المشهد التاسع

1.1K 72 0
                                    


لم أعرف إن كنت على صوابٍ أم خطأ حينما أعطيتُ تلميحًا خلال حواري الفاتر مع شقيقتي عن مضايقات البغيض "لوكاس" لشخصي؛ لكني أدركت في اللحظة التي ثارت فيها ثائرتها أني تسرعت في إبلاغها بذلك دون أن أتولى بنفسي زمام الأمور، شاهدتها من أعلى الشرفة وهي تتقاتـــل معه، فلم أقف مكتوفة الأيدي كثيرًا، بل اندفعت بعنفواني للأسفل لأتشارك معها في مواجهته الدامية، وإن كانت العواقب وخيمة، تصاعدت الدماء الفائرة في عروقي عندما رأيتها مستلقية على العشب الأخضر وهو على وشك الاعتداء عليها.

لم أفكر مرتين، بل ركضت تجاهه بأقصى سرعة أملكها، لأقفز فوق ظهره، وألتصق به كالعلقة، باغتته مفاجأتي غير المتوقعة، فمنحتني الأفضلية عنه، لأنهال على رأسه بلكمات قاسية متتابعة، للدرجة التي لم أعد أشعر فيها بالألم العاصف في قبضتي، وصوت صراخي يكاد يصم أذنيه:

-ابتعد عن شقيقتي!

سمعت "ريانا" تصيح في فزعٍ:

-"آن"، لا تتدخلي.

تجاهلتها تمامًا، وواصلت اللكم بكل شراسة، رغم قيام ذلك اللعين بالدوران حول نفسه لإسقاطي عمدًا، وهو يسخر مني:

-القطة البرية جاءت...

استفزني تعليقه، فخمشته في جلد عنقه بأظافري، فضحك هازئًا، وتابع:

-المتعة ستزيد الآن.

لم أكترث لما يفوه به، وأكملت تفريغ غضبي الأهوج به، لأجد بعدها شقيقتي تشاركني في الاعتداء عليه، ومع ذلك كان متمرسًا، محترفًا للغاية، ومعتادًا على مواجهة الكثيرين، لهذا لم نصمد كثيرًا في مجابهته، حيث تخلص من "ريانا" أولًا، ثم حاول الإمساك بي وجذبي من كتفي بشراسةٍ ليقذفني بعيدًا عنه. لم أسهل عليه الأمر، ظللت أكيل لرأسه من اللكمات ما سيسبب له صداعًا مزمنًا لبعض الوقت.

كررت شقيقتي محاولة الهجوم عليه، ورغم هذا لم تفلح، حيث قام بصد هجمتها في براعةٍ وطرحها أرضًا، ليتمكن بعدها من جذبي، وإلقائي من فوق كتفه ناحيتها، لأسقط عليها، ونتدحرج معًا على العشب الرطب في شكلٍ شبه مهين.

حينما رفعت بصري لأنظر إليه، وجدته في ذروة غضبه، عيناه تشعان شررًا مستطيرًا، ووجهه يفح نارًا، أما قميصه الذي يرتديه فقط تلطخ بالدماء، يبدو أن "ريانا" نجحت في إصابته، مما أشعرني بالسرور. أطلق علينا وابلًا من السباب البذيء، وهمَّ بالانتقام من كلتينا، ما منعه من الاقتراب منا هو تواجد "فيجو"، حيث صاح متسائلًا في انزعاج واضح:

-ما الذي يحدث هنا؟

في لمحة من التهكم أجابه ذلك المقيت وهو شبه يلهث:

-كانتا تحاولان قتلي .. على ما أظن.

لأنظر بعدها لراحة يده وهو يبسطها بالمقص عندما أضاف في نبرة مستخفة:

المشاكسة المتمردة - ملحق غير قابل للحبWhere stories live. Discover now