت!؟؟ ستتوقف عن هذه اللعنة وتفكر بنفسك وبصحتك.. تذكر أنك مريض ربو وجهازك التنفسي لا يتحمل كثيرا!!! إنك تدخن منذ سنوات بكثرة ولا تسمع لي ولكن بعد الآن كفى فقد كبرت في السن ، لا أريد أن أرى أي سيجارة بيدك بعد الآن !! وإن كنت ستعاند كعادتك سأخبر فتياتك أنك تدخن وليتصرفن هن معك"
-
لم يكن مهتما بكل حديثه ولكن حينما ذكر فتياته التفت له فوراً وقال وهو يرفع إصبعه بوجهه:"اياااك!! إن أخبرت إحداهن سأخاصمك بشكل سيء جو..!!"
-
جوردن وهو ينزل إصبعه:"هيه هيه تخاصم تخاصم!!! لا تهدد عبثاً ، إن لم تتوقف عن التدخين سأخبرهن لأني سئمت من محاولات إقناعك يا مايك! لذا إن رأيتك تدخن مرة أخرى سأخبرهن فوراً"
-
شعر مايكل أنه حصره في الزاوية بكلامه هذا ليقول:"حسنا يا هذا سأحاول.. يا لك من آلة إصرار!!! إنكَ كالنساء حقاا"
-
اجابه جوردن:"وأنت كالروبوت ، روبوت ذو مشاعر!!"
-
نظر مايكل له بحدة ولكنها لم تخف صديقه فهو معتاد عليه هكذا ولا يخاف منه لأنه يعرف أنه كلما حُشر في الزاوية ينظر هكذا.. عمّ الصمت بينهما ولكن هذا لم يدم طويلاً إذ قال صديقه مجددا كاسرا هذا الصمت المُميت:"مايكل ، لقد انشغل بالي بليلة أمس يا صديقي!! أظن أن ماثيو خان لن يسكت عن هذا"
-
مايكل بابتسامة خفيفة:"لا تظن بل تأكد"
-
جوردن:"لا تغضب يا مايكل ولكني أشعر أن ما فعلته خاطئ جدا يا صديقي! يعني كان بإمكانك الانتقام منه بطريقة أخرى غير هذه الطريقة الدموية "
-
نظر مايكل له واجابه:"هذا ما يستحقه يا جوردن!! كل رجل مثله يستحق هذا العقاب حتى أنه قليل ما فعلته به.."
-
جوردن:"ولكن تعرف أن هذا سيشعل فتيل النار بينك وبين ماثيو ، اليس كذلك!؟"
-
ابتسم مايكل والتفت له ثم قال:"أعرف وهذا ما أريده كي أقضي عليه كما قضيت على ابنه"
-
استغرب جوردن من طريقة كلام صديقه وشعر أنه يقف أمامه شخصاً آخر وليس مايكل فهو لا يتكلم هكذا ولا يتصرف بكل هذا الشر فاردف فورا:"مايكل هل أنت بخير يا صديقي!؟"
-
مايكل بنفس الابتسامة:"بخير كما لم أكن سابقاً يا جو ، إني بخير للغاية"
-
تنهدت جوردن بعمق وبقلة حيلة تامة وقال:"حسنا كما تشاء يا أخي ، هيا تعال لنفطر"
-
اجابه مايكل بابتسامة هادئة:"لا أريد لست جائعاً ، عليّ الذهاب إلى القصر لقد تاخرت على الفتيات"..
-
اومئ الآخر له بقلة حيلة ثم دخلا إلى المنزل ليقوم جوردن بتوديع صديقه ومرافقته لحد الباب كي يذهب... في الجهة الأخرى وتحديداً بقصر مايكل.. كانت بيراي تجلس في وسط سريرها صامتة كعادتها وشاردة بالفراغ حتى سمعت صوت طرقات الباب فظنت أنه مايكل مما جعلها تقول بلهفة:"ادخل"
-
ولكن مع الأسف.. الطارق ليس مايكل وإنما كلوي ، تلاشت لهفتها حينما رأت كلوي تطل برأسها عليها وسمعتها تقول بابتسامة:"هل أنتِ متفرغة يا عزيزتي؟ أيمكنني الدخول؟"
-
كان في بالها أن ترفض ، أن ترفض رفضاً قطيعاً دخولها فهي منذ أسابيع لم تستقبل أحدا سوى مايكل ولكن لوهلة تذكرت أن كلوي هي الأقرب لمايكل والوحيدة التي تكاد تصبح مُفضلته بين الفتيات لذا قررت مجاراتها لتبتسم بتملق وتقول لها:"نعم أدخلي تفضلي.."
