05.

92 22 2
                                    


"يمكنك إخباري إن كان هناك حشرة في وجهي"

"ماذا ! "

"إنك تستمر بالتحديق في وجهي ،هل هناك خطبٌ ما؟"

إنتبهت أنني كنت أحدق في وجهها لوقتٍ لا أدركه،أو لم أكن أفعل، كنت أنظر تُجاه الجوهرتان الخضراوان اللامعتان تحت حاجبيها وبين رمشيها.

"عيناكِ"

"ما بهما، عيناي؟"

"إنهما يلمعان بشدة،إنها المرة الأولى التي الاحظ فيها لونهما "

" لا أعتقد أنه أمر يستحق الملاحظة "

"إنه كذلك"

"لماذا؟ "

لا أعلم ماذا أجيب، معها حق في سؤالها، لماذا قد يكون من المهم ملاحظة لون عينيها ؟

"آه لا أعلم، ربما معكِ حق "

أكملت :

" هل نعود للصف الآن،بالتأكيد ستشعر المعلمة بغيابنا وقد تعاقبنا على ذلك "

نظرت نحوي، بتلكما الجوهرتان، يا إلهي !

" هل تعلم توم، لا أحب الأشخاص الذين يبدؤون أشياء ولا ينهونها، لقد خرجنا من الصف في بداية الدرس، وعلينا العودة عندما ينتهي "

أنا معتاد على البدء بأشياء وعدم إنهائها.

" ذلك سيعرضنا للعقاب"

"ليحدث ما يحدث"

"أنتِ غير مبالية "

" أنا كذلك "

وجدت أن النقاش معها يؤدي إلى طريق لا متناهي،ربما علي الإنصياع لرغبتها.

" كما تريدين"

" أحب عندما ينفذ الناس ما أريده"

بقينا نتحدث عن الكثير من الأشياء، عن حبها للخريف،وخوفها من صوت الرعد وكرهها للشتاء، عن أنها تشرب الكثير من الماء كما أفعل،عن أن لونها المفضل هو الأسود،وكان أكثر ما أثار إستغرابي، ذاكرتها القوية بالأرقام.

"يمكنني تذكر الكثير من التواريخ المتعلقة بأحداث حياتي، وأحفظ تواريخ ميلاد كل من حولي، بإعتبار أنك ممن حولي فقد وضعتك بالقائمة"

أنا ممن حولها، وقد حفظت يوم ميلادي.

"أنا لا أتذكر التواريخ بشكل جيد، لا أحفظ يوم ميلاد شخص غيري، ولولا أنه مكتوب على وثائقي الرسمية ربما ما كنت حفظته "

أربعٌ وعِشرونَ عُذرًا ولونًا . Where stories live. Discover now