•
أعلم
أنكِ خطيئة،وأنكِ ذنبٌ لا يغتفر
أنكِ خيطٌ مُشتعل
وأنا شمعة
أحترق بكِ
لكني أريد ذلك،أريد هذا الذنب وهذه الخطيئة
وأتلذذ بالإحتراق
لأني لا أملك طُرقًا أُخرى أنجو بها
من نفسي.
.....
"أشكرك آرياندا، اتمنى لكِ سنة سعيدة أيضاً"
بعد محاولاتٍ مستميتة لتمالك نفسي أمامها، والعزم على الرد على تمنياتها الطيبة لي بطريقةٍ لا تشعرها بأني كنت متلهفًا لذلك،رددت عليها وبالطبع فشلت محاولاتي،فقد كانت اللهفة واضحةً كوضوح الشمس في صباحات الصيف الحارق،إني عاجز تماماً عن إخفاء كل هذا الحب، في عيناي وفي صوتي، أحبها بالضبط لهذا الشيء، أنها الوحيدة التي تشعرني أني موجود ومهم،وحدها تفعل ذلك.
"سيكون كذلك، بما أنك موجود"
قالت كلماتها وعلى وجهها الجميل إبتسامة لامعة، عيناها تفيضان بالحنان، وفيضهما يُسكب في قلبي، الحنان الذي في عيناها يصلني ليشعرني بأهميتي،بأن هناك شخصًا يهتم بأن أشاركه سنته القادمة، وأنها ستكون جميلة بسببي، رغم أحاسيسي المستمرة بأني أفسد كل شيء، إلا أنها بكلمة واحدة يمكنها أن تبدد كل هذه الأحاسيس وتشعرني بحماقتها.
استدارت عني وإتجهت صوب رفاقها الكُثر، الذين أكره عددهم، وأكرههم فردًا فردًا حين يكونون معها، أريدها أن تكون معي فحسب، أحبها معي، ما الصعب بإمتلاكها، لماذا تبدو بعيدة إلى هذا الحد، ومستحيلة ؟
دخلت المعلمة للصف بعد قليلٍ من الدقائق،بدأ الطلاب بالتعثر والتخبط في إتجاههم نحو مقاعدهم،مسرعون كأن هناك من سيأخذ أماكنهم،أو خائفون من صراخ المعلمة حيث بدأت بالصراخ عليهم آمرةً إياهم بالعودة إلى المقاعد.
حاولت التركيز على ما تقوله المعلمة، إلا أن تركيزي كان مصرًا على آرياندا،وأثناء تحديقي نحوها وهي تهز برأسها دائري الشكل للمعلمة للدلالةِ على الفِهم، قالت المعلمة :
"توم وآرياندا ،أريد منكما الذهاب إلى مستودع المدرسة، يوجد هناك مجموعة من عُلب الأقلام أحضرا قلمًا لي"
ربما في آخر العام الدراسي سيتوجب علي كتابة رسالةِ شُكرٍ وثناء للمعلمة على طلبها هذا، لم نقضي أنا وآري وقتًا بمفردنا منذ وقت، بالتحديد ذلك اليوم التعيس، أردت أن نكون وحدنا ولو خمس دقائق، لا يمكنها رفض طلب المعلمة للإبتعاد عني، لن تخاطر بالحصول على توبيخ صباحي منها.
نظرت آري نحوي ورفعت حاجباها للأعلى وحركت رأسها للجانب، بما معناه "لنذهب"، ألف طلبٍ كهذا الطلب.
