02.

125 32 1
                                    


أصبح الجو حاراً جداً في سبتمبر ككل سنة،يكون أكثر الشهور حرارة كما لو أنه يصل إلى الذروة في آخر أشهر الصيف، لا يمكنني أن أطيق هذا الجو الحار، لطالما كرهت الصيف وكل ما يتعلق به، كثرة الحشرات فيه كافية كي أكرهه.

كنت قد إنتهيت من حل واجباتي المنزلية وتناولت الغداء برفقة والدتي وأختي ميا، فكرت بما علي فعله الآن، أملك الكثير مما أحب فعله لكنني أكتفي بالتأجيل والمماطلة حتى ينتهي اليوم، أو يسيطر علي الشعور بالملل وأقضي يومي ممددًا على سريري.

"توم"

سمعت صوت والدتي تناديني من الطابق السفلي، خرجت من غرفتي لأرى ما تريده مني

"ماذا"

"هل يمكنك الإتصال بخالك روبنسون وإعلامه بعدم مقدرتي على حضور عشاء الليلة، لدي بعض الأمور التي علي القيام بها، أرجوك قم بالإعتذار منه على عدم حضوري"

"حسناً أمي، سأفعل"

بعد الإتصال على خالي وإعلامه بعدم حضور والدتي للعشاء الذي أقامه بمناسبة تخرج إبنه جاك من الثانوية العامة، والكثير من سماع تذمر خالي على إعتذارها عن الحضور،قمت بتشغيل Pistol ،أحد أكثر الأغاني المفضلة لدي لفرقة cas، بل أفضلها.

عاجز تماماً عن وصف المشاعر التي يمكنني الشعور بها في هذه الأغنية، أستمع بشكل جيد، أركز على كل كلمة كأن العالم على وشك الإنتهاء لو لم أتذوق أحرفها حرفًا حرفًا.

...

دخلت الصف قبل بدء الدرس بعشر دقائق، كان الطلاب يتحدثون ويجوبون الصف مسببين الكثير من الإزعاج والفوضى، أكره هذا.

"لم أنم جيدًا بسبب حزني على خسارة مباراة البارحة"

كانت آري تتحدث بصوتٍ عالٍ، كانت تملك أعلى صوتٍ في الصف أثناء حديثها، أمكنني سماع صوتها من خلف الباب بمسافة بوضوح عدة مرات، كانت تتكلم كثيراً عن حبها الشديد لنادي كرة القدم ريال مدريد، لم أرى في حياتي فتاةً مولعة بكرة القدم مثلها، كنت أحب منذ صغري نادي برشلونة، لم أكن أتابع المباريات كثيراً، كان مجرد تفضيل، لكنني أحببت لعب كرة القدم كثيراً في صغري، وعندما كبرت لم أعد ألعب كما في السابق، فقدت مهاراتي ربما.

"إنكِ تبالغين، لا أعلم لما قد تحبي نادي كرة قدم إلى هذا الحد، أعني إنها مجرد رياضة"

"جيسيكا، إن لم تتوقفِ عن إعطاء رأيك غير المهم سأكسر الدرج على رأسك"

قالت آري متجهمة الوجه لجيسيكا، أصبحت علاقتها قوية بها وبماري وفالنتينا خلال أسبوعين، لا أعلم كيف أمكنها كسب ثلاث صداقات في أسبوعين، ما عجزت عنه منذ الصف الثالث.

كان وجهها العابس لطيفاً، خديها المملوآن يبدوان كخدي قطة غاضبة.

...

بعد نهاية الدرس، وضعت رأسي على درجي لأنام قليلاً قبل بداية الدرس الثاني

"هي، توم، توم بيتر سلرز"

كان صوت فتاة يناديني، الفتاة صاحبة الصوت العالي، رفعت رأسي لأواجهها ،كانت واقفة مبتسمة تنظر نحوي، كانت قريبة بما يكفي لأشتم رائحة شامبو الشعر الخاص بها الذي يحمل رائحةً لا أقدر على تمييز ماهيتها، لكنها رائحة جميلة.

"نعم"

رددت عليها

" آسفة لإفساد نومك الذي كان سيفسد بعد قليل بحضور المعلمة على أية حال، لكنني مضطرة لإستعارة قلمك الأسود إن لم تمانع"

قالت مشيرة إلى قلمي الأسود

"أوه بالطبع، تفضلي آري"

إبتسمت لي، ومدت يدها لتتناول القلم من يدي

"شاكرةٌ لك جدًا"

أخذت القلم وتوجهت لدرجها،حسناً هي لم تستعره لكتابة الملاحظات في الدرس، بل لكتابة اسم ناديها المفضل في كل مكان على الدرج، بجدية.

أربعٌ وعِشرونَ عُذرًا ولونًا . Where stories live. Discover now