04.

110 27 1
                                    


كنا قد دخلنا أكتوبر، بداية الخريف،أجلس في حديقة المنزل ألاعب القطط المتجولة في أرجاء المنطقة بعد أن قدمت لها الطعام، معتادةٌ على زيارة حديقة منزلنا لتناول الطعام الذي نضعه لها، حاولت مرارًا إقناع أمي بتبني قطة،أو الإعتناء بأحد هذه القطط في منزلنا، لكن كان طلبي يقابل بالرفض دومًا، أمي تحب القطط وتهتم بوضع الطعام لها، لكنها ترفض فكرة دخول قطة لمنزلنا، هي مهووسة بالنظافة،مع أنني أخبرها أن القطط تنظف نفسها بلسانها مما يعني أنها نظيفة إلا أنها لا تقتنع بذلك.

بعد الإنتهاء من إطعام القطط، دخلت للمنزل لأتناول العشاء،أعدت أمي البيتزا التي أحبها،مليئة بالجبن،أحب تناول جميع الأشياء التي تحتوي على الجبن.

قالت أمي بعد تقطيع البيتزا ووضعها في أطباق لي ولميا ولها

"اغسل يديك جيدًا، لقد لمست القطط"

"أنا أفعل أمي"

غسلت يدي جيدًا كما أمرتني أمي، هوس النظافة كالعادة، جلست على الكرسي وبدأت بتناول البيتزا

"توم،هل ستشارك في مسابقة القراءة التي تقيمها مدرستك"

سألتني ميا

"لن أفعل"

"لماذا لا تشارك، أجزم أنك ستفوز ،أنت دودة كتب"

"لست مهتمًا بهذه المسابقات"

" إنك غريب ،لا تُضع هذه الفرصة على نفسك"

"قلت لست مهتمًا"

"كما تشاء، في النهاية أنت الذي ستخسر الفرصة وليس أنا "

كانت مدرستنا تقيم مسابقة للقراءة كل أربع سنوات، يشارك فيها العديد من الطلاب المهتمين بالقراءة،تمنحك المدرسة مجموعة من الكتب التي عليك قراءتها في ثلاث أسابيع ومن ينهي أكبر قدر من الكتب يفوز،لا أذكر عدد الكتب التي ينبغي قراءتها، لكنني أرى أنها فكرة سخيفة،إن الإنسان يقرأ الكتب إما للتعلم أو للإستمتاع، وكلا الغايتان لا يشترطان السرعة في القراءة،بل حتى أن السرعة قد تفسدهما،نعيش في عصر مليء بالسرعة،وحتى الأشياء التي لا تحتاج للسرعة نفسدها بإدخال السرعة فيها.

"لقد شبعت، شكراً أمي على البيتزا"

شكرت والدتي على البيتزا وصعدت لغرفتي، غسلت أسناني ووجهي وذهبت للنوم،بالطبع لم أنم مباشرةً،لا بد لعقلي أن يتذكر الأحداث السيئة،وأن يشغلني بالتفكير الزائد قبل النوم.

أربعٌ وعِشرونَ عُذرًا ولونًا . Where stories live. Discover now