17.

46 4 4
                                    

لنتحدث عن بداية الربيع

أو عن نهاية العالم

عن حُبكِ للخريف

وعن كراهيتي للوجود

لنتحدث عني، عنكِ، عنا.

....

"أصلح الحاسوب توم"

لامست أُذني الأيسر بأناملها الصغيرة ولدغته بلطف.

"أعيدي نظارتي"

"الا تستطيع العمل دونها؟"

"لا،أستطيع، لكني أفضل إرتداءها"

خُطفت أنفاسي مني حين إقتربت حتى كادت لا تُبقي مسافةً بيننا، أعادت نظارتي إلى عينّي ببطء قاتل، ذلك البطء الذي أرى به العالم معها، كل شيء بطيء وأقل من سرعته المعتادة، كأن الزمان يتوقف أو أن الساعات تتعطل أو شيءٌ كهذا، وكان هذا شعوراً حرفياً لا تعبيراً مجازياً عمَ أشعر، إذ أنه بالفعل كل شيءٍ يصبح أبطأ.

فور إعادتها نظارتي إلي، عُدت إلي كُرسيي وإصلاح حاسوبها، وهي بدورها عادت للوقوف عند رأسي تكمل مشاهدة عملي.

بعد مرور ساعتين من العمل المتواصل والشاق، والكثير من الفشل في إصلاح الحاسوب إلا أني في كل مرةٍ أبيت أن يبقى معطلاً، أخيراً قد أصلحته بالفعل، قفزت آرياندا في كل الغرفة فرحاً بما صنعت، وقالت الكثير من كلمات الشكر والثناء والإطراء علي بأني أملك أذكى عقلٍ في العالم -على الأقل من منظورها هي وهذا يكفيني -.
كانت قد أخبرتني والدتي بأنها ستغادر المنزل هي ووالدي وميا ويذهبون إلى منزل عمي، بقيت وآرياندا في غرفتي نتبادل أطراف الحديث حتى الظهر.

"هل أنتِ جائعة؟"

وقفت متجهاً إلى باب الغرفة وفتحته سائلاً آرياندا عمَ إذا كانت جائعة، كما كنت أنا.

"قليلاً"

"تعالي معي، سأعد لنا الباستا"

أشرت لها برأسي لتتبعني إلى المطبخ وقد فعلت، لم أكن طاهياً رائعاً ويُفاخر العالم بما يعده من أطباق لا تعد ولا تحصى ، حيث أني أعد القليل من الأطباق البسيطة التي يمكنني بها إسكات جوعي، منها الباستا وكانت ألذ ما أُعد.
جلست آرياندا على طاولة الطعام تراقبني بمبصراتها وأنا أجهز مكونات الباستا، أكذب إذا قلت بأني كنت مركزاً على ما أفعله، كان تفكيري عنها فحسب.

"لم تخبرني أنك تجيد الطبخ"

"ليس كثيرًا، أُحسن صنع بعض الأطباق فقط"

أربعٌ وعِشرونَ عُذرًا ولونًا . Where stories live. Discover now