-
ابتسمت بطلتنا بصفاء نية ثم دخلت عليها وأغلقت الباب خلفها لتقترب وتجلس بجانبها على السرير فتقول بيراي وهي تنظر للكتب التي بين يديها:"ما هذه؟"
-
اجابتها بابتسامة لا تُفارق محاياها الناعمة:"كتب ، يعني روايات.. كُنت قد اشتريتها لكِ منذ فترة ولم أجد وقتا مناسباً لاعطيكِ إياها!! أعرف أنكِ تحبين كتب الرومانسية وهذه القصص لذلك احضرتها لك"
-
تنهدت بيراي بضيق وقالت:"كنت.. كنت أحبها ، ولكن مع ذلك سلمتِ فقد بدأت أقرأ منها مجددا قبل هذه الحادثة اللعينة حينما عاد شغفي لها!! هذه تبدو جميلة أظن أنني سأقرأها جميعُها"
-
كلوي بابتسامة:"سُعدت لكونها قد أعجبتكِ يا عزيزتي"
-
عمّ الصمت بينهما لدقائق ثم قالت كلوي مقاطعة هذا الصمت:"بيراي هل أنتِ بخير يا روحي؟؟"
-
رفعت بيراي نظرها عن الكتب لتنظر لها وتقول:"برأيك؟ هل يبدو لكِ أني بخير؟!"
-
ابتسمت بطلتنا بقلة حيلة ثم وضعت الكتب جانبا لتمسك يديها وتقول:"لن أقول لك أني أشعر بك وهذا الكلام الفارغ لأن لا أحد يشعر بك سوى من عاش ألمك!! ولكن فقط أريد أن أكون لك كوني قوية يا روحي ، وحتى إن لم تكوني قوية ولم تتحملي وتريدين الانفجار أنا موجودة هنا لاسمعك!!! إننا أخوات ولا نملك سوى بعضنا في هذه الحياة ، أي يعني متى ما شئت أنا جاهزة لاسمعك ولتفرغي ما بداخلك.. فقط ابتعدي عن التفكير بالانتحار ارجوك "
-
نظرت لها بعيناها الدامعة والحمراء وقالت:"تعبت! تعبت حقاا من هذه الحياة ، أود التخلص من هذا العبئ ولكن لا استطيع ابدا!! أود تعذيبه ولكني أخاف منه ولا اتجرأ.. "هل تظنين أني أود فعل هذا يعني؟ ليس بيدي افهمي هذا!!! حقا ليس بيدي"
-
تنهدت كلوي بعمق ثم مسحت بيديها الصغيرتين الناعمتين على وجنتيّ اختها المبللة من دموعها وقالت:"حسنا لن أضغط عليك ولكني هنا دائما تمام ميي؟؟ متى احتجتِ كتفا لتبكي عليه أو حضنا دافئا لتشعري بالطمأنينة سأكون موجودة!! أنا موجودة هنا لأجلك دائماً يا عزيزتي ، اتفقنا؟"
-
ابتسمت الأخرى وسط دموعها واومئت برأسها لتقوم الأخرى بمعانقتها وضمها لصدرها فبادلتها العناق بقوة شديدة.. في هذه الأثناء سمعوا صوت سيارة في الخارج فقالت كلوي وهي تبتعد عنها:"يبدو أن مايكل قد أتى لاذهب وأراه"
-
خرجت من الغرفة بعدما قالت هذا ونزلت إلى الأسفل لتفتح الباب وتستقبل مايكل الذي ابتسم حينما رأها ليقول وهو يخلع حذائه أمام الباب:"صباح الخير يا صغيرتي"
-
كلوي:"صباح النور!! أين كنت؟ لماذا لم تنم في المنزل ليلا؟ هل حدث شيء ما؟"
-
ضحك مايكل بخفة على اسألتها المتتالية فيقول:"هوووب هوووووببب اهدئي يا بطلة ما كل هذه الأسئلة!!؟ لم يحدث شيء ، فقط ذهبت إلى منزل جوردن لأنه كان متضايقا قليلا وقضيت الليل معه "
-
أدركت كلوي ما فعلته فاحمرت خجلاً من هذا الموقف ثم أغلقت الباب خلفه وقالت:"هل فطرت؟ لقد أعددت بيض بالطماطم "
-
مايكل:"طعامك لا يُفوَت حقا ولكني مع الاسف لا استطيع التناول ، عليّ الإستحمام وتغيير ملابسي والذهاب للاجتماع قبل أن أتأخر "
-
كلوي بابتسامة لطيفة:"تمام ، هناك ماء ساخن يمكنك الدخول للحمام الآن "
-
أُعجب مايكل باهتمامها الكبير بكل شيء يخص المنزل ويخص أخواتها فقبل جبينها برضا ثم شكرها وصعد إلى غرفته ثم دخل إلى حمامه.. خلع قميصه وثيابه ليدخل تحت الماء الساخن الذي يتصاعد منه البخار لكثرة سخونته ثم أغمض عينيه لتمر من أمامه لحظات تعذيبه لجوزيه فيفتح زرقاوتيه بقوة وهو يشهق في نفس الوقت لتتسارع نبضات قلبه ويصعب تنفسه ولكنه سرعان ما تدارك نفسه ليكمل استحمامه ثم يطفئ الماء ويرتدي روبه.. حين خروجه من حمامه وجد ثيابه جاهزة على السرير فرفع شعره الاشقر المبلل عن جبينه ثم ارتدى ثيابه وجلس على السرير وهو يحاول تمالك نفسه...

Honest Among Thieves Where stories live. Discover now