المشهد السادس عشر

1.1K 67 0
                                    


تلفتُ حولي بشيءٍ من الحيرة والضيق حينما لم أجد "ريانا" أو والدتي في الأرجاء، اختفت كلتاهما فجـــأة، وهذا أقلقني، ظننت أن مكروهًا قد حدث، وأن ذلك اللئيم قد جاء ليشاغلني فقط حتى لا أكتشف ما يدور. هرولت عائدة إلى الغرفة التي مكثت فيها شقيقتي قبل وقتٍ سابق، لحسن حظي كانت متواجدة بها؛ لكني تفاجأت بها في حالة من الهياج العصبي، قناع البرود والجمود الذي تسترت خلفه غالبية الوقت سقط أخيرًا، وظهر رفضها الجلي لما تم فرضه عليها قسرًا.

دون أن أتحرى حقيقة أي شيء اتخذت صفها، وانزلقت مندفعة تجاه "فيجو" عندما جاء ليتفقد هو الآخر شقيقتي صارخة فيه بانفعالٍ:

-أنت، ماذا فعلت لشقيقتي؟

رمقني بنظرة هازئة قبل أن يقول ببرودٍ:

-إنها صارت زوجتي، لا تتدخلي بيننا.

لم أخشاه، وواصلت هجومي العدائي تجاهه:

-بالإكراه، أنت هددتها لتقبل بك، أنا متأكدة من ذلك.

رفعت سبابته في وجهي ليحذرني بتعابيرٍ قاسية:

-انتبهي للهجتك معي.

تدخلت والدتي لتهدئة الأوضاع قائلة بنبرة مستسلمة خانعة:

-إنها صغيرة، لا تقصد شيئًا.

تخاذل "صوفيا"، وانهيار "ريانا" جعل داخلي يتقد، فأمسكت به من ياقتي سترته لأهزه في عنفٍ وأنا أصرخ به:

-وإلا ماذا؟

غمرتي شجاعة فجائية جعلتني غير خائفة منه، فأكملت تعنيفي له:

-هيا، أخبرني، أنا لا أخشاك، ولا أخاف تهديداتك.

لم يطق صراخي به، فقبض على رسغي، وجذبهما بشراسةٍ من على ياقتيه، ليقذفني جانبًا، كدت انطرح على ظهري لولا أن تلقفني صدر آخر من أريد رؤيته، في التو حاوطني "لوكاس" بذراعيه ليقيدني، نظرت إليه بعينين تشتعلان من فرط الانفعال، فابتسم في برودٍ مخاطبًا إياي بتسليةٍ:

-أهلًا بكِ، هل افتقدتِ وجودي بهذه السرعة؟

ارتفعت نبرتي الصارخة بعصبيةٍ:

-ابتعد يا قــذر!

أبقى ذراعًا تضم خصري، ورفع الأخرى ليطبق بها على ذقني، ضغط بقسوة على كفي ليوجعني، ثم طالعني من هذا القرب متسائلًا في هدوءٍ زائف:

-ماذا قلتُ لكِ عن إهانتي؟

حركت وجهي بهياجٍ حتى تمكنت من تحريك يده، ما إن طالتها أسناني حتى قمت بعضه بشراسةٍ، فاضطر إلى إبعاد كفه مدمدمًا في غيظٍ:

-اللعنة!

لكزته بكوعي في صدره، فلم يحررني، وقال وهو ينظر إلي موضع الإصابة بعتابٍ مشوبٍ بالعبثية:

-أرأيت كيف أفسدت يدي؟ كيف سأقوم باستخدامها في مداعبتك؟

في التو أهنته بوقاحةٍ أكبر:

-تبًا لك وليدك النجسة يا (...)!

لم يتحمل تحقير شأنه علنًا، فأسكت وابل سبابي بقبلة مباغتة عنيفة جعلتني غير قادرة على التنفس أو الابتعاد عنه، بالكاد تركني عندما أمره "فيجو" في صرامة:

-"لوكاس"، خذ هذه من وجهي.

أبدى سعادته بتنفيذ هذا الأمر الحازم قائلًا:

-بكل سرور.

حاولت والدتي التدخل، ومنعه من أخذي قسرًا، فراحت ترجوه في ارتعابٍ:

-إنها طائشة، تتصرف برعونةٍ، سوف تعتذر منك، أرجوك لا تغضب.

احتدت صرخاتي أكثر، وانهلت عليه باللكمات والضربات في أي مكان أطاله بساعدي؛ لكنه لم يكن منزعجًا من ضرباتي الهوجاء، بل تلقاها بانتشاءٍ، ليقوم بعدها بحملي من خصري، وإبعادي عن شقيقتي وهو في غاية السرور.


يتبع >>>>

المشاكسة المتمردة - ملحق غير قابل للحبWhere stories live. Discover now