كلمات الشهداء تبقى خالدة ، صوت يصدح عبر الأجيال ، قصص الصمود والتضحية تحكيها أصوات ترنَّمت بالإيمان و الثبات و تكشف عن عزم لا يتزعزع ، كلماتهم تحمل شغفًا بالإرادة و العدالة . هذا الكتاب يحمل روح المقاومة و التصميم على تحقيق الحرية .
١٠٠ ألف شهيد م...
في خضم الفوضى ، وجد محمد خريس وعائلته ، إلى جانب عشرين شخصًا من عوائل مختلفة ، أنفسهم محاصرين بالدبابات المشؤوم . أثناء انتظارهم فرصة للتحرر من الحصار جهزوا راياتهم البيضاء .
قبل عشر دقائق من خطوتهم الجريئة، انغمست والدة محمد ، في الصلاة ، و تلاوة آيات من القرآن و تقلب المسبحة في يدها و هي تكثر من التسبيح . وبإيمان لا يتزعزع ، قالت لابنها محمد : "إنعشنافنحنمنأهلالدنياوإنمتنافنحنشهداء"
ومع اقتراب اللحظة الحاسمة، أمسكت والدة محمد بحفيدها تيم ، بينما أمسكت بالعلم الأبيض باليد الأخرى . وعندما خرجوا إلى العراء تردد هدير إطلاق النار الذي يصم الآذان على الجدران . وأشار جندي صهيوني فوق دبابة إلى تغيير الاتجاه ، فاتبعوا تعليماته.
وسط الفوضى و ضجيج الرصاص ، أشار محمد إلى والدته بالتغيير في الاتجاه. سقطت والدته على الأرض . سقوط مفاجئ و مؤلم للقلب لم يتمكن محمد من استيعابه و تجمد مكانه لوهلة ، مكافحًا من أجل فهم التحول المفاجئ للأحداث.
ركض حفيدها تيم للانضمام إلى المجموعة . عندما انكسر جمود محمد أسرع نحو والدته التي سقطت، شهد تصرفها الأخير – رفع إصبعها السبابة و أعلنت الشهادة . حاول رفع جسدها الهامد رغم اثقال الحزن و العجز لكتفيه بينما خرجت صرخات الألم من شفتيه.
انضم إليه والده لحملها، وركضا نحو مفترق الطرق حيث مد يد المساعدة أبو يزن من عائلة جارهم. محمد، الممزق بين اليأس و الحزن ، لجأ لباب المنزل، وفتح الباب على عجل ليقدموا لوالدته الإسعافات الأولية.
انكشفت الحقيقة القاسية طلقة متعمدة في مقتل فوق قلبها مباشرة . لينضم لقائمة الشهداء والدة محمد خريس ، الشهيدة هالة رشيد عبد العاطي
قال محمد و هو يقلب السبحة في يده : الشيءالوحيدالليظلليمنهاهيسبحته
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.