07.

46 17 2
                                    

علميني القراءةَ والكتابة فأنا أُمي

علميني الحياةَ فأنا ميت

علميني الصبر فأنا عجولٌ لتحبيني

علميني الحُب،والحرية،والوجود،والعدم إن لم تكونِ

علميني كيف أعيش،فأنا قد ولدت حين أتيتِ ولم أعرف شيئًا في الدنيا قبلكِ.

...

قضيت يومي مستلقياً على سريري، لم أتناول أي شيء منذ عُدت من المدرسة،كنت أفكر بالتخبط الذي يحصل في قلبي وعقلي، في كل الأشياء التي تغيرت منذ سبتمبر، في الواقع لم تكن البداية سبتمبر، بل هي، هي كانت البداية، هي سبب كل هذا التخبط، وهذه الفوضى التي أنا فيها،تأخذني إلى أماكن لم أرغب أن أذهب إليها،تشعرني بما لا يستطيع سواها أن يشعرني به، كانت تحررني من قيودي شيئًا فشيئًا، أراني محبًا للعب والركض والجنون معها،أهرب من دروسي وأنا الذي مجموع الدروس التي لم أحضرها قبلها لا يتجاوز الخمس دروس.

إنها تعيد لي ما كنت قد فقدته من حُبٍ وإهتمام، تأتي لقلبي الشبيه بالحديقة الميتة فتحوله لمدينة ملاهي مليئة بالأطفال السعداء، أولئك الأطفال هم فراشاتٌ في صدري،يبكون ويتألمون ويموتون إن ذهبت،يعودون للحياة بمجرد أن تنادي بإسمي وتركض نحوي.

آرياندا، آهٍ من هذا الإسم وصاحبته، كيف لها أن تكون كل هذه الأشياء المذهلة والرقيقة،شاعرية جدًا ،خُلقت من لوحاتِ فنانٍ سعيدٍ مُحبٍ للحياة، فتجعل كل من حولها يحبون الحياة.

هل أُعجبت بها؟ أسأل نفسي طِوال اليوم هذا السؤال، فتجيبني أن لا شك في ذلك، لم أحب الفكرة ،لم أتوقع أن تعجبني فتاةٌ من قبل،أنا وحيد وخائف من الخروج من وحدتي، لكنها تجبرني على الخروج رغمًا عني، أو لأكون دقيقاً، هي تدخل لروحي، توجد معي في عزلتي،وحين تقرر الرحيل أتبعها، تتبعها قدماي وأنا أريد ذلك، لا تجبرني أن أكون شخصًا آخر، لم يحبني الناس ولم أحب يومًا فكرة أن أكون شخصًا آخر ليحبوني ،وهي لا تجعلني أفعل ذلك.

نهضت من سريري واتجهت للحمام لأغسل وجهي وأسناني وأنام، مع علمي أني لن أنام ،فهي لا تغادر عقلي، اعترفت لنفسي بأني معجب بها، وأنا خائف، خائف من هذا.

....

في اليوم التالي، ذهبنا إلى قاعة العلوم لدرس الكيمياء، دخلت أنا وفابيان القاعة وكان الطلاب يتجهزون لقدوم المعلم، يأخذون أقرب المقاعد للطاولة التي سيشرح عليها التفاعلات الكيميائية،كانت آرياندا تجلس على طاولة وحدها، وكانت تبدو سعيدة، وتغني، كانت أول مرة أسمع صوتها وهي تغني، كان رائعًا بل أكثر من رائع،لاحظت نظراتي نحوها وابتسمت لي.

أربعٌ وعِشرونَ عُذرًا ولونًا . Where stories live. Discover